صراحة قلم
لا أحد يزايد على مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة اتجاه القضية الفلسطينية، منذ بداية الاحتلال اليهودي لفلسطين إلى اليوم. ولا أحد ينسى قيادة الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، حملة حظر النفط على الدول الداعمة لإسرائيل في حرب الأيام الستة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة البريطانية.
وبعد حماقة "حماس" التي سمتها "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 زادت المملكة العربية السعودية من نشاطها الديبلوماسي الضاغط اتجاه وقف الحرب الإسرائيلية الوحشية، التي نتجت من هذه الحماقة، ودمرت غزة، وقتلت شعبها، حتى تم الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بفضل جهودها بالتعاون مع جمهورية مصر وقطر.
لم تتوقف السعودية عن دعمها المستمر للقضية الفلسطينية، ولم تحد قيد انملة عن مواقفها الثابت اتجاه انشاء دولة فلسطينية، مستقلة عاصمتها القدس، ولهذا السبب تحملت الكثير من الصعاب والمخاطر في علاقاتها الدولية مع الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة من أجل الحق الفلسطيني.
وأخر هذه المخاطر، ردها الصارم الرافض لفكرة الرئيس الأميركية دونالد ترامب الذي صرح أنه يريد تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وإعادة إعمارها وتحويلها منتجعا سياحيا عالميا، وأنه على الدول العربية، ومنها مصر والأردن استقبالهم. وتحركت السعودية ديبلوماسيا لحشد الدول العربية والعالم لرفض هذه الفكرة، وهذا ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو يتطاول عليها بقوله "يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في السعودية، لديهم الكثير من الأراضي هناك، ولا يمكننا السماح بإقامة دولة فلسطينية هنا بعد أحداث السابع من أكتوبر".
رغم هذه المواقف الثابتة، وتطاول رئيس الوزراء الإسرائيلي على السعودية، ورغم ردود الفعل العربية المستنكرة لهذا التطاول، وإعلان تضامنها مع الرياض، والإصرار على إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، إلا أن "حماس" الوحيدة التي لم تصدر بيانا تستنكر فيه التصريحات الإسرائيلية الاستفزازية اتجاه السعودية، بل ذهبت مسرعة إلى إيران والاجتماع مع خامنئي لتجديد الولاء له ولحكومة طهران، وإهدائه النصر الذي حققوه في حرب غزة.
كنت في السابق اصف قادة "حماس" بالغباء السياسي كونهم دائما يسلكون طرقا ديبلوماسية وعسكرية، تكون نتيجتها عكسية ومدمرة لشعب فلسطين، ووقوفهم الدائم في صف إيران، ووصف قادتها الذين قتلوا بـ"شهداء القدس"، لكن بعدما انتهت حرب غزة التي كانوا السبب في إشعالها، وتصريحات ترامب، أن غزة أصبحت أرض مدمرة لا يمكن العيش فيها، وتصريحات نتنياهو أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين بعد أحداث السابع من أكتوبر، وهرولة "حماس" لإيران وإهداء خامنئي النصر الذي تدعيه، وعدم تنديدها لتصريحات نتنياهو الاستفزازية اتجاه السعودية، أيقنت أن "حماس" ليست غبية ولا حمقاء، بل خائنة تابعة لإيران.
وتنفذ اجندة طهران في المنطقة، ومنها تحقيق صفقة القرن، والتي منها تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، وإقامة دولة لهم في دولة مجاورة.
نسأل الله أن يحفظ الدول العربية من مكر وكيد وخبث "الإخوان المفلسين"، ومن دار في فلكهم وتأثر بفكرهم ومنهجهم.
al_sahafi1@
0 تعليق