أعلنت إدارة شؤون الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال مؤتمر صحفي، عن إطلاق حملة «دلنا على متعفف»، لإشراك المزكّين وأفراد المجتمع في الدلالة على الأسر المتعففة والمحتاجة للمساعدة داخل قطر.

آلية الحملة وأهدافها
وفي كلمته خلال المؤتمر، أوضح السيد مال الله عبد الرحمن الجابر، مدير إدارة شؤون الزكاة، أن الحملة تأتي في إطار جهود الإدارة للوصول إلى جميع المستحقين داخل الدولة، مؤكداً أن إدارة شؤون الزكاة لا تدخر جهداً في تحصيل أموال الزكاة من المزكين وتوزيعها بالكامل على المستحقين بنسبة 100% دون أي استقطاعات.
وأضاف الجابر أن حملة «دلنا على متعفف» تعتمد على تعاون المجتمع في الوصول إلى الأسر المتعففة التي لا تبوح بحاجتها، وذلك عبر الدلالة عليهم من خلال رابط الحملة: https://help.islam.gov.qa/mutafif/ أو عبر الخط الساخن للحملة (55188886)، ليتم التحقق من استحقاقهم للمساعدة وفقًا للمعايير الشرعية والاجتماعية المعتمدة.

أكبر قاعدة بيانات للمستحقين للمساعدة
وأشار إلى أن إدارة شؤون الزكاة لديها أكبر قاعدة بيانات للمستحقين للمساعدة داخل دولة قطر، حيث وصل عدد الملفات نحو (30.000) ملف، لافتًا إلى أن إجمالي المساعدات التي قدمتها الإدارة للمستحقين داخل دولة قطر خلال عام 2024، بلغت أكثر من (212) مليون ريال، استفاد منها آلاف المستحقين داخل قطر.
وقال الجابر إن هذه الجهود تأتي استنادًا إلى اللوائح والقوانين والآليات المعتمدة، وتأكيدًا على حرص الإدارة على توجيه أموال الزكاة إلى مستحقيها وفقًا للمصارف الشرعية المنصوص عليها في القرآن الكريم.
وفيما يتعلق بآلية استقبال وصرف المساعدات أوضح السيد مال الله الجابر ان إدارة شؤون الزكاة سوف تستقبل طلبات المساعدات من الحالات على موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت أو تطبيق الإدارة على الهواتف الذكية (تقديم إلكتروني) ثم سيقوم موظفو الادارة باستقبال طلبات المساعدات وإدخال بيانات ومستندات الحالة على برنامج المساعدات.
ونوه بانه سيتم تدقيق طلب المساعدة من حيث صحة واكتمال المستندات، وبعد ذلك سوف يتم تحويل الطلب الى الباحث الاجتماعي لعمل الدراسة الاجتماعية المستوفية للحالة حسب اللوائح والقوانين المعتمدة، ومن ثم يتم التدقيق على تقرير الباحث، والتأكد من مطابقته للمعايير الاجتماعية والقوانين واللوائح.
وأوضح الجابر بانه سوف يحول الملف بعد ذلك الى لجنة المساعدات لدراسته واتخاذ قرار بشأنه، وبعد عرض الملف على اللجنة يحوّل الى الباحث الشرعي لإبداء الرأي الشرعي حول استحقاق الحالة ومطابقتها للمصارف الشرعية المستحقة للمساعدة من أموال الزكاة، ثم تأتي اخيرا عملية التدقيق النهائي قبل اعتماد المدير للمساعدة، وفي المرحلة النهائية يتم صرف المساعدة للحالة وتحويلها لحسابه بالبنك، مؤكدا ان جميع الخطوات السابقة تتم إلكترونياً.
واستعرض الجابر جهود ادارة شئون الزكاة في تقديم المساعدات منذ بداية شهر يناير وحتى الان مشيرا الى انه خلال نحو شهر و20 يوما تم تقديم المساعدة الى 2713 حالة بمبلغ يزيد عن 22 مليون ريال، لافتا الى ان هذه الحالات كانت قد تقدمت بطلباتها عبر الموقع الالكترونية للإدارة.
 ولفت الى ان توجيهات سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية للإدارة واضحة بشأن تخفيف المستندات المطلوبة من المستحقين قدر الاستطاعة، مشيرا الى ان الادارة مستمرة في انجاز الحالات التي تقدمت بطلباتها اليها من خلال فريق عمل متميز.
ونوه بان الآلية التي تطبقها إدارة شؤون الزكاة مع طلبات المساعدة تأتي انطلاقا من حرصها على التحقق من طلبات المساعدة، والتأكد من استحقاقها لأموال الزكاة حسب المصارف الشرعية واللوائح والقوانين المعتمدة، حتى تبرأ ذمة المكلّف المؤدي زكاته.
وفيما يتعلق بطريقة الإعلام عن المتعففين قال الجابر: دلنا على متعفف نداء نطلقه للجميع، مشيرا الى ان من يعرف عن متعفف فيمكنه ان يخبرنا به بالطرق التي تم الإعلان عنها، ونحن بدورنا نقوم بالتحري عنه ونتأكد من استحقاقه لأموال الزكاة، ونخبر من أخبرنا عنه عن نتيجة الدراسة التي تمت عن المتعفف.

