في يوم النمر العربي

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يوافق العاشر من فبراير كل عام «يوم النمر العربي»، الذي أقره مجلس الوزراء عام2022م، في الوقت الذي توَّجت فيه الأمم المتحدة هذه الجهود الوطنية باعتماد هذا التاريخ يوماً عالمياً للنمر العربي بهدف نشر الوعي بأهمية الحفاظ عليه بعد أن تم إدراجه من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة عام 1996م في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض.

يمثل النمر العربي، الذي ظهر في أفريقيا قبل 500 ألف عام، وامتدت موائله الطبيعية من البحر المتوسط الى الخليج العربي، رمزاً للقوة والجمال في الثقافة السعودية ويحمل تاريخاً عريقاً مثيراً للإعجاب، لذا يعتبر من الموروثات الثقافية والتاريخية والبيئية الهامة.

وكانت أولى صوره المكتشفة بالجزيرة العربية عبارة عن رسم داخل كهف في منطقة (الشويمس) جنوب شرق العلا.

إلا أنه أضحى من الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث تشير الدراسات إلى أن أعداده في كامل نطاق التوزيع الجغرافي في الجزيرة العربية لا تتجاوز 200 نمر في ظل حزمة من المهددات، منها: التمدد العمراني والأنشطة الزراعية وممارسات الرعي والصيد الجائر الذي تراجعت معه أعداد الفرائس، إضافة الى الاتجار المجرّم بالأنواع البرية.

لقد جاء إنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي بتوجيه سمو ولي العهد عام 2019 ضمن إطلاق مشروع محمية شرعان الطبيعية بمحافظة العلا المخصصة لإطلاقه وإعادة توطينه في ظل استراتيجية الهيئة الملكية لمحافظة العلا التي تُعنى بالبيئة والطبيعة والتراث والآثار ليؤكد حرص المملكة على الحفاظ على هذه الأنواع النادرة من الحيوانات وتعزيز الاستدامة البيئية وفق رؤية المملكة 2030.

لذا يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ضمن منظومة الشركاء على حماية البيئات الطبيعية للنمر العربي وإكثار منظومة فرائسه بهدف إعادة تأهيل أنظمته البيئية المتوازنة.

لقد تواصلت جهود المملكة لحماية النمر العربي ويتجسد ذلك في إطلاق برنامج لحمايته، إضافة الى إطلاق صندوق لإعادة هذا النوع إلى موائله الطبيعية والمحافظة على بقائه، كما ساهمت المملكة في دعم منظمة «بانثيرا» التي تُعنى بحماية القطط الكبيرة، إلى جانب التوجه نحو إكثاره وتوفير البيئات الحاضنة له في محميات طبيعية تساهم في المحافظة عليه، وقد تم تعزيز ذلك كله من خلال عدد من الشراكات التي وقعتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومنظمتي «كاتموسفير» و«بانثيرا» في ظل استراتيجية إعادة تأهيل النظم البيئية بما يتماشى مع الأهداف الوطنية، ومن ذلك مبادرة السعودية الخضراء..

إن اليوم العالمي للنمر العربي يشكل فرصة لجذب انتباه العالم إليه وتعزيز برامج التوعية بمكانته وأهمية الحفاظ عليه وحمايته من الانقراض في ظل ما يحمله من قيمة تاريخية وثقافية ودلالات متنوعة في الموروث الشعبي، إلى جانب إبراز أهمية الحفاظ على سلامة النظام البيئي والثروات الطبيعية من خلال حماية الحياة الفطرية واستعادة موائلها الطبيعية.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق