محليات

0

❖ محمد العقيدي

في قلب مدينة الوكرة، حيث تمتزج الأصالة بعبق الحداثة، يقف مسجد كعب بن زهير شامخًا كتحفة معمارية تحاكي تاريخ المساجد القطرية العريقة، بينما يعانق بأناقته المعمارية روح العصر. افتتحته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خلال شهر يونيو 2024، ليعود إلى الحياة بعد عملية صيانة شاملة، جعلته أشبه بصرحٍ يعيد سرد الحكايات القديمة برؤية حديثة.

   - إرثٌ متجدد

على مساحة 1182 مترًا مربعًا، يستقبل المسجد 560 مصليا، مهيئًا ليكون ملتقى للروح والسكينة، حيث يمتاز بأسلوب معماري مستوحى من الطراز التقليدي للمساجد القطرية، إلا أن لمسات التجديد جعلته مزيجًا متناسقًا بين البناء التراثي والمواد الحديثة، مما يضفي عليه طابعًا مميزًا يجمع بين الحنين للماضي والانفتاح على المستقبل.

   - مئذنة تحاكي السماء

ما يلفت الأنظار في هذا المسجد الفريد هو مئذنته المتميزة، إذ لا تشبه تلك التي اعتاد عليها أهل قطر قديمًا، فقد جاءت أطول وأكثر حداثة، مشيدة بمواد معمارية عصرية، تعكس مدى التطوير الذي طال هذا المعلم الديني، مع المحافظة على روح الأصالة.

   - مسجد بحلة جديدة

افتتاح المسجد لم يكن مجرد تجديد لمبنى، بل هو جزء من رؤية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تسعى إلى زيادة عدد المساجد وتطويرها، لمواكبة النهضة العمرانية والزيادة السكانية في مختلف أنحاء الدولة، تماشيًا مع الرؤية الوطنية 2030.المسجد لا يقتصر على كونه مكانًا للصلاة، بل يتميز بمرافق متكاملة تخدم روّاده، حيث يضم قاعة رئيسية للصلاة واسعة، ومتوضأ متسعًا، بالإضافة إلى مواقف سيارات عامة، مع تخصيص أماكن خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، في خطوة تعزز سهولة الوصول وتوفير بيئة مريحة للجميع.

   - روح التقاليد بأناقة الحداثة

في كل زاوية من مسجد كعب بن زهير، تتجلى روح التقاليد بأناقة الحداثة، ليظل منارةً تعكس القيم الإسلامية في قلب الوكرة، حيث تتلاقى المآذن مع السماء، والأرواح مع السكينة.

وتحرص وزارة الأوقاف على توفير احتياجات المناطق في الدولة من المساجد والمصليات، وتزويد المناطق بالمساجد المؤقتة والإشراف على حفظها، وإعداد الخطة السنوية لصيانة المساجد ومساكن الأئمة، بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما تعمل أيضا في الإشراف على إعداد وتنفيذ أعمال الإنشاء والصيانة للمساجد، والإشراف على مشاريع تشييد المساجد ومساكن الأئمة المملوكة للوقف من حيث التصاميم والمواصفات الفنية والهندسية والتنفيذ، وإعداد قاعدة بيانات عن المساجد والمصليات والعاملين فيها.

   - المباني المستدامة

وتراعي وزارة الأوقاف في تصاميم المساجد اختلاف مساحة الأراضي التي ستقام عليها المساجد، واشتراطات المباني الخضراء والمباني المستدامة، والتأكيد على شروط الاستدامة في استخدام الكهرباء والماء، والحفاظ على جماليات التراث في التصاميم بما يعكس أصالة التراث القطري والإسلامي وفق أرقى المعايير. كما تراعي خطط الوزارة لبناء المساجد خريطة الكثافة السكانية والمواصفات الهندسية والمعمارية والجانب التراثي في إطار رعاية بيوت الله لأداء العبادة وخدمة المصلين. ويتيح موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على شبكة الإنترنت خاصية البحث عن مواقع المساجد جغرافيا وفق نظام الملاحة العالمي من خلال خرائط دقيقة ومحددة تسهل الوصول إلى مواقع المساجد بجميع المدن داخل الدولة.