أكد السفير الروسي لدى البلاد، فلاديمير جيلتوف، وجود تعاون عسكري وأمني مشترك بين بلاده والكويت، لافتاً إلى أن فريقاً من القوات الخاصة الكويتية سيزور روسيا الصيف المقبل لإجراء تدريبات مشتركة.
وفي تصريح على هامش حفل الاستقبال بمناسبة «يوم المدافع عن الوطن»، الذي أقامته السفارة الروسية بحضور حشد دبلوماسي وعسكري كبير، ورداً على سؤال عن التعاون العسكري بين الكويت وروسيا قال جيلتوف: «الشيطان دائماً يكمن في تفاصيل التعاون العسكري بين بلدينا، ولكنّ هناك تعاونا أمنيا وعسكريا مشتركا، إذ إنه قبل بضعة أيام، انتهت التدريبات بين القوتين الخاصتين الروسية والكويتية هنا في الكويت، واستمرّت على مدى أسبوعين، وفي المقابل نحن في انتظار فريق القوات الخاصة الكويتي بروسيا في الصيف المقبل»، لافتا الى أهمية التدريبات المشتركة التي تصب في مصلحة الطرفين.
وفيما يتعلق بتقييمه للتحركات والمبادرات الدبلوماسية العربية والخليجية، وبصفة خاصة الكويتية حيال الأوضاع في سورية وغزة، أوضح أن «القضية الفلسطينية بالغة الصعوبة والتعقيد، نظرا للعوامل الداخلية والخارجية التي تحمل مع الأسف رغبة أكيدة لدفن القضية، وتشريد وطرد الفلسطينيين من قطاع غزة»، موضحا أن «روسيا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في الوجود بأرضه ومسقط رأسه».
وحول ما تتداوله بعض التقارير عن أن الوجود الروسي «سينتهي في سورية»، أجاب جيلتوف أن «نهر النيل يجري تحت جميع الأنظمة، ونهر الفرات أيضا يجري تحت جميع الأنظمة، لذلك مهما كان حجم التوترات الداخلية في سورية، التي أصبحت ساحة للألعاب الجيوسياسية للدول الخارجية، فإن روسيا موجودة وستبقى في سورية»، متمنياً في المقابل «ألا تكرر سورية أخطاء الدول الأخرى، وأن تتعامل مع كل دول الجوار من دون إقصاء ولا استثناء لأحد».
وعن تخوف البعض من أن يؤدي تغيير النظام في سورية إلى عودة الجماعات الإرهابية إلى المنطقة، أجاب جيلتوف: «هناك مثل يقول، إن الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الطيبة، أما الانقلاب أو الإطاحة بالنظام فدائما ما تكون نتائجه عكسية، ويؤدي إلى اضطرابات وحرب أهلية، وهناك نماذج في المنطقة تؤكد هذا الكلام». ورداً على سؤال حول موقف روسيا في حال طلب منها تسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد قال: «روسيا دولة مسؤولة، وقد اتخذت قراراً مسؤولاً ولا رجعة فيه».
جيلتوف: القيادة السعودية تتسم بالحكمة
أكد جيلتوف أن «أطرافاً خارجية مؤثرة على كييف لديها طموحات لإضعاف روسيا وإجبارها على التراجع، ولكن مع القيادة الأميركية الجديدة الوضع سيختلف، لأن الرئيس دونالد ترامب يمتلك أفكاراً مختلفة، ولديه رؤية رغم أنه لا يدافع عن روسيا ولكنه يدافع عن مصلحة أميركا»، واصفاً القيادة السعودية بأنها «تتسم بالحكمة المتجذرة، وتمارس نهجاً حكيماً ومتّزنا».
وأشار جيلتوف إلى أن «العلاقات الروسية - السعودية، ليس فيها ما يمنعنا من الوصول إلى الأهداف المرجوة، ولعل الحديث بين الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فيما يخص استضافة السعودية للمشاورات الروسية - الأميركية خير دليل على ثقة الطرفين الروسي والأميركي في القيادة السعودية».
0 تعليق