أعلن الهلال الأحمر القطري إطلاق حملته الرمضانية لعام 2005/1446 هـ، تحت شعار «عطاءٌ يثمر»، وهي تستهدف توزيع سلال إفطار صائم لصالح أكثر من 538,000 مستفيد في 16 دولة على مدار الشهر الفضيل، بالإضافة إلى مشاريع إنسانية وتنموية على مدار العام لصالح ما يزيد عن مليوني مستفيد داخل قطر وفي 11 دولة أخرى حول العالم. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أقيم في المقر الرئيسي للهلال الأحمر القطري صباح امس، حيث أعرب سعادة السيد فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، عن خالص التهاني والتبريكات لأسرة الهلال الأحمر القطري، ولجميع أهل قطر قيادة وحكومة وشعباً، وللأمتين العربية والإسلامية، بقرب حلول الشهر الفضيل.
وقال العمادي في كلمته: «في هذه الأيام العطرة، تتجلى أعظم صور الجود والإحسان، وتتلاقى القلوب على الخير، وتمتد الأيادي بالصدقة والعمل الصالح، لتزرع الأمل في نفوس المحتاجين. ونحن في الهلال الأحمر القطري لا نتوقف أبداً عن بذل الجهد لتخفيف معاناة المحتاجين والمنكوبين حول العالم، ولكننا نكثف ذلك الجهد بشكل خاص خلال شهر رمضان المبارك، لاستيعاب إقبال أهل البر والفضل على المساهمة في الأعمال الخيرية النبيلة من ناحية، وترجمة ذلك العطاء إلى مساعدات ومشاريع تلبي تطلعات الفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً من ناحية أخرى».
وتابع: «في ظل المستجدات التي تشهدها الساحة الإنسانية في المنطقة والعالم، وتفاقم الأزمات الإنسانية التي تمتد فصولها لأعوام، بل وعقود طويلة مضت – من سوريا إلى قطاع غزة، ومن السودان إلى اليمن، ومن بنغلاديش إلى أفغانستان، والقائمة تطول وتطول – يتزايد الإحساس بالواجب الأخوي والإنساني تجاه ضحايا النزاعات، والكوارث، والفقر، والتغيرات المناخية في المناطق الأكثر تأثراً، ويتعاظم الإصرار على مواصلة أداء رسالتنا التي حملناها على عاتقنا بكل تفانٍ وإيمان».
واستطرد قائلاً: «بفضل الدعم السخي من أهل قطر، يمكننا أن نصنع الفارق في حياة الآلاف والملايين ممن ينتظرون منا يد العون، وأن نضيء دروبهم بفيض من الكرم والمحبة. معاً، نحول العطاء إلى ثمرة تنمو وتزهر، وترسم البسمة على وجوه الصائمين في أرجاء العالم».
وأوضح العمادي أن حملة رمضان 2025/1446 هـ تنقسم إلى قسمين، الأول هو المشاريع الرمضانية لإفطار الصائم، وتتضمن توزيع سلال غذائية لفائدة 538,688 صائماً في 16 دولة على مدار الشهر الفضيل. وهذه الدول هي: قطر، فلسطين (قطاع غزة والضفة الغربية)، سوريا، اليمن، السودان، الصومال، أفغانستان، النيجر، بنغلاديش، لبنان، الأردن، موريتانيا، جيبوتي، كينيا، أوزبكستان، كازاخستان.
وقال فيصل العمادي: حملة رمضان ركزت على عدد المستفيدين، فلدينا 23 ألف مستفيد داخل دولة قطر، و450 ألف مستفيد خارج الدولة، والرقم يتضاعف مع إضافة أسر هؤلاء المستفيدين، فيصل إجمالي المستفيدين لمليوني مستفيد.
وفيما يتعلق بالعوائق التي تواجه الهلال الأحمر القطري لإيصال المساعدات، أوضح العمادي دأب على إيصال خدماته حتى في أصعب الظروف، وأن هذا الأمر متعارف عليه منذ انشاء الهلال الأحمر القطري، وأنه دائماً من المؤسسات الأولى التي توصل المساعدات للمناطق المحتاجة، ويجري التدريبات على هذه الحالات، ومن بينها مخيم إدارة الكوارث، والذي يدرب الموظفين والمتطوعين على كيفية التعامل مع الحالات الصعبة.
