المكان الذي يروي قصة الأرض.. محمية الملك خالد الملكية

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في قلب المملكة العربية السعودية، حيث تتلاقى الطبيعة مع التاريخ، تمتد محمية الملك خالد الملكية، كتحفة جيولوجية تحكي قصة الأرض عبر آلاف السنين. لم تكن هذه المحمية مجرد مساحة طبيعية، بل هي أرشيف مفتوح يحمل في طبقاته الصخرية سجلاً زمنياً يوثق التغيرات الجيولوجية والتاريخية، وكأنه كتاب منحوت بيد الزمن.

تتميز المحمية بتشكّلاتها الصخرية الفريدة، التي صمدت أمام عوامل التعرية، فباتت شاهدة على تقلبات الطبيعة وتحولاتها. الصخور هنا ليست مجرد أحجار، بل نقوش طبيعية تنبض بالحياة، تحمل في ثناياها آثار العصور القديمة، وتفتح أبواباً لفهم أعمق للعلاقة بين الإنسان والمكان.

إلى جانب أهميتها الجيولوجية، تُعد المحمية ملاذاً بيئياً للحياة الفطرية، حيث تنبض بالتنوع البيولوجي الذي يعكس التوازن البيئي النادر في المناطق الصحراوية. جهود الحماية والتطوير جعلت منها موطناً آمناً للكائنات التي كادت تندثر، فأصبحت بيئة مستدامة تجمع بين الحفظ والاكتشاف.

لكن المحمية ليست فقط إرثاً طبيعياً، بل هي أيضاً وجهة سياحية متكاملة، حيث يمكن للزوار التجول بين التشكّلات الصخرية، واستكشاف أسرار الجيولوجيا، والاستمتاع بجمال الطبيعة البكر. إن هذا الدمج بين الحماية والاستثمار البيئي يعكس رؤية المملكة في تحقيق الاستدامة، حيث يصبح التاريخ والجمال الطبيعي جزءاً من تجربة ثقافية وسياحية لا تُنسى.

في النهاية، محمية الملك خالد، ليست مجرد مكان، إنها حكاية منقوشة على صخور الزمن، تروي بصمتها كيف تشكّلت الأرض، وكيف يحافظ الإنسان الواعي على إرثها للأجيال القادمة.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق