الثلاثاء 11 فبراير 2025
![weather icon](/theme_alseyassah/images/weatherIcon/04n@2x.png)
تم نسخ الرابط بنجاح
![د.نايف العدواني](https://alseyassah.com/alseyassah/uploads/authors/273_1717699487.jpg)
ولنا رأي
بعد أن ذاق العالم ويلات الحروب العالمية، وما جرّته عليه من دمار، وخراب، ومقتلة عظيمة، راح ضحيتها ملايين الناس من مدنيين وعسكريين، اضطر الى التهدئة، والسلام، وانشئت المنظمات الدولية، كالأمم المتحدة، ليحتكم العالم الى لغة العقل، والقانون، والتهدئة، والسلم. لكن الكارثة أن صياغة قانون الأمم المتحدة أعطت الحق، والامتياز للدول العظمى القوية، والمنتصرة حق النقض (فيتو)، وحق الانسحاب، وعدم الاعتراف بأي اتفاقية، أو منظمة دولية، متى ما أرادت اي دولة وفقا لمصلحتها، وحجمها، وشروطها. فالولايات المتحدة، كمثال حي لهذا الوضع، قرر رئيسها الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، واتفاقية البيئة، فيما لم تنضم الى المحكمة الجنائية الدولية، وأخيرا وليس اخرا الانسحاب من منظمة الـ"اونروا" للاجئين، وبدأت اطلاق تصريحات سياسية موجهة الى دول في الشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، واوربا لتنفيذ سياستها الجديدة، غير عابئة بالقانون الدولي، واتفاقيات السلام، وحق السيادة للدول، أو حق تقرير المصير للشعوب. فالولايات المتحدة يرى رئيسها أن حليفتها الستراتيجية إسرائيل "الدولة الغاصبة، والمحتلة"، دولة صغيرة، وقد أبلت بلاء حسنا، ولها الحق في التوسع، والتمدد على حساب جيرانها العرب، والشعب الفلسطيني. بل إنه يطلب من دول عربية (مصر، والأردن) استقبال الفلسطينيين المهجرين من أراضيهم، تحت ذرائع عدة، مثل إعادة اعمار غزة المدمرة، وحماية إسرائيل، واحاطتها بأحزمة أمنية بالاستيلاء على أراضي جديدة تشمل الضفة الغربية، وغزة.
وكذلك مطالبة دولة بنما بتسليم قناة بنما، الممر المائي العالمي المهم الى أميركا، ومطالبته الدانمارك بتسليم جزيرة غرينلاند للولايات المتحدة، كونها تشكل مطلبا أمنيا لها، في مواجهة روسيا والصين. وفي السياق نفسه أمر الرئيس الأميركي برفع نسبة الضرائب على المنتجات الصينية، والكندية والروسية، والاوروبية، وكذلك رفع مساهمة الدول الأوربية في تمويل حلف الـ"ناتو". هذا النهج الجديد في العلاقات الدولية بفرض منطق القوة، والهيمنة، والتهديد، والوعيد، سيعيد العالم الى الفوضى مرة أخرى، ويساهم في خلق بيئة متشنجة قد تساهم بعودة العنف، والإرهاب، وربما حرب عالمية جديدة.
دكتور في القانون ومحام كويتي
0 تعليق