شاركت وزارة البلدية وهيئة الأشغال العامة «أشغال» والوكالة الوطنية للأمن السيبراني وجامعة قطر أمس في ندوة «واقع التميز المؤسسي والآفاق المستقبلية» بفندق هيلتون الدوحة.
وحل سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب السابق ضيفاً على الندوة، حيث سلط الضوء على ثقافة التميز المؤسسي والدور الريادي الذي تلعبه قطر، وقال «إن الثقافة أساس تميز أي مؤسسة، بالإضافة إلى تقدير الذات للموظفين، بحيث يحصل الموظف على التقدير الكافي من رؤسائه لدفعه وتشجيعه على التميز في الأداء الوظيفي والمهام المسندة إليه وفقاً لطبيعة عمله، بالإضافة إلى تقدير الموظف لذاته لتجنب السلبيات التي قد تكون ذات تأثير سلبي على ادائه الوظيفي مثل نشأة الموظف في حياة أسرية تفرط في مديح الشخص مما يؤثر على اختياراته وادائه بحيث يراه عالي المستوى بينما هو دون ذلك.
وأضاف: يجب أن تكون رؤية المؤسسات منبثقة ومتسقة مع رؤية قطر الوطنية 2030، مشيداً بدور المؤسسات في الدول في تحقيق التميز.
وأكد المهندس حمزة عيد مدير قطاع استشارات الجودة والتميز في شركة أو آي أس أس جي المنظمة للندوة أن التميز المؤسسي لم يعد خيارًا، بل بات ركيزة أساسية لضمان استدامة المؤسسات وتعزيز كفاءتها التشغيلية، مشيرًا إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 وضعت إطارا واضحًا لتحسين جودة الأداء المؤسسي وتعزيز القدرة التنافسية للدولة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأشارت المهندسة إسراء مبيضين، المدير الإقليمي للشرق الأوسط بالمنظمة الأوروبية لإدارة الجودة إلى التزام المنظمة بدعم المؤسسات في قطر والشرق الأوسط لتمكينها من تحقيق الريادة والتميز المؤسسي من خلال التعاون المشترك والرؤية الواضحة والالتزام المستمر بالتحسين والتطوير، وهو الدور التي قامت به على مدى أكثر من 35 عاماً ودعم أكثر من 50 ألف مؤسسة حول العالم حيث طورت نموذجا وإطار عمل يركز على تحقيق التحول المؤسسي المستدام.
شهدت الندوة مشاركة واسعة من قبل خبراء محليين ودوليين، حيث تم تسليط الضوء على جهود قطر في تحقيق التميز المؤسسي وتعزيز التحول الرقمي.
وشارك بالجلسة الأولى المهندس جمال شريدة الكعبي مدير إدارة التخطيط والجودة بهيئة الأشغال العامة، د. لنور شرف الدين أستاذ الاقتصاد ورئيس وحدة الأبحاث والسياسات بمركز الريادة والتميز المؤسسي بجامعة قطر، وم. إسراء مبيضين المدير الإقليمي للشرق الأوسط، وم. عامر روحي عطية مستشار تميز وتخطيط استراتيجي في OISSG للاستشارات، والأستاذة نسرين محمد الملك خبير تطوير مؤسسي، وأدار الجلسة الأستاذ محمد عبدالرزاق حسين مدير مشاريع أول بـ OISSG للاستشارات.
وأكد المشاركون أهمية تبني التكنولوجيا الحديثة في تحسين الخدمات الحكومية والخاصة، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات كأدوات رئيسية لتحقيق التميز، وتمت مناقشة كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين العمليات الداخلية وتعزيز تجربة العملاء ـ كما تم تسليط الضوء على أهمية التواصل الفعال بين القيادات والموظفين، وكيف يمكن للتواصل الجيد أن يعزز من كفاءة المؤسسات ويحقق أهدافها الاستراتيجية. وتمت الإشارة إلى أن التواصل الفعال يسهم في بناء الثقة وتعزيز التعاون بين الفرق المختلفة داخل المؤسسة.
وناقش المشاركون دور التعليم المستمر في بناء القدرات البشرية، وكيف يمكن للمؤسسات أن تستثمر في تطوير مهارات موظفيها لمواكبة التطورات التكنولوجية. وتم التأكيد على أهمية توفير فرص التدريب والتطوير للموظفين لضمان استمرارية التميز المؤسسي كما تم التطرق إلى أهمية الجوائز المحفزة للتميز المؤسسي، مثل جائزة التميز الحكومي، وكيف يمكن لهذه الجوائز أن تعزز التنافسية بين المؤسسات. وتمت مناقشة كيفية استخدام هذه الجوائز كأداة لتحفيز المؤسسات على تحسين أدائها وتبني أفضل الممارسات.
وسلطت الجلسة الثانية الضوء على واقع التميز المؤسسي والآفاق المستقبلية بما يعكس مستوى الأداء المؤسسي في دولة قطر، بما في ذلك معايير الجودة والابتكار والاستدامة. وتحدث في الجلسة مختصون من الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، ووزارة البلدية ودار الوثائق القطرية وجامعة قطر، ناقشوا الإدارة الفعالة والرؤية الواضحة لدعم الابتكار والاستدامة في المؤسسات.
وقال الدكتور غسان هاني مارديني أستاذ المحاسبة المشارك في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر إن التحول الرقمي والابتكار يخدم كثيراً التميز المؤسسي من جميع النواحي، باستخدام التكنولوجيا لتعزيز الكفاءة وتحقيق التميز التنافسي بين المؤسسات.
وسلطت المهندسة إيمان عبدالله الحمد مدير إدارة التخطيط والجودة والابتكار بالوكالة الوطنية للأمن السيبراني، الضوء على النهج الاستراتيجي للتميز المؤسسي، والذي يهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الأداء والابتكار داخل المؤسسات، من خلال تطبيق أفضل الممارسات الإدارية، وتعزيز ثقافة الجودة، والارتقاء بالخدمات والمنتجات. وقالت إن التميز المؤسسي يعتمد على معايير عالمية تسهم في رفع كفاءة العمليات وزيادة رضا العملاء وأصحاب المصلحة.
وذكرت المهندسة هند حسن رئيس قيم الجودة والتمييز بوزارة البلدية أن أهمية التميز المؤسسي تكمن في عدة محاور أولها تحقيق التنافسية ما يساعد المؤسسات على التفوق في بيئة الأعمال المتغيرة، وتحسين الكفاءة والإنتاجية للمساهمة في تقليل الهدر وتعظيم الاستفادة من الموارد.
من جانبها قالت السيدة صبا محمد الفضالة مستشار تخطيط استراتيجي في دار الوثائق القطرية إن ركائز التميز المؤسسي تتحقق في القيادة الفاعلة التي تتمتع برؤية واضحة تدعم الابتكار والتحسين المستمر، والاستراتيجية الواضحة المبنية على خطط واهداف طموحة ومدروسة لتحقيق النجاح، والتركيز على الجمهور لتحسين التجربة وضمان الرضا المستدام، ودعم الابتكار لبناء حلول جديدة لتعزيز الأداء.
ولخص الأستاذ هيثم محمود مدير عمليات أول في الجهة المنظمة للندوة التميز المؤسسي، وقال إن التميز المؤسسي لا يقتصر فقط على تحقيق نتائج إيجابية، بل يشمل ثقافة التحسين المستمر، وتمكين الموظفين، والتركيز على رضا العملاء وأصحاب المصلحة. أدار الجلسة الأستاذ عبد الرحمن محمد شعبان مدير مشاريع أول في الجهة المنظمة للندوة.
0 تعليق