ليست مجرد لحظة عابرة، رغم أنها ابنة موقف إنساني بامتياز، بل هي دمعة وفاء، وقبل ذلك شعور بالفخر أن ما تقدمه تلك البراعم هو نتيجة مسيرة طويلة من الجهود المجتمعة في أوبريت يعبر عن مخاضات كبيرة مر بها هذا الوطن.
هكذا رأيت دمعة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد حين عرضت زهرات المدارس الخاصة لوحاتها في "السور الخامس".
فمن يعرف هذا الرجل يدرك تماماً ذوبانه في حب الكويت، التي يراها دائماً بحاجة الى التضحية بالوقت والجهد، وحتى بالنفس، من اجل رفعتها، لذا لم تكن مستغربة تلك الدمعة التي ذرفت من عين لم تنظر يوماً إلى ابن الوطن الا انه شريك في البناء، وأن لا فرق عنده بين هذا وذاك، فالجميع ينصهر بروح وطنية راقية كي ترتفع الراية اكثر خفاقة بالمجد.
صباح الخالد، مع حفظ الألقاب، عاصرته في العديد من المهمات، اكان في مجلس الامة، او مجلس الوزراء، عرفته عن قرب، ولمست منذ ذلك الحين أن الرجل ليس لين العريكة، وانه صلب في الحق، ومن اشد المحاربين من اجل مواقفه التي يزينها بميزان الذهب، كي لا تذهب سُدى، فهو ينطلق بذلك من مصلحة الكويت، اولاً واخيراً.
صباح الخالد المتحدث المفوه، سريع البديهة، لا يضع كلماته الا في المكان الصحيح، ومشاعره دائماً صادقة، يبادر حين تكون المبادرة فعل ايمان بما يمكن أن يخدم بلاده.
أذكره تماما في جائحة "كورونا"، اذ بتوجيهات من سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، كيف بذل الجهود الكبيرة من اجل انقاذ الكويتيين، اكانوا في الخارج او الداخل، عندما سيّر الطائرات الى أبعد بقعة في الارض كي يأتي الكويتيون الى بلدهم، ويكونوا بأمن من جائحة اقفلت الاجواء، وتكبد الناس المصاعب فيها، الا أن الكويتيين وحدهم مع مجلس الوزراء برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد العين الساهرة على امانهم، واستقرارهم.
كبيرة هذه الدمعة، في لحظة وفاء للكويت، فهي تدل على شيم ترسخت في مجتمعنا منذ الأزل، لذا فهي عزيزة عند كل مواطن، ومصدر الكثير من الآمال، لأن الانسانية حين تجتمع مع مهمات كبيرة، كالتي يؤديها سموه، تتحول قدرة كبيرة من العطاء، وهذا ما ظهر عليه سموه في الكثير من التحديات التي واجهته مرات عدة.
لست هنا أقيم مسيرة الرجل، اكانت سياسية او اجتماعية، فهو غني عن ذلك، خصوصا في العلاقات الاجتماعية، اذ هو حريص على التواصل مع كل الكويتيين، مهما كانوا، انما ما رأيته في تلك الدموع أنها التعبير الاكيد، وفي لحظة مؤثرة، عن اعتزازه بإنجازات الطلبة، ومكانة التعليم في المجتمع.
وقد أثارت مشاعر الحضور، اذ تذكّروا التحديات التي يواجهها الطلاب وعائلاتهم، فضلاً عن أهمية النظام التعليمي في تعزيز القيم والمبادئ، وهو يعكس الجانب الإنساني والمسؤولية التي يشعر بها القادة تجاه التعليم والمستقبل.
0 تعليق