لا تقف عجلة التنمية في المملكة العربية السعودية؛ فكل يوم يمرّ يظهر معه مشروعٌ أو برنامجٌ أو خطة جديدة لمستقبل مبتكر، وكأن المستقبل ضغطة زر بيدنا كسعوديين. هكذا هي الأوطان عندما يقودها أهل الحكمة والعلم والمعرفة مثل قيادتنا الرشيدة - حفظهم الله.

وقبل يوم، أعلن مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي، برئاسة الأمير محمد بن سلمان، افتتاح أولى مراحل مشروع المسار الرياضي، التي تتضمن خمس وجهات في مدينة الرياض. يُسهم هذا المشروع في تحقيق أحد أبرز مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية وبناء مجتمع ينعم أفراده بحياة كريمة ونمط حياة صحي، مع توفير بيئة إيجابية جاذبة لسكان مدينة الرياض وزائريها.

وليس هذا فقط، بل سيمكّن سكان الرياض وزوارها من ممارسة مختلف الرياضات، مما يحسن جودة الحياة من خلال تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع. خاصة أن تحسين جودة الحياة هو جزء أساسي من أهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحويل الرياض إلى مدينة حيوية ومتنوعة رياضيًا وترفيهيًا.

أما من الناحية الاقتصادية، فإن مشروع المسار الرياضي سيعزز التحول الاقتصادي عبر زيادة الاستثمار في قطاعات جديدة وغير نفطية. كما سيسهم في تعزيز السياحة الرياضية وجذب السياح الرياضيين والزوّار من داخل المملكة وخارجها الذين يتطلعون للمشاركة في الأنشطة الرياضية أو مشاهدة الفعاليات التي ستُعقد فيه. وهذا بدوره سيؤثر إيجابًا على السياحة الوطنية ويمنحها تدفقًا متزايدًا.

ومع المسار الرياضي، ستظهر العديد من الفرص الاقتصادية مثل تأجير المرافق، والتنظيم اللوجستي للفعاليات، والإعلانات التجارية. كما أن تنظيم البطولات الرياضية والأنشطة سيخلق فضاءً جديدًا للوظائف في القطاع الرياضي والترفيهي، وسيحفز استثمارات جديدة ويستقطب الاستثمارات الرياضية. سيكون المسار الرياضي نقطة جذب للمستثمرين في القطاعات الرياضية والترفيهية، حيث ستبحث العديد من الشركات الكبرى الوطنية والعالمية في الرياضة والترفيه عن فرص لتمويل وتنظيم الفعاليات الرياضية.

ختامًا، المسار الرياضي ليس مجرد مشروع، بل هو وجهة ابتكارية وإنجاز وطني جاء نتيجة جهود عظيمة نحو صناعة مستقبل سعودي وإنساني معزز بالصحة والمجتمع والتواصل. وهو فرصة استثمارية للقطاعات والمجالات كافة. والأجمل أن انطلاقة هذا المشروع تتزامن مع استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034.