الملياردير الأميركي الشهير واربن بافيت - المعروف بلقب «عرّاف أوماها» - هو واحد من أنجح المستثمرين والرؤساء التنفيذيين وأغنى الأفراد على مستوى العالم. والواقع أن رحلته من خلفية الطبقة المتوسطة إلى مكانة المليارديرية التي يحظى بها الآن هي شهادة على قوة دور العادات المتسقة والنهج المنضبط في تحقيق النجاح في الحياة وفي أنشطة التجارة والأعمال.
في هذا المقال، سنستكشف 10 عادات حياتية بسيطة أسهمت في نجاح بافيت الاستثنائي، مقدمين رؤى يمكن لأي شخص تطبيقها في حياته ورحلته المالية.
وفي التالي نسرد هذه العادات العشر البسيطة التي وضعت الأساس لانتقال وارن بافيت، من الطبقة المتوسطة إلى طبقة المليارديرية في منتصف الخمسينات من عمره، وهي العادات التي سنستنبطها من أقوال بافيت نفسه:
1 - التعلم المستمر
يقول بافيت: «اقرأ 50 صفحة على الأقل كل يوم. فهكذا تعمل المعرفة. إنها تتراكم، مثلما تتراكم الفائدة المركبة».
يُعرف وارن بافيت، بشهيته النهمة للمعرفة، حيث يقضي ما يصل 80 % من نهاره في القراءة والتفكير، مستهلكاً المعلومات من الصحف والمجلات والتقارير المالية والكتب.
وهذه العادة صقلت مهاراته التحليلية وثقفته جيداً حول مختلف الصناعات واتجاهات السوق. ومن خلال تخصيص وقت للتعلم يومياً، بنى بافيت قاعدة معرفية واسعة يسترشد بها في قراراته الاستثمارية وفي إستراتيجيات أعماله.
2 - نمط التقشف
يقول بافيت: «سواء كنا نتحدث عن الجوارب أو الأسهم، فإنني أحب شراء البضائع عالية الجودة عندما تكون معروضة بأسعار مخفضة خلال التنزيلات».
فعلى رغم ثروته الهائلة، يُعرف بافيت بنمط حياته المقتصد جداً إلى درجة تقترب من التقشف. فما زال حتى الآن يعيش في المنزل نفسه الذي اشتراه في 1958 وما زال يقود سيارات متواضعة نسبياً. ويمتد هذا التقشف إلى ما هو أبعد من خيارات بافيت، الشخصية ليشمل فلسفته في الأعمال، مؤكداً على أهمية إيجاد القيمة في الاستثمارات وتجنب النفقات غير الضرورية.
3 - طويل المدى
يقول بافيت: «هناك شخص ما يجلس في الظل وينعم به اليوم لأن شخصاً ما زرع شجرة منذ زمن طويل».
انطلاقاً من هذه المقولة، تتميز إستراتيجية بافيت، الاستثمارية بمنظور طويل المدى، إذ إنه يركز على شراء وحيازة الأسهم الجيدة لفترات طويلة، غالباً لعقود، وذلك لتعظيم عوائدها. وهذا النهج يتطلب قدراً كبيراً من الصبر والقدرة على رؤية ما وراء تقلبات السوق قصيرة ومتوسطة المدى.
4 - الاستثمار في القيمة
يقول الملياردير المخضرم: «السعر ما تدفعه، أما القيمة فهي ما تحصل عليه».
الاستثمار في القيمة هو جوهر فلسفة بافيت، الاستثمارية. فهو يركز على شراء الشركات المقيمة بأقل من قيمتها مع أساسيات قوية بدلاً من اتباع اتجاهات السوق أو المضاربة على المكاسب قصيرة المدى. لذا، يشتري بافيت، أسهم النمو والقيمة ليضمها إلى محفظة بيركشاير هاثاواي التي يمتلكها كما أنه يستحوذ على شركات كاملة لإضافتها إلى تكتل بيركشاير المؤسسي.
5 - استثمار الأرباح
يقول بافيت: «ثروتي جاءت من مزيج من العيش في أميركا إلى جانب بعض الجينات المحظوظة، والفائدة المركبة».
يتضمن نهج بافيت، في بناء الثروة إعادة استثمار الأرباح باستمرار لتغذية المزيد من النمو. فبدلاً من الانغماس في الإنفاق على الرفاهية مع تزايد حجم ثروته، يركز بافيت على إعادة استثمار الأرباح التي يحققها في أعمال وفرص استثمارية جديدة.
6 - تجنب الديون
يذكر بافيت: «لقد رأيت المزيد من الناس يفشلون بسبب الخمر وبسبب الديون التي يقترضونها».
ينصح بافيت، بشدة تجنب تراكم الديون خصوصاً الديون ذات الفائدة المرتفعة، مثل أرصدة بطاقات الائتمان. ويؤمن بافيت، بأن تجنب الديون هو أمر حاسم للاستقرار المالي وبناء الثروة على المدى الطويل.
ولتنفيذ هذه العادة في حياتك، ركز على العيش ضمن حدود إمكانياتك وتجنب الديون غير الضرورية.
7 - فهم الاستثمارات
يوضح بافيت: «لا تستثمر مطلقاً في عمل لا تستطيع فهمه».
يُعرف بافيت بحرصه على عدم الاستثمار إلا في الأعمال والصناعات التي يفهمها تماماً. وقد ساعده هذا النهج على تفادي الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على معرفة عميقة.
ولتطبيق هذا المبدأ في حياتك، خذ وقتاً للبحث وفهم أي استثمار قبل أن تقرر الخوض فيه. ركز على الصناعات أو الأعمال التي تتوافق مع معرفتك وخبرتك. وإذا كنت لا تفهم فرصة استثمارية، فمن الأفضل أن تصرف النظر عنها بدلاً من خوض مخاطرة غير مدروسة.
8 - الانضباط العاطفي
يقول بافيت: «كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين وكن جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين».
يرجع نجاح بافيت، جزئياً إلى قدرته على الحفاظ على الانضباط العاطفي في قراراته الاستثمارية. فهو لا يدع تقلبات السوق أو الضغوط الخارجية تؤثر على حكمه؛ وبدلاً من ذلك فإنه يعتمد على التحليل الشامل وعلى منظور طويل المدى.
9 - مخاطرة محسوبة
يقول بافيت: «المخاطرة تأتي من عدم معرفة ما تفعله».
على الرغم من أنه يُنظر إلى بافيت، غالباً على أنه مستثمر متحفظ وشديد التحوط، إلا أنه لا يتجنب المخاطرة بشكل كامل. لكن مخاطراته تكون دائماً محسوبة بناءً على تحليل شامل وفهم عميق للنتائج المحتملة.
ولدمج هذه العادة في إستراتيجياتك، طور أسلوباً منهجياً لتقييم المخاطر في استثماراتك وفي قرارات أعمالك. اجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات، وحلل النتائج المحتملة، ولا تأخذ إلا المخاطر التي تفهم جيداً أنها تستحق المغامرة.
10 - السمعة والنزاهة
يقول بافيت: «يستغرق بناء سمعة طيبة 20 عاماً، لكن الأمر لا يستغرق سوى 5 دقائق لتدميرها. وإذا فكرت في ذلك جيداً، فستفعل الأشياء بشكل مختلف».
يولي بافيت، أهمية كبيرة للسمعة والنزاهة. فهو يفهم أن الثقة هي أصل قيّم في العلاقات التجارية والشخصية. وقد ساعده هذا المبدأ في بناء شراكات قوية وجذب مستثمرين مخلصين على امتداد مسيرته المهنية.
0 تعليق