- لا نجاح دون فشل ولابد للإنسان أن يتعلم من أخطائه
- لا قيمة للإنسان بلا وطن مهما بلغ من جاه أو منصب
أكد رئيس مجلس الأمة الأسبق مرزوق الغانم، أنه لا نجاح دون فشل، داعياً إلى ضرورة أن يتعلم الإنسان من أخطائه حتى يحقق النجاح في المستقبل.
وفي جلسة حوارية ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي، قال الغانم «أول رسالة أود نقلها، أنه إن لم تفشل فاعلم يقيناً أنك لن تنجح، وهناك محطتان لا يمكن أتجاوزهما، كان لهما أكبر الأثر في مسيرتي العملية، هما محطة الغزو العراقي الغاشم، ومحطة رئاسة مجلس الأمة، وفي المحطتين اتخذت الكثير من القرارات، قد يكون معظمها خاطئ، لكن الإنسان يستفيد من أخطائه لينجح في المستقبل».
وأضاف «من القرارات التي اتخذتها، عند الغزو، عام 1990، وكنت طالباً بمدينة سياتل الأميركية، في السيارة مع صديقي الدكتور أنس الرشيد وزير الإعلام الأسبق، ذاهبين لمشاهدة مباراة لكرة السلة، وكنا شباباً يملؤنا الطموح ولم يتبق إلا عام واحد للتخرج من الجامعة، فإذا بخبر يفيد بأن القوات العراقية اجتاحت شمال الكويت، فعدنا مباشرة، وقد تحول الشاب المليء بالطموح إلى إنسان محطم بلا وطن».
وتابع «كثير من التفاصيل حدثت لنا في الولايات المتحدة، لتقديم شيء للوطن، شاركنا في مظاهرات وظهرنا في لقاءات في المحطات الإخبارية الرئيسية هناك، لكن هذا لم يحقق طموحنا، كنا نشعر بالتقصير، فاتخذت قرار العودة للكويت والانضمام إلى المقاومة، هذا القرار صحيح وسليم، ولو عاد بي الزمن لاتخذته مراراً وتكراراً».
وتساءل «لماذا؟ لأن الرسالة التي أريد إيصالها أنه لا قيمة للإنسان بلا وطن، فمهما بلغ من جاه أو منصب أو نفوذ أو مال، لا قيمة لك دون وطن، لذلك أخي القيادي الشاب، وأختي القيادية الشابة دائما ضعوا الدين والوطن أولى أولوياتكم عند اتخاذ أي قرار، فهذا القرار من القرارات الصائبة، ولا أتمنى ألا يتعرض أحد بينكم لما تعرضنا له من غزو».
واستدرك «في المقابل، كانت هناك قرارات خاطئة، من بينها أنه كان لدينا حماس كبير، ومعروف عن الحماس أنه صفة لصيقة بالشباب وتقل مع تقدم السن، في ذلك الوقت كنا نريد الانضمام للمقاومة وتقديم شيئ لوطننا، فقررنا دخول الكويت وتهريب السلاح معنا، لتزويد المقاومة به».
وأكمل بقوله «كان هناك لقاء في الصحراء السعودية مع من يريد تسليمنا السلاح، وكنا داخلين في سيارة «وانيت» فيه مخابئ للسلاح، ووصلنا إلى مكان تسليم السلاح، ولم يصل المصدر الذي يريد أن يزودنا به، فاضطررنا للدخول في وقت الظهر حيث الشمس حارة والجنود داخل الخنادق، دخلنا فوقعنا في الأسر، وخضعنا للتحقيق والتفتيش، وأول شيء فتشوا عنه المخبأ الذي كان يفترض أن يكون فيه السلاح، ولو كان معنا لتم إعدامنا في تلك اللحظة ولما كنت جالسا معكم الآن».
ولفت إلى أن «الرسالة التي أريد إيصالها أن الحماس يجب ألا يتحول إلى اندفاع وتهور، فالتهور ينهي أي مشروع ناجح، منذ البداية».
وبيّن أن «من القرارات التي كان الحماس عنوانا لها، أنه في يوم بدء الضربة الجوية في 17 يناير 1991 وبدء حرب التحرير، كان الكثير من شباب البلاد داخل العاصمة، وكنا نعتقد أن القوات البرية ستدخل، فخرج الكثير منا اعتقادا منه بأنه سيكون هناك إنزال جوي لإشغال القوات الغازية بمعارك داخلية، ولم يكن لدينا الخبرة ولا التنظيم أو التخطيط، وهذا من متطلبات النجاح التي لم تكن موجودة، لذلك وقع 300 شاب كويتي بين أسير وشهيد، في يوم واحد، رغم نبل الهدف إلا أن القرار لم يكن موفقاً أو سليماً».
0 تعليق