الأمم المتحدة: "الدعم السريع" تمنع وصول المساعدات... ونصف السكان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد

الخرطوم، عواصم - وكالات: على وقع التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان خلال الأسابيع الماضية في العاصمة الخرطوم، ضد قوات "الدعم السريع" الموالية لنائب رئيس مجلس القيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، رجح وزير الخارجية السوداني علي يوسف قرب انتهاء حرب الجنرالين، مؤكداً خلال لقائه مع سفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية لدى الخرطوم أمس، التمسك بتنفيذ إعلان جدة كشرط للانخراط في أي مفاوضات مستقبلية مع "الدعم السريع"، مشددا على أن القوات المسلحة عازمة على تطهير كل مناطق السودان مما وصفها بميليشيات الدعم السريع، موضحا أن الحرب باتت على مشارف نهايتها بانتصار الجيش والقوات المساندة له، مشيرا إلى قرب تسمية حكومة تكنوقراط يقودها رئيس وزراء مدني.

في غضون ذلك، واصل الجيش تقدمه في العاصمة الخرطوم، حيث أعلن امس، أنه أكمل حصاره على المنطقة المركزية في الخرطوم، موضحا أنه سيطر على مدينة جديدة شمال ولاية الجزيرة التي تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم، مؤكدا أنه بات أقرب من أي وقت للسيطرة على الخرطوم، كما حقق تقدما في منطقة الخرطوم بحري، واكتسب مساحات إضافية داخل منطقة كافوري التي مثلت خلال الفترة الماضية تحدياً كبيراً له، بعد أن استعملتها الدعم السريع لإخفاء الأسلحة.

من جانبها، اتهمت الأمم المتحدة، قوات "الدعم السريع"، بمنع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين في السودان، وخاصة إقليم دارفور، حيث قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان كليمنتاين سلامي نكويتا في بيان "أود أن ألفت الانتباه إلى استمرار العوائق أمام العمليات الإنسانية في السودان، وخاصة في منطقة دارفور، حيث يتصاعد انعدام الأمن الغذائي والمعاناة على نطاق واسع"، مضيفة "تتطلب الأزمة الإنسانية الوصول العاجل ودون عوائق إلى المساعدات، إلا أن القيود المستمرة والعقبات البيروقراطية التي تفرضها الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التابعة لقوات الدعم السريع، تمنع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى مَن هم في أمس الحاجة إليها".

وبينما حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن نصف سكان السودان أي نحو 24.6 مليون شخص، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وبينهم 8.5 مليون شخص يواجهون حالة طوارئ أو حالة شبيهة بالمجاعة، أكدت نكويتا أن "الجهات الفاعلة الإنسانية تواجه العوائق والتدخل غير المبرر والقيود التشغيلية التي تتعارض مع القانون الإنساني الدولي والالتزامات المنصوص عليها في إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان الصادر في مايو 2023"، داعية إلى إنهاء التدخل في الشأن الإنساني وتبسيط الإجراءات أمام قوافل المساعدات الإنسانية.