وأضاف: نعمل دائماً على إيجاد الطرق لإيصال المساعدات بشتى الأشكال، وعلى سبيل المثال ما حدث في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، فمر إيصال المساعدات بست مراحل، بداية من الشراء من داخل القطاع، والتي بدأت منذ اليوم الأول للحرب، بشراء المستلزمات الطبية وايصالها لوزارة الصحة في غزة، ثم مرحلة إيصال المساعدات بالطائرات، وأن الهلال الأحمر القطري كان المؤسسة الوحيدة التي تستقبل كافة المساعدات من قطر وتعمل على ايصالها للداخل عبر الشاحنات.
وأردف العمادي: عملنا في المرحلة الثالثة على الشراء من داخل مصر، وكان لدينا فريق عمل يقوم بشراء المواد وايصالها لداخل القطاع، ثم توجهنا إلى الشراء من الأردن بعد اغلاق معبر رفح، وادخال المساعدات عبر الهيئة الأردنية الهاشمية، وبعد إعادة فتح معبر رفح عدنا لإيصال المساعدات عبر المعبر، وفي المرحلة السادسة عدنا للشراء من القاهرة وايصال المواد الاغاثية.
ولفت إلى أن الهلال الأحمر القطري يسعى بشتى الطرق لإدخال المواد الاغاثية لداخل قطاع غزة.
وأكد العمادي أن الاستعداد لحملة رمضان يتم قبلها بعدة أشهر، وأن توزيع المواد يتم منذ بداية شهر رمضان، في الـ 16 دولة التي يعمل فيها الهلال القطري، وأن مناقصات الشراء بدأت منذ أسابيع.
ولفت إلى أن الهلال الأحمر القطري يلجأ إلى القوائم الرسمية الصادرة عن الجهات الرسمية في هذه الدول، كالقوائم التي تصدر من وزارات الشؤون الاجتماعية في هذه الدول، أو وزارة الصحة فيما يتعلق بالحالات الصحية، أو بعض المؤسسات الأممية مثل الأونروا أو غيرها من المؤسسات المعنية.
وأوضح أنه بعد ورود القوائم من الجهات الرسمية في الدول التي تقدم بها المساعدات، يقوم فريق الهلال الأحمر القطري من التأكد من حاجة المستفيد لهذه المساعدة، قبل أن تتم عملية التوزيع من خلال فريق العمل، كما يعمل الفريق على توثيق عملية توزيع المساعدات، بالصور والفيديوهات والمقابلات الشخصية، وغيرها من الطرق.
أما القسم الثاني فيتضمن 8 مشاريع محلية مستمرة على مدار العام، تهدف إلى مساندة الفئات الأولى بالرعاية في مجال المساعدات الطارئة، وبرامج التمكين والتوعية، والخدمات الصحية، والمبادرات التعليمية، ويقدر عدد المستفيدين منها بما يقارب 23,000 شخص من الأرامل، والمطلقات، والأيتام، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى، وطلاب العلم، والغارمين. كذلك يتضمن هذا القسم من الحملة تنفيذ إجمالي 136 مشروعاً خارجياً لصالح قرابة مليوني مستفيد في 11 دولة هي: فلسطين (قطاع غزة والضفة الغربية)، سوريا، اليمن، النيجر، أفغانستان، الصومال، السودان، لبنان، الأردن، بنغلاديش، موريتانيا.
العوضي: 23 ألف مستفيد داخل قطر
قال السيد يوسف محمد العوضي، مدير إدارة تنمية الموارد المالية بالهلال الأحمر القطري، إن حملة رمضان هذا العام تستهدف في داخل قطر نحو 23 ألف مستفيد، موضحا أن الهلال الأحمر قام بتغيير نهجه في مسألة الخيام الرمضانية حيث توجد جمعيات أخرى وأفراد كثيرون يقومون بتنظيم هذه الخيام ولذلك فضل الهلال الأحمر أن يقوم بتوزيع سلال غذائية على الأسر.
وتابع إن العديد من الأسر لا تقصد الخيام الرمضانية وبالتالي فإن مسألة السلال الغذائية تعتبر البديل الأفضل لمثل هذه العائلات لافتا إلى أن السلة الغذائية تكفي الأسرة لمدة شهر رمضان.
وحول كيفية اختيار هذا الأسر، قال العوضي إن قطاع التنمية المحلية بالهلال الأحمر القطري لديه قاعدة بيانات تضم 4600 أسرة مسجلين يستفيدون من هذه السلال، وأيضا يتم توزيع بعض السلال على الجاليات الموجودة لتوزيعها عن طريق رئيس الجالية عن طريق سفاراتهم حيث يتم الترتيب معهم وتوزيع هذه السلال عن طريق رئيس الجالية.