آليات الصرف
استعرض السيد محمد حسن التميمي، رئيس قسم مصارف الزكاة، الآلية الإلكترونية لاستقبال ودراسة طلبات المساعدة، منوهاً بأن الإدارة تعمل بجهد كبير لتحري ودراسة طلبات المساعدة؛ كون المزكّين أوكلوا إدارة شؤون الزكاة لتنوب عنهم في إيصال أموال الزكاة التي يؤدونها إلى المستحقين من الأسر المتعففة داخل دولة قطر حسب المصارف الشرعية.
وأشار إلى أن الإدارة تتحرّى من خلال قسم مصارف الزكاة عن أحقية من يتقدمون لطلب المساعدة عن طريق التثبت من صحة البيانات والمستندات المقدمة وإجراء البحوث المكتبية والميدانية والتأكد من استحقاقهم للمساعدة؛ لضمان إيصال أموال الزكاة إلى مستحقيها، وذلك عبر عدة مراحل:
- التقديم الإلكتروني عبر موقع الإدارة أو تطبيقها.
- إدخال البيانات والمستندات من قبل موظفي الاستقبال.
- التدقيق على الطلبات للتحقق من اكتمال المستندات.
- دراسة الحالة اجتماعياً من قبل باحثين متخصصين.
- إحالة الملف للجنة المساعدات لاتخاذ القرار المناسب.
- مراجعة الملف شرعياً للتأكد من توافقه مع مصارف الزكاة الشرعية.
- الموافقة النهائية لاعتماد صرف المساعدة إلكترونياً من خلال إيداع مبلغ المساعدة في حساب المستفيد البنكي.
وأكد التميمي أن هذه الآلية تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بشفافية ودقة، وفقاً للضوابط الشرعية والاجتماعية.
وقال التميمي إن حملة دلنا على متعفف هي حملة تطلقها إدارة شؤون الزكاة بهدف الوصول الى جميع الأسر المتعففة والمحتاجة للمساعدة داخل قطر بالتعاون مع المزكين، لافتا الى ان ذلك يأتي نظرا لكون إدارة شؤون الزكاة إدارة مختصة بتحصيل أموال الزكاة من المزكين، وصرفها على مصارف الزكاة الشرعية بعد عمل الدراسة الاجتماعية والشرعية لكل حالة للتأكد من استحقاقها لأموال الزكاة.
وأضاف: الحملة سوف تساعد ادارة شؤون الزكاة في الوصول الى جميع الأسر المتعففة، التي لا نعلم عنها لكي نقدم لها المساعدة أن كانت مستحقة لأموال الزكاة اجتماعياً وشرعياً، فضلا عن ضمان وصول أموال الزكاة للمستحقين لها شرعاً لتبرئة ذمة المزكي، لأن الزكاة إذا أعطيت لغير مستحق لا تسقط عن مؤديها وتبقى في ذمته.

الأهمية الشرعية لمساعدة المتعففين
بدوره، أكد السيد يوسف حسن الحمادي، رئيس قسم خدمات الزكاة، أهمية التحقق الشرعي من الحالات واستحقاقها لأموال الزكاة، مشيراً إلى أن مصارف الزكاة محددة شرعياً في القرآن الكريم (سورة التوبة، الآية 60)، والتي تشمل الفقراء والمساكين والغارمين وغيرهم من المستحقين كما ورد في الآية.
ولفت الحمادي إلى ضرورة إشراك أفراد المجتمع في الدلالة على المتعففين، لضمان وصول أموال الزكاة إليهم، مما يبرئ ذمة المكلف بأداء الزكاة من خلال إيصالها إلى المستحق الفعلي، ويحقق التكافل الاجتماعي داخل قطر.
وفيما يتعلق بعملية التحقق الشرعي عن الحالة أوضح الحمادي ان من أهم خطوات بحث الحالة لدى إدارة شؤون الزكاة بعد الدراسة الاجتماعية هي التحقق الشرعي عن الحالة، وهل هي من مصارف الزكاة فتستحق أن تُساعد من أموال الزكاة.
ونوه بانه لدى إدارة شؤون الزكاة مختصون شرعيون يدرسون ملفات الحالات دراسة شرعية حسب تعريفات مصارف الزكاة المذكورة في الآية رقم (60) من سورة التوبة «إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».
وأكد على أن إدارة شؤون الزكاة تحصّل أموال الزكاة من المزكين وتصرفها للمستحقين بنسبة 100% بدون أي استقطاعات.

رسالة الحملة ورؤيتها المستقبلية
وأكد المتحدثون خلال المؤتمر أن حملة «دلنا على متعفف» تسعى إلى تحقيق عدة أهداف أبرزها: الوصول إلى جميع الأسر المتعففة التي قد تكون غير معروفة للإدارة، ضمان صرف أموال الزكاة في مصارفها الشرعية لحماية أموال المزكين وتبرئة ذمتهم من أداء فريضة الزكاة بوصولها إلى المستحقين الفعليين، تعزيز التكافل الاجتماعي من خلال إشراك المجتمع في البحث عن المحتاجين ودعمهم، والمساهمة في تحقيق رؤية قطر في القضاء على الفقر داخل الدولة من خلال آليات مستدامة.