يوم التحرير..تضحيات وبطولات سطرت ملحمة خالدة على صفحات التاريخ محفورة في وجدان الكويتيين

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* دول شقيقة وصديقة وظفت رصيدها السياسي والدبلوماسي وقدراتها العسكرية والمادية من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن

كونا: مع حلول الـ26 من فبراير كل عام يستذكر الكويتيون بكل فخر وإجلال تضحيات الأبطال والجرحى والشهداء الذين خلدوا بطولاتهم خلال الغزو العراقي لبلادهم لتعود حرة أبية مسجلين بوحدتهم الوطنية ملحمة خالدة على صفحات التاريخ.

وستظل آثار تلك الذكرى محفورة في وجدان الكويتيين مذكرة إياهم بانتهاك الغزاة سيادة بلدهم في الثاني من أغسطس العام 1990 لإسقاط شرعيته ضاربين بعرض الحائط جميع الأعراف والقوانين الدولية فضلا عما خلفته تلك المحنة من تداعيات كبيرة إقليميا وعربيا وعالميا.

ويستذكر الكويتيون في مثل هذا اليوم من العام 1991 الشهداء الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل بقاء بلدهم حرا مستقلا ودور الدول الشقيقة والصديقة التي شاركت في حرب التحرير وتضحياتها الكبيرة التي سطرت بأحرف من نور عمق علاقات الأخوة والصداقة بين تلك الدول.

وسطر أبناء الكويت في تلك المحنة أروع معاني الوفاء والتضحية رافضين العدوان السافر ،مؤكدين وقوفهم مع قيادتهم الشرعية وفي مقدمتهم أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه للدفاع عن سيادة وطنهم وحريته وسيادته.

وبذلت القيادة الحكيمة للبلاد حينها جهودا جبارة لتحرير الوطن واستعادة حريته وقادت جميع الجهود لحشد التأييد الدولي لدعم الحق الكويتي في المنابر الدولية وطرد المحتل الغاصب وتحرير البلاد.

ويستذكر الكويتيون الكلمات الخالدة للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد التي ألقاها على منبر الأمم المتحدة حين خاطب العالم قائلا "لقد جئت اليوم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله ومد يد العون لكل من استحقها وسعى للخير والصلح بين من تنازعوا وتعرض أمنه واستقراره ليد العبث إيمانا منه برسالة نبيلة أمرنا بها ديننا الإسلامي وتحثنا عليها المواثيق والعهود وتلزمنا بها الأخلاق".

وأضاف "جئتكم برسالة شعب كانت أرضه بالأمس القريب منارة للتعايش السلمي والإخاء بين الأمم وكانت داره ملتقى الشعوب الآمنة التي لا تنشد سوى العيش الكريم والعمل وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الأمل في مأواه وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه أن يستسلم ويستكين للاحتلال مهما بلغ عنفوانه وبطشه".

وأثمر ذلك التفافا عالميا حول هذا القائد وقضية بلده العادلة إذ سارعت دول مجلس التعاون الخليجي منذ الساعات الأولى بالتحرك من منطلق الروابط الأخوية ووحدة المصير المشترك ومثلت نواة الحراك السياسي والدبلوماسي الرافض للعدوان ونتائجه والمطالب بانسحاب الغزاة دون شروط.

ونجحت جهود دول المجلس في عقد قمة عربية طارئة بالقاهرة في الـ 10 من أغسطس العام 1990 وسبقها اجتماعان لوزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في 3 و4 أغسطس على التوالي.

كما كان لدول مجلس التعاون وبقية الدول الشقيقة والصديقة إسهامها الفاعل في استصدار سلسلة من قرارات مجلس الأمن في 3 أغسطس 1990 الذي أدان الغزو وطالب بانسحاب فوري وغير مشروط.

وفي 29 نوفمبر 1990 صدر قرار مجلس الأمن 678 الذي أجاز استخدام الوسائل اللازمة لدعم وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإعادة الأمن والسلم الدوليين في المنطقة وصولا إلى قرارات أخرى صدرت لإزالة آثار العدوان.

واضطلعت الدول الشقيقة والصديقة بدور أساسي في عملية تحرير الكويت بتوظيف رصيدها السياسي والدبلوماسي وتسخير قدراتها العسكرية والمادية من أجل التحرير الذي تحقق في فبراير 1991 ثم عملت على المطالبة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإزالة آثار الغزو والاحتلال.

وفي هذه الذكرى نستذكر جهود الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه الذي كان يتصدر أبطال التحرير وبذل جهودا جبارة في سبيل الدفاع عن الحق الكويتي.

كما كان للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه دور كبير في حشد التأييد الدبلوماسي العربي والدولي لدعم ومساندة الشرعية الكويتية استنادا إلى خبرته الدبلوماسية الكبيرة مما اثمر كسب الكويت تعاطفا عالميا أدى الى طرد الغزاة وتحرير البلاد.

ويستذكر الكويتيون بالعرفان والتقدير دور خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز الذي فتح بلاده للقيادة الكويتية وأبناء الكويت منذ اليوم الأول للغزو وقدم الدعم المادي والعسكري كما يستذكرون دور قادة دول مجلس التعاون الذين قدموا كل أشكال الدعم واستضافوا أبناء الكويت مصرين على رفضهم للعدوان السافر.

ولا ينسى الكويتيون موقف الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الأب الذي أعلن وقوفه مع الحق الكويتي وتعهد بعودة الكويت حرة مستقلة إذ طالبت بلاده عقب الساعات الأولى للغزو العراقي بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن تم خلاله تبني القرار رقم 660 الذي طالب بانسحاب الغزاة من الكويت.

واستمر الدعم الأميركي وقوات التحالف حتى يوم 21 يناير من عام 1991 عندما تمكن الرئيس بوش الأب من إقناع مجلس الشيوخ الأميركي باستخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت معلنا بدء الحرب وعودة الكويت حرة أبية.

وعلى إثر جهود قوات التحالف الدولي وقناعة الدول الشقيقة والصديقة بعدالة القضية الكويتية عادت الكويت في 26 فبراير العام 1991 حرة أبية إلى أبنائها وعادت القيادة الشرعية للبلاد لتبدأ مسيرة البناء والإعمار والتنمية الشاملة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق