في إطار التزامها الراسخ بتعزيز دور المرأة في الرياضة، شاركت اللجنة الأولمبية القطرية في منتدى "تمكين النساء والفتيات من خلال الرياضة"، الذي أُقيم في قصر الأمم بجنيف بتاريخ 25 فبراير 2025. إنعقد المنتدى بتنظيم مشترك بين البعثة الدائمة لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، واللجنة الأولمبية القطرية، والمركز الدولي للأمن الرياضي، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني للدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان.
وشهد المنتدى حضور نخبة من ممثلي الحكومات والدبلوماسيين و المتخصصون في مجال الرياضة وأعضاء المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالرياضة والشركاء في المجتمع المدني والمهتمون بتعزيز دور الرياضة في حماية حقوق الإنسان وإرساء السلام وتحقيق التنمية على الصعيد الدولي.
وشارك في المنتدى كلاً من سعادة الدكتورة هند عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف و سعادة السيدة مريم بنت ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية و سعادة السيد جاسم بن راشد البوعينين، الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية والسيد محمد الحنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي.
و في هذا المنتدى، سلّطت اللجنة الأولمبية القطرية الضوء على مبادراتها الرائدة الهادفة إلى إزالة العوائق أمام مشاركة المرأة في الرياضة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. ومن بين أبرز هذه المبادرات، أطلقت اللجنة برنامج "مسار تطوير الرياضيين"، الذي يشجع الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 إلى 16 عامًا على الانخراط في الرياضة والمنافسة، مما يسهم في بناء جيل جديد من الرياضيات المتميزات.
كما أكدت اللجنة دعمها الكامل للاتحادات الرياضية التابعة لها، مثل اتحادات ألعاب القوى، وكرة السلة، وكرة الطائرة، من خلال تمكينها من تطوير المواهب الرياضية وصقل مهارات الرياضيين من مختلف المستويات، وتعزيز المسارات الاحترافية للرياضيات الطموحات.
وفي إطار إستعداداتها الجارية لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030 التي ستستضيفها الدوحة، أكدت اللجنة الأولمبية القطرية التزامها بتطوير ودعم المنتخبات الوطنية للسيدات، وجعل المساواة بين الجنسين حجر الأساس في رؤيتها الاستراتيجية طويلة المدى.
لا تقتصر جهود اللجنة الأولمبية القطرية على المنافسات الرياضية فقط ، بل تمتد لتشمل تطوير القيادات النسائية، وتوفير فرص التدريب وتمكين المرأة في المناصب الإدارية الرياضية، لضمان مشاركة حقيقية وفاعلة للمرأة في جميع جوانب القطاع الرياضي.
شهد المنتدى إعلاناً مهماً وهو إطلاق صندوق مخصص لدعم المشاريع الهادفة إلى تمكين النساء والفتيات في الرياضة، في خطوة تهدف إلى معالجة التحديات التي تعيق تقدم المرأة في هذا المجال، مثل: التحيز القائم على النوع الاجتماعي في المناصب الإدارية ، نقص الموارد المالية والدعم الفني للرياضيات، قلة الفرص المتاحة أمام السيدات لتولي المناصب القيادية في القطاع الرياضي.
يأتي هذا الصندوق في إطار التوجه العالمي نحو تعزيز دور المرأة في الرياضة، ويُعد مبادرة مهمة من شأنها دعم رياضيات المستقبل، وتوسيع قاعدة المشاركة النسائية على جميع المستويات.
خلال كلمته في المنتدى، قال سعادة السيد جاسم راشد البوعينين، الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية: من دواعي سعادتي وإمتناني أن نشارك في هذا المنتدى الهام ونتبادل الرؤية معاً من أجل تسليط الضوء على القوة الاستثنائية للرياضة ودورها المحوري في إتاحة الفرص للجميع وتعزيز مبدأ المساواة بين الجنسين، حيث تتميز الرياضة بقدرتها الفائقة في تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية واللغوية وهي أداة فاعلة في توحيد الشعوب وإلهام المجتمعات ووسيلة مثمرة تفتح آفاقًا جديدة، لا سيما للنساء والفتيات اللواتي يواجهن حواجز ممنهجة تعرقل مسيرتهن وتقدمُهن في أماكن عديدة.
وقال سعادة أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية " نحن من خلال مبادرات الشراكة، التي أبرزها برنامج "مسار تطوير الرياضيين"، نهدف إلى تشجيع الفتيات من سن 12 إلى 16 عامًا للمشاركة في الرياضة والأنشطة البدنية بما يضمن مستقبل رياضي مُشرق في قطر يكون شاملًا، متاحًا للجميع، ومحفزًا للتحول والتغيير الإيجابي. كما أن شراكاتنا مع اتحادات ألعاب القوى وكرة السلة والكرة الطائرة هي خطوة أولى نحو إستراتيجية تعزز التنمية القاعدية والتميز الرياضي".
واضاف سعادته: تمكين المرأة في الرياضة لا يتطلب الإلتزام فقط، بل يتطلب التعاون الحقيقي بيننا كقادة وحكومات ومنظمات دولية وقطاع خاص ومجتمع مدني ونعمل على دفع عجلة التقدم الشامل والعادل والمستدام. وفعاليتنا في هذا الإجتماع تمثل منصة لتبادل الافكار وإقامة الشراكات وضمان أن يؤدي هذا الحوار إلى خطوات عملية حقيقية".
وعلى ضوء مشاركتها في حلقة حوارية مثمرة ضمن فعاليات المنتدى قالت فارسة الأدعم مريم البوعينين" بصفتي رياضية قطرية وعربية أريد أن أُسخر خبرتي ومسيرتي الرياضية في كسر الصور النمطية ورسم مستقبلٍ يساهم في تمكين الفتيات والسيدات من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية".
واكدت السيدة البوعينين بالقول: "إن الرياضة هي جسر نحو التماسك الاجتماعي و تساهم في بناء مجتمعات أكثر سلامًا وعدالة، لذلك علينا جميعًا أن نُسهم في تعزيزها ودعمها، وضمان أن تكون متاحة للجميع، دون تمييز أو إقصاء".
واضافت فارسة الأدعم: " إنني أشعر بالإمتنان للمشاركة في فعاليات اليوم التي تسلط الضوء على أهمية المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات والسيدات من خلال الرياضة".
تعكس مشاركة اللجنة الأولمبية القطرية في هذا المنتدى رؤيتها الأوسع للرياضة كأداة فاعلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً في مجالات المساواة بين الجنسين والتعليم. كما تولي اللجنة اهتمامًا خاصًا بدعم مؤسسة اللاجئين الأولمبية، التي تعمل على تعزيز دور الرياضة في توفير فرص أفضل للمجتمعات النازحة، مما يعكس البعد الإنساني لدور الرياضة في التغيير المجتمعي.
من خلال هذه المشاركة الفاعلة في حوار رفيع المستوى، تواصل اللجنة الأولمبية القطرية ريادتها في تعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة، مؤكدةً على أن تحقيق التغيير المستدام يتطلب تعزيز التعاون بين الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني.
0 تعليق