حوارات
"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (البقرة 156-155).
يشير البلاء الى ما يعتبره الانسان كارثة حدثت له، وربما ما يعتقد أنه بسبب ذنوبه التي يدرك أنه ارتكبها بإرادته، وبناء على ما دفعه إليه هواه، أو مع كونه شخصاً مؤمناً وطائعاً لربّه عزّ وجلّ، فينظر الى ما حلّ به من مصيبة على إنّها ابتلاء (اختبار) لإيمانه.
وفي كل الأحوال، يجدر بالمرء المسلم العاقل الثّبات الدينيّ والنفسي قدر جهده، ومن بعض ما يساهم في الثّبات عند نزول البلاء، نذكر ما يلي:
-ترك الاعتراض على البلاء: يمتنع المسلم عن الاعتراض على قضاء الله وقدره في ما يعتبره مصائب، أو كوارث، أو بلاءات، ربما يصوّرها له عقله البشري أنها تمثّل نهاية كل شيء بالنسبة له، ومن يترك الاعتراض على ما ابتلي به، يكشف عن رضاه التّام عما قضى له الله عزّ شأنه في حياته.
-الانقياد لقضاء الله وقدره: ينقاد المسلم المؤمن لأمر الله، ويخضع لقدرته عزّ وجلّ عليه تمام الخضوع، ويقبل عن رضا تصريفه لأموره، وهو موقف نفسيّ، وإيمانيّ فريد، يتكوّن في شخصية المؤمن العاقل، الذي يعرف تمام المعرفة أنه لا خيار له في هذا السياق سوى الانقياد التام لما شاء له ربّه تعالى.
اليقين: يؤمن، بل يجزم الفرد المؤمن، ولا يشكّ إطلاقاً أن ما نزل به من بلاء إمّا هو عقاب دنيويّ له على ذنوب ارتكبها، في حقّ نفسه أو في حقّ الناس الآخرين.
وإمّا هو اختبار إِلهيّ يهدف الى تزكية نفسه وتقوية إيمانه، وإرشاده الى الصرّاط المستقيم، ومن يدرك أنّه عزّ شأنه يراه ويلتفت إليه، فهو لا بد أن يكون راحمه في الدنيا أوالآخرة.
-عدم الافراط في الجزع من البلاء: لا يجزع بإفراط تجاه بلاء أو ابتلاء دنيويّ سوى من هو ضعيف، نفسياً وأخلاقياً، والجزع بالنسبة للعقلاء والمؤمنين هو مرحلة موقتة في مسيرة الحزن، وما يأتي بعد ذلك هو التسليم التّام لأمر ربّ العباد، والصبر والاحتساب، والله عزّ وجلّ أعلم.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق