كيف نساهم في تجميل مدن كأس العالم 2034؟

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
إن المجسمات الجمالية في المدن من أهم الوسائل التي تزين الطرق الرئيسية والميادين، وتوضح هوية مميزة للمدن، وتعكس التطور الحضاري والثقافي والعمراني لها، وتنمي الذوق الفني وتقضي على التلوث البصري، خاصة إذا كانت هذه المجسمات بأشكال تراثية مميزة تتناسب وطبيعة المدن وتربط بين الماضي والحاضر وتحاكي جميع الأجيال، بل إن من أهميتها أيضا أنها أصبحت من وسائل التوعية والتذكير بالمخاطر كما فعلت الأرجنتين عندما وضعت مجسمات سيارات تصطدم بأيقونات واتساب وفيسبوك على الطرق السريعة للتوعية بمخاطر تشتيت الانتباه وعدم التركيز بسبب استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك.

منذ أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فوز السعودية باستضافة النسخة الأكبر لكأس العالم 2034، والتي ستشهد 48 منتخبا وطنيا في خمس مدن هي الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم، وأنا شخصيا أفكر كيف يمكننا أن نبدأ من الآن في تجميل مدن كأس العالم بما يليق بهذه الدولة العظيمة التي لم تقصر في بذل الغالي والنفيس لشعبها، وبدأت فعلا بتطوير البنية التحتية الرياضية والسياحية حسب الرؤية الاستراتيجية التي تهدف لتمييز السعودية على خارطة الرياضة العالمية.

إن مساهمة ومبادرة رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص والجامعات السعودية والكليات التقنية في كل مدينة من مدن كأس العالم أصبحت ضرورة، لإبراز مميزات كل مدينة من تراث وتنوع تاريخي وأنماط عمرانية وموارد طبيعية على شكل مجسمات جمالية تضيف حسا فنيا عاليا يرتبط بها، على أن يكون التنسيق لهذه المبادرات مع أمانات المدن وتحت إشراف وزارة البلديات والإسكان ووزارة الرياضة، بحيث يتم تقديم فكرة المجسم الجمالي والموقع المقترح له من رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص لأمانة المدينة التي تقوم باعتماد فكرة المجسم، أو إضافة بعض التعديلات أو الملاحظات عليه وتحديد الموقع المناسب له أو الموافقة على الموقع المقترح بالتنسيق مع الوزارتين المذكورة ومن ثم البدء في المشروع، كما بادرت سابقا إحدى الشركات الرائدة في مدينة جدة بإنشاء سارية جدة التي تعد ثاني أكبر سارية علم في العالم بميدان الملك عبدالله (خادم الحرمين الشريفين)، والذي يقع مقابل كورنيش جدة ويحيط بالسارية 13 ضوءا يمثل عدد مناطق المملكة الثلاث عشرة.

أما الجامعات السعودية فأرى أن لديها الكثير من طلاب كليات الفنون الجميلة، وكذلك الكليات التقنية التي لديها الكثير من الطلاب الموهوبين والمبدعين وأصحاب الأفكار المميزة الذين يمكنهم عمل مشاريع تخرج من الجامعة أو الكلية على شكل مجسم جمالي يشترك فيه مجموعة من هؤلاء الطلاب تحت إشراف الجامعة أو الكلية التي ينتمون لها، ويتم وضع لوحة تتضمن أسماءهم على المجسم تقديرا لمجهوداتهم، كما هو متبع في مجسمات العالم الشهيرة، ويقدم المشروع لأمانة المدينة المعنية لاختيار المكان المناسب له وتثبيته في الموقع.

لذا أتمنى من معالي وزير البلديات والإسكان ووزير الرياضة ووزير التعليم ومجلس شؤون الجامعات ورجال الأعمال وشركات القطاع الخاص وجميع طلاب كليات الفنون الجميلة وكليات التقنية بدراسة هذا المقترح، والعمل على المساهمة والمبادرة في تطوير مدننا السعودية الغالية، وخاصة المدن المخصصة لكأس العالم 2034 من الآن، حتى يمكننا تقديم نجاحات مميزة ومبهرة في النسخة الأكبر والأهم من كأس العالم لكرة القدم، والتي أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عزم السعودية على تقديم نسخة استثنائية من البطولة تليق بمكانة المملكة العربية السعودية وإنجازاتها وإمكاناتها الجبارة.

HashwanO@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق