- موضوع تأشيرات الإيرانيين عسير ولا ينسجم مع علاقات البلدين القوية
- حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 350 مليون دولار
- الحوار والتشاور لمعالجة القضايا العالقة بين بلدينا مستمر ومتواصل
- لدينا طموح لتطوير النقل البري من منفذ الشلامجة الإيراني إلى العبدلي
أكد السفير الإيراني في الكويت محمد توتونجي، أن الوشائج والعلاقات القائمة بين بلاده والكويت ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى قرون مضت، حيث ساهم البناؤون من ايران في بناء الكويت الحديثة ونموها، «ونأمل بفضل حكمة القيادتين الحكيمتين في إيران والكويت، أن نشهد خلال عهد صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد وولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد، قفزة نوعية في مسيرة العلاقات الأخوية الرسمية والشعبية بين بلدينا».
وأضاف توتونجي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة، أن «الأشهر الأخيرة شهدت زيارة الوفود الرسمية بين البلدين، كان أبرزها اجتماع وفد خفر السواحل الإيرانية في الكويت، وكذلك اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة في طهران».
وعن الملفات العالقة بين البلدين، قال إن «الحوار والتشاور لمعالجة القضايا العالقة مستمر ومتواصل بين البلدين، والبعض منها تمت معالجته، والبعض الآخر قيد الدراسة، ونؤكد أن الجمهورية الإسلامية حريصة على إيجاد حلول لجميع الملفات المشتركة، وهذا الأمر موجود في جدول أعمالنا وهو على سلم أولويات الرئيس الإيراني».
تعاون اقتصادي
وتطرق السفير إلى العلاقات الاقتصادية، فقال «أنا أركز هذه الفترة على تقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين لأهمية هذا الموضوع للبلدين الجارين، فنحن من الدول المنتجة للمواد الغذائية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 350 مليون دولار، وأقمنا بعض المعارض والمهرجانات لعرض المنتجات الإيرانية في الكويت، ونعمل على إقامة سوق تجاري للمنتجات الإيرانية دائم ومستقر في الكويت».
وأضاف «لدينا طموح لتطوير النقل البري عبر منفذ الشلامجة الإيراني إلى منفذ صفوان، ثم إلى العبدلي، لتقليل تكاليف الشحن وتعزيز التعاون التجاري، وقدمنا مقترحات بهذا الشأن ونأمل بالحصول على الإجابة».
وفي ما يخص التأشيرات، قال «لا يزال موضوع إصدار التأشيرات للجالية الإيرانية عسيراً، وهذا لا ينسجم مع مستوى علاقات البلدين القوية، ونعمل مع الجهات المختصة لتذليل هذه العقبات، لا سيما أن أبناء الجالية الإيرانية مشهورون بسمعتهم الطيبة في الكويت».
وتقدم بالشكر للنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية، لمساعدته ومساهمته في تذليل بعض العقبات «ونأمل أن تتواصل هذه المساعدات والدعم. وفي ما يخص نقل السجناء، أود أن أعبر عن شكري للجهات الكويتية المعنية، وسيستمر هذا التعاون ضمن اتفاقية التعاون القضائي الموقعة بين البلدين».
عاصمة الثقافة العربية
وهنأ توتونجي الكويت باختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025، لافتاً إلى أن«هذا الأمر الذي يعكس مكانة الكويت الريادية في النهضة الثقافية والإعلامية على مستوى العالم العربي، ويؤكد إرثها الحضاري ودورها في الحوار الثقافي بين الشعوب».
وأكد أن«إيران تملك أقدم الحضارات البشرية طوال التاريخ، وكانت دوماً مركزاً للسلام والأمان، وهي اليوم تمد جسور التعاون إلى كل الدول المحبة للعدل والتآخي، ولاسيما دول الجوار وترى أن كل ما تحققه من إنجازات علمية وتكنولوجية بيد علمائها الشباب هو ملك لهذه الدول الصديقة».
وعن محور السياسة الإقليمية لحكومة الدكتور بزشكيان، وعلى أي ركائز مبنية، قال إن«النهج المعتمد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية طوال محطاتها المختلفة، ولاسيما في فترة فخامة الدكتور بزشكیان، مبني على أساس الوفاق الوطني في الداخل والتركيز على أولوية العلاقات مع دول الجوار وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة والجوار في الخارج، وإستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الحوار والتفاهم والتأكيد على الدبلوماسية والاحترام المتبادل بغية الوصول إلى قواسم مشتركة في علاقاتنا مع بقية الدول ولاسيما مع دول مجلس التعاون».
مهرجان مأكولات
وبعد المؤتمر الصحافي، أقامت السفارة مهرجان التعريف بالأطعمة الإيرانية، بحضور عدد كبير من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى البلاد.
وقال توتنجي في كلمته الافتاحية، إن«الطعام هدية إلهية مباركة، وكان دوماً حلقة وصل بين الشعوب تتجاوز الحدود واللغات والثقافات، وهو قاسم مشترك يربط الناس ببعضهم ولاسيما بين الدول الإسلامية، فإن الطعام ليس جانباً من الحياة اليومية فحسب، بل هو انعكاس للتاريخ والقيم والثقافة المشتركة».
وأضاف «الأطباق الإيرانية التي نتلذذ بطعمها في هذا المهرجان اليوم، هي رمز للتنوع والأصالة والثراء الثقافي، من شمال إيران حتى الجنوب ومن شرقها إلى غربها، لكل منطقة طعم خاص وحكاية طويلة تكمن وراء مأكولاتهم. وهذا التنوع هو حصيلة قرون من التواصل الثقافي والتبادل التجاري والترابط مع التراث والأساليب المختلفة».
وذكر أن«المأكولات الإيرانية اللذيذة تروي حكايات عن حضارة وتاريخ بلاد فارس طوال القرون السالفة. والمطبخ عريق ومتنوع، إذ إن لكل إقليم تقاليده في الطهو الخاصة به والذي يختلف بشكل أساسي عن أسلوب الطهو لمنطقة أخرى في المقاطعة نفسها. وتضم إيران مجموعة متنوعة من 2500 نوع من الأطعمة التقليدية، وهي واحدة من أغنى أنواع الأطعمة في العالم».
تكريم شهداء المقاومة بغزّة
أشار السفير محمد توتونجي، إلى موقف إيران من التطورات الجارية في غزة واتفاق وقف إطلاق النار، فقال«أرى من اللازم تكريم ذكرى شهداء المقاومة، والإشارة إلى أن حصول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هو نتيجة المقاومة والشجاعة والشهامة وصمود أبناء الشعب الفلسطيني العظيم وغزة، أمام واحدة من أكبر مجازر الإبادة الجماعية والتهجير القسري طول التاريخ، وهو محصلة تآزر وتكاتف أهالي غزة مع المقاومة الباسلة وصمودهم أمام التهجير القسري الذي يعتبر انتصاراً تاريخياً للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية، وكل أنصار ومحبي المقاومة في المنطقة والعالم».
انتظار مبادرة من إدارة ترامب
رداً على سؤال حول تعامل إيران إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال توتونجي«بشكل عام، نحن نلتزم بموقف واضح، ولا نختلف حول أهمية التفاوض والتفاهم. واتفاقية التعاون الشامل الموقعة تندرج ضمن هذا الحوار والتفاهم مع الدول الخمس زائد واحد».
وتابع«تابعنا المواقف الجديدة، والزملاء في طهران يدرسون هذه التطورات حالياً، ونأمل أن نشهد من الإدارة الأميركية الجديدة مبادرات جادة وألا تكتفي بالتصريحات، وتترجم إلى خطوات عملية وميدانية».
ليس لدينا حلفاء
فنّد السفير الإيراني الحديث عن أن بلاده فقدت حلفاءها في المنطقة، وأن إسرائيل أصبحت أكثر قوة، فقال إن «هذه التصريحات ليست جديدة، وليست المرة الأولى التي نسمعها. نحن ليس لدينا حلفاء بالمنطقة بالمعنى المتعارف عليه». وأضاف «لمسنا ولمستم موضوع تبادل الأسرى والأمر واضح وبين من هو المنتصر ومن هو الخاسر في هذه المعركة».
مستقبل غزّة يقرّره أهلها
أشار توتونجي، إلى نية الولايات المتحدة فرض سيطرتها على قطاع غزة، وقال إن «مستقبل غزة يقرره أهلها، فهم أصحاب الأرض، وهم من يقرر مصيرهم، أو من يحكمهم، ولا يحق لأي جهة خارجية أن تحدد لهم ذلك. فالفلسطينيون دفعوا ثمناً باهظاً للحفاظ على أرضهم ووطنهم، ورغم كل الجرائم والانتهاكات عجز الأعداء عن تغيير قرارهم، ولم يتمكن أحد من اقتلاعهم من أرضهم، وهم لن يسمحوا بتحقيق هذا الأمر بأي ثمن».
وأضاف «على المجتمع الدولي أن يمارس دوره ومهامه في هذا المجال، وأن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يمدوا يد العون لأبناء الشعب الفلسطيني، ليقرروا مصيرهم بأنفسهم، لا أن يسعوا لطرق ملتوية تدل على تطهير عرقي وتهجير قسري بمعانٍ مغلفة».
موقفنا في سوريا مع إرادة الشعب
أجاب توتونجي، عن سؤال حول موقف بلاده من الإدارة السورية الجديدة، وإمكانية التعاون معها، فقال «الموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية هو قبول الشعب لهذا النظام وتلك الحكومة الجديدة، ونحن نؤكد على ضرورة دعم جميع المكونات في سوريا، ونأمل أن تكون الفترة الانتقالية تمهد لمشاركة جميع الفرقاء في بناء مستقبل البلاد».
ذكرى انتصار الثورة
قال السفير توتونجي، «يعيش شعبنا الإيراني هذه الأيام احتفالاته بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة، تلك النهضة التي برهنت على أن إرادة الشعب بقيادة حكيمة وإيمان راسخ يمكن أن تحقق النصر على الطغاة وتبني المستقبل الزاهر. نهضة الانتصار على الظلم والظلام وتحقيق الاستقلال والحرية والعدالة».
0 تعليق