
فلسطينيون يصطفون في طوابير طويلة لشراء الخبز خارج مخبز في مدينة غزة (أب)
رفضت مواصلة التفاوض قبل تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى... ونتنياهو جدّد عزمه على تفكيك الحركة
غزة، عواصم - وكالات: أعلنت حركة حماس أمس أن فصائل المقاومة لن تتعاطى مع أي مفاوضات جديدة ما لم يلتزم الاحتلال الاسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وينفذ استحقاقات المرحلة الأولى، وأكد الناطق باسم "حماس" عبداللطيف القانوع أن عدم تنفيذ إسرائيل كامل بنود المرحلة الأولى لا يخدم المضي قدماً نحو استكمال الإفراج عن باقي الأسرى الإسرائليين، مشدداً على أن من يعرقل تنفيذ كامل بنود الاتفاق هو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يعمل لأجنداته الشخصية ولا يكترث لحياة باقي الأسرى، قائلا إن عدم تنفيذ البرتوكول الإنساني وتأجيل الإفراج عن أسرى الدفعة السابعة دليل على نوايا الاحتلال بتعطيل الاتفاق وعدم جديته في استمراره.
وفيما أشار القانوع إلى استمرار الاتصالات مع الوسطاء حول خروقات الاحتلال المتكررة ومماطلته في التنفيذ وننتظر ردهم بشأن ذلك، مبينا أن الاتفاق تم برعاية دولية ما يلزم الاحتلال احترامه وتنفيذ مراحله دون مراوغة، كما التزمت المقاومة، داعيا الوسطاء والمجتمع الدولي للضغط أكثر على الاحتلال لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار وتثبيته ومنع نتنياهو من تعطيل بنوده، أكد القيادي في "حماس" محمود مرداوي أن الحركة لن تجري أي محادثات مع إسرائيل عبر الوسطاء قبل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، وفقا للاتفاق القائم، قائلا "لن يكون هناك أي حديث مع العدو عبر الوسطاء في أي خطوة قبل الإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم مقابل الأسرى الإسرائيليين الستة، الذين أطلق سراحهم السبت، مشددا على أنه على الوسطاء إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق.
في المقابل، جدد نتنياهو عزمه على تفكيك سلطة "حماس" في قطاع غزة، قائلا إن إسرائيل مستعدة للعودة إلى القتال المكثف في أي لحظة، مضيفاً "جميع رهائننا، دون استثناء، سيعودون إلى وطنهم"، قائلا "لن تحكم حماس غزة. سيجري نزع سلاح من غزة، وسيجري تفكيك قوتها القتالية"، زاعما أن النصر يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات أو بطرق أخرى، بينما ترك المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الباب مفتوحاً أمام إمكانية عودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة، على الرغم من مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب السابقة بشأن إعادة توطينهم، قائلا "أعتقد أن الشيطان يكمن في التفاصيل، وقد أجرينا الكثير من المناقشات حول ذلك"، مضيفا "لست متأكداً من أن هناك مشكلة مع عودة الناس"، مؤكداً أن إعادة بناء قطاع غزة المدمر سيستغرق نحو 15 عاما، واصفا الافتراضات السابقة التي كانت تدور حول فترة خمس سنوات بأنها كانت مغلوطة.
في غضون ذلك، استهدفت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين ومنازلهم في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة وفي المناطق الجنوبية الغربية لمدينة رفح جنوب القطاع، حيث أطلقت آليات الاحتلال نيرانها شرق حي الزيتون وعند دوار العودة وسط مدينة رفح، ما أدى إلى اشتعال النيران بمبانٍ سكنية، بينما أفادت مصادر بمغادرة الدفعة الـ22 من مرضى وجرحى قطاع غزة عبر معبر رفح.
إلى ذلك، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من تصعيد قوات الاحتلال عدوانها المدمر على شمال الضفة الغربية، من خلال إجبار 40 ألف مواطن فلسطيني على التهجير من مناطق سكناهم وتفجير المنازل والأحياء وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، خاصة في مدن جنين ومخيمها وطولكرم ومخيميها وطوباس والفارعة، والذي يأتي مترافقاً مع التهديد بعودة الحرب في قطاع غزة، قائلا "نحذر من خطورة استكمال سلطات الاحتلال لما بدأته في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية، في الضفة الغربية، من خلال اقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وقتل واعتقال المواطنين، وتدمير المدن والمخيمات، واستمرار الاستيطان ومحاولات الضم والتوسع العنصري، وعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض"، مطالبا الإدارة الأميركية بإجبار دولة الاحتلال على وقف العدوان الذي تشنه على مدن الضفة الغربية فوراً، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذا أرادت تجنيب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد، لأن البديل استمرار التخبط وحروب بلا نهاية في المنطقة.
من جانبه، زعم نتنياهو أن الزعيم الألماني المحافظ الفائز في الانتخابات فريدريش ميرتس يعتزم دعوته للقيام بزيارة رسمية إلى ألمانيا، رغم مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه، وأفاد مكتب نتنياهو بأنه أجرى محادثة ودية مع المستشار المستقبلي المحتمل، بعد إجراء الانتخابات وهنأه على نجاحه، مضيفا أن ميرتس أعلن توجيه دعوة رسمية لنتنياهو، ووصفها بأنها "تحدي مفتوح للقرار الفاضح الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية، بوصف نتنياهو بأنه مجرم حرب"، وأكد حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي ينتمي إليه ميرتس، المكالمة الهاتفية، إلا أنه لم يعلق على محتواها.
0 تعليق