شهدت محافظة أسوان، اليوم، مراسم الجنازة الرسمية للأمير كريم الحسيني أغاخان، الإمام الـ49 للطائفة الإسماعيلية، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي في مدينة لشبونة البرتغالية. بناءً على وصيته، تم نقل جثمانه إلى أسوان ليدفن بجوار مقبرة الأغاخان الثالث، التي تُعد من المعالم البارزة المطلة على نهر النيل.

وصول الجثمان وانطلاق الموكب الجنائزي

وصل جثمان الأمير الراحل إلى مطار أسوان الدولي، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، قبل أن يبدأ موكب الجنازة من أمام مقبرة العقاد في المدينة. انطلق الموكب باتجاه ميدان الدكتور مجدي يعقوب، حيث تجمع المشيعون، ومن هناك انتقل الجثمان عبر المراكب النيلية إلى البر الغربي لنهر النيل، حيث تقع مقبرة الأغاخان الثالث، التي أصبحت مثوى الأمير الأخير.

حضور شخصيات رسمية وعائلية

تقدم الجنازة اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، والأمير رحيم أغاخان، نجل الفقيد، إلى جانب أفراد الأسرة. كما حضر الجنازة المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، والدكتورة حنان الجندي، المدير التنفيذي لمؤسسة أم حبيبة، وعدد من المسؤولين المحليين وممثلي المجتمع الإسماعيلي، إضافةً إلى شخصيات من أبناء النوبة وأسوان.

في مشهد مؤثر يعكس التسامح الديني، دقت أجراس الكنيسة في أسوان بالتزامن مع مرور جثمان الأمير الراحل أثناء المراسم، تعبيرًا عن الاحترام والتقدير لدوره الإنساني والتنموي. كما شارك في التشييع رجال يرتدون ملابس بيضاء من أهل أسوان والنوبة، ممن يرتبطون بمؤسسة أغاخان أم حبيبة، التي كانت لها بصمة واضحة في تنمية المجتمع المحلي.

الأغاخان الرابع وإرثه الإنساني

يُعرف الأمير كريم الحسيني أغاخان بمساهماته الكبيرة في مجال التنمية والتعليم والرعاية الصحية، حيث ترأس مؤسسة أغاخان التي تدير مشاريع في أكثر من 30 دولة، وتهدف إلى تحسين حياة المجتمعات الفقيرة وتعزيز التنمية المستدامة. كما ارتبط اسمه بمحافظة أسوان من خلال أعمال التنمية الثقافية والخيرية، وهو ما جعله يوصي بأن يكون مدفنه في أرضها، بجوار جده الأغاخان الثالث.