في اليوم الـ 33 من المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار في غزة، سلمت «حماس»، أمس، جثامين 4 أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر للمرة الأولى، قبل أن تسلم غداً السبت 6 أحياء مقابل الإفراج عن 628 أسيراً فلسطينياً، في مشهد كان مُحمَّلاً بالرسائل المبطنة، التي أرادت من خلالها المقاومة إيصالها للاحتلال، وكانت تذكر في مجملها بما تكبده من خسائر خلال حربه على القطاع.
ووسط انتشار كثيف لعناصر المقاومة وتجمع مئات الأشخاص وراء حواجز في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، سلمت «حماس» جثتي الرضيع كفير بيباس وشقيقه أرييل (أربع سنوات)، وهما أصغر الرهائن وقد قتلوا جميعاً بنيران الاحتلال خلال محاولات استعادتهم بالقوة، بعد أسرهم في هجوم 7 أكتوبر 2023.
ووجهت الحركة رسائل مبطنة لإسرائيل بأن مفاتيح الحل لحرب غزة بيد المقاومة، حيث سلمت التوابيت الأربعة مغلقة، وأرسلت معها مفاتيح لا تطابق الأقفال.
وأكدت «حماس»، تعليقاً على عملية التسليم، أن تبادل الأسرى هو الطريق الوحيد لإعادة المحتجزين الإسرائيليين إلى ذويهم أحياء، وأن أي محاولة لاستعادتهم بالقوة العسكرية أو العودة إلى الحرب لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر في صفوف الأسرى.
ووضعت الجثث في توابيت سود وعلى كل واحد منها صورة وبيانات صاحبه، وذلك على منصة حملت صورة تظهر رئيس الوزراء بينامين نتنياهو كمصاص دماء، وفوقها كتبت المقاومة عبارة «قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية»، وأخرى «ما كنا لنغفر أن ننسى وكان الطوفان موعدنا»، باللغات العربية والعبرية والإنكليزية.
كما عرضت الحركة في مراسم التسليم قنبلتين أميركيتين من طراز «جي بي يو-39»، فوق المنصة التي وُضعت عليها التوابيت، كتب عليهما باللغة الإنكليزية، «قتلوا بقنابل الولايات المتحدة»، أي خلال غارات إسرائيلية.
وعلى أسطح البيوت المهدمة بمنطقة بني سهيلا، رفعت المقاومة لافتات تشير للكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال في عدد من مناطق القطاع خلال الحرب.
ومن بين الكمائن التي نشرت المقاومة صوراً لها، كمين الفراحين الذي وقع بمنطقة الزنة شرق مدينة غزة، وقد كتبت على اللافتة أنه لم يكن نزهة، بل محرقة، حيث أوقع 8 قتلى إسرائيليين.
وفي السياق، واجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انتقادات من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بسبب التباين في تعاملها مع جثامين الأسرى الإسرائيليين والشهداء الفلسطينيين. ففيما تم تسليم جثث الإسرائيليين الأربعة ضمن مراسم رسمية، وُضعت جثامين الفلسطينيين داخل أكياس بلاستيكية من دون مراعاة الكرامة الإنسانية.
ميدانياً، استشهد فلسطيني، برصاص الجيش في حي الشجاعية شرق غزة شمال القطاع. (عواصم - وكالات)
0 تعليق