وأضاف أن هناك العديد من المشاريع الأخرى التي يقوم بها الهلال الأحمر خلال شهر رمضان مثل مشروع باب رزق، ومشروع الغارمين، ومشروع علاج المرضى، ومشروع أمنيتي، بالإضافة الى توزيع بعض الهدايا على المرضى في المستشفيات وغيرها من المشروعات التي يتم تنفيذها جنبا على جنب مع مشروع إفطار صائم.
مداخلات عن بعد
شهد المؤتمر الصحفي مداخلة للسيد مازن عبدالله، مدير مكتب الهلال الأحمر القطري في تركيا، الذي قدم نبذة تاريخية عن المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر القطري لصالح الأشقاء في سوريا طوال 14 عاماً، والتي تجاوز حجمها حتى الآن 166 مليون دولار أمريكي، وركزت على قطاعات الصحة (دعم المستشفيات والمراكز الصحية، إجراء العمليات الجراحية المنقذة للأرواح)، والأمن الغذائي (توزيع السلال الغذائية، تعزيز زراعة محصول القمح، توفير الطحين والخبز)، والإيواء (بناء 15 قرية سكنية يسكنها 60,000 نازح سوري)، وسبل العيش (توفير فرص العمل للأرامل والشباب).
ونوه عبدالله إلى مشاركة الهلال الأحمر القطري في الجسر الجوي القطري الذي تم تسييره بتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وتضمن حتى الآن إرسال 13 طائرة بإجمالي حمولة تجاوزت 400 طن من المساعدات الغذائية والطبية، مشيراً إلى عمل الهلال الأحمر القطري حالياً في العديد من المناطق داخل سوريا لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الكبيرة، في ظل الدمار الهائل للمدن والمدارس والمراكز الصحية، والنقص الحاد في الأدوية والأجهزة الطبية، وانهيار البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى المزيد من دعم أهل قطر لمواصلة تقديم تلك الخدمات الحيوية، ومساعدة الأهالي الذين يعيشون في العراء أو المخيمات على العودة إلى مناطقهم والعيش بكرامة.
ومن قطاع غزة، تحدث المهندس عبدالله المدهون، مسؤول المتابعة والتقييم بمكتب الهلال الأحمر القطري في غزة، مسلطاً الضوء على هموم وآلام أهالي القطاع على مر السنين، والتي ازدادت حدتها خلال 15 شهراً الأخيرة، في ظل عدوان خلَّف عشرات الآلاف من الضحايا الذين ما زال معظمهم تحت الأنقاض، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية، وتوقف الخدمات، وتجمد كافة مناحي الحياة، وفقد مئات الآلاف من المواطنين لمصادر رزقهم.
وقال م. المدهون: «غزة لا تنسى من وقفوا إلى جانبها خلال تلك الأوقات العصيبة، وعلى رأسهم دولة قطر حكومةً وشعباً ومؤسسات، بما فيها الهلال الأحمر القطري، الذي استمر في تقديم مختلف الخدمات الإغاثية من صحة ومياه وإيواء وغيرها، بما يعزز صمود أهالي القطاع. ونحن اليوم على أبواب شهر رمضان المبارك، شهر الخير، فإن غزة وأهلها على ثقة وأمل أن يستمر ويتزايد هذا الدعم. فكل شيء يقدَّم لهم سيصنع فارقاً، وسيكون له أثر على حياتهم وصمودهم».
وفيما يتعلق بوسائل التبرع لدعم حملة رمضان #عطاء_يثمر 2025/1446 هـ، فهي تتضمن الموقع الإلكتروني (qrcs.qa/cc)، وتطبيق الجوال (QRCS)، ومركز الاتصال (44027777)، ورقم خدمة المتبرعين (66666364)، ورقم التحصيل المنزلي (33998898)، والتحويل البنكي على الحسابات الآتية: المصرف الإسلامي (QA51QISB000000000110575190014)، الدولي الإسلامي (QA66QIIB000000001111126666003)، مصرف الريان (QA18MAFR000000000011199980003)، بنك قطر الوطني (QA21QNBA000000000850020196062)، بنك دخان (QA37BRWA000000000200000094340).
0 تعليق