الاحتفالات الوطنية... قصة وطن واجه التحديات

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع رفع صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، العلم، وما تلاه من مراسم في جميع المحافظات انطلقت احتفالات بلادنا الوطنية تخليدا لمناسبتين عزيزتين على قلوب الكويتيين، هما الذكرى 64 للعيد الوطني، والذكرى 34 ليوم التحرير، اللتان تأتيان هذا العام بصحبة تغييرات جذرية شهدتها الدولة، بانطلاق ثورة إصلاح، وضع ملامح خطتها سمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، وتسعى الحكومة بجد لتنفيذها، تجديدا للعهد بمواصلة مسيرة التنمية والتقدم تحت راية قيادتنا الحكيمة، وتجسيدا من الشعب لكل معاني الوحدة الوطنية، وتوحيد الصفوف لتتضافر كل الجهود نحو تحقيق مستقبل أكثر ازدهارا وأمانا.

وتعتبر الاحتفالات الوطنية فرصة كبيرة لاستيعاب الدروس واستلهام العبر من تاريخ حافل بالإنجازات، التي تحققت، والتضحيات التي قدمت منذ استقلال الكويت عام 1961، اذ شهدت الدولة تطورات كبيرة في مختلف المجالات، بدءا من الاقتصاد والتجارة، مرورا بالتعليم والصحة، وصولا إلى البنية التحتية، وبعض جوانب التنمية المستدامة، فمن خلال استذكار هذه الإنجازات يتم تحفيز الجميع على مواصلة العمل، من أجل نهضة الكويت، وتحقيق رؤيتها الإصلاحية والتنموية.

ومن أهداف الاحتفالات الوطنية كونها مناسبة سنوية مهمة تجسد معاني الولاء والانتماء للوطن، وتعكس مدى ارتباط الشعب بأرضه وهويته وتاريخه، كما تمثل هذه الاحتفالات فرصة كبيرة لاستذكار الإنجازات الوطنية، وتخليد ذكرى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم على مدار التاريخ في سبيل الاستقلال، ثم التحرير.

ففيمدا يتعلق الولاء والانتماء، تمثل مناسبتا العيد الوطني وعيد التحرير، وما تصاحبهما من أنشطة وعروض وطنية حدثاً نوعياً يخلق حالة فريدة من الألفة بين الشعب بمختلف طوائفه، تتجلى تلك الحالة في ترديد الجميع النشيد الوطني، والانسجام مع المظاهر الوطنية التي تعم جميع المحافظات من اكتساء الشوارع بألوان علم الكويت، وتصدر صور صاحب السمو حفظه الله رعاه، وسمو ولي العهد الأمين، حفظه الله، واجهات المباني الحكومية والخاصة ترسيخا لقيم الولاء والانتماء، وغرسا لحب الكويت والاعتزاز بتاريخها في نفوس الأجيال الجديدة.

كما تبرز أهمية الاحتفالات الوطنية كعامل مهم في تعزيز الوحدة الوطنية، من خلال جمع المواطنين من مختلف الفئات والمناطق، تحت راية واحدة، في أجواء يغلب عليها التآخي والمحبة، فمثل هذه الفعاليات بمثابة تذكير بأن الكويت هي البيت الذي يحتضن الجميع، وأن وحدة الشعب وتكاتفه، هما السبيل لضمان أمان هذا البيت، واستقراره.

انه واحد من أهم أهداف المناسبات الوطنية، التي تجتمع فيه، برأيي، كل الأهداف التي ذكرناها، وهو استذكار الشهداء وتخليد بطولاتهم، فلا يمكن أن تمر مناسبة مثل هذه من دون استذكار شهداء الكويت الأبرار، الذين بذلوا أرواحهم دفاعا عن الوطن، اذ يجري في هذه الأيام الوطنية تخليد تضحياتهم، والتأكيد على أن الكويت لا تنسى أبناءها، الذين كتبوا تاريخها بدمائهم الزكية، فتخليد ذكرى هؤلاء الشهداء بمثابة واجب وطني يرسخ في الأذهان أهمية الدفاع عن الوطن، وصون استقلاله، وحريته. واخيراً، أرى أن الاحتفالات الوطنية هي أكثر من مجرد مناسبة عامة، إنما هي موعد سنوي لتعزيز روح الإنتماء، واستذكار التضحيات، وإبراز الإنجازات، والعمل على توحيد الصفوف لتحقيق مزيد من التطور والازدهار، فضلا عن تذكير الجميع بواجباتهم تجاه هذا الوطن.

ومن أجل كل ما سبق ستبقى مناسباتنا الوطنية علامة مضيئة في تاريخ الكويت، تروي للأجيال الناشئة، وتحفظ للأجيال القادمة، قصة وطن صمد في وجه التحديات، واستمر في مسيرته نحو التقدم والرخاء.

محامي كويتي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق