سعد بورشيد يروي ذكريات سنة أولى صيام: جدي «ملهمي».. وأنقل تجربته إلى أحفادي

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في حديث عن أول تجربة صيام له، استعاد المخرج والإعلامي سعد بورشيد أستاذ في برنامج الفنون المسرحية بكلية المجتمع ذكريات الطفولة وكيف بدأ رحلته مع الصوم. وقال لـ «العرب»: عندما كان في المرحلة الابتدائية، ربما كنت في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي كان جدي، عيسى بن يوسف برشيد، رحمه الله إلى جانب أبي له الدور الأكبر في تشجيعي على الصيام.

 وأضاف: كنت أذهب مع جدي إلى المسجد للصلاة ونصحني جدي بالصيام قبل مجيء الشهر الكريم بأيام، قائلا إن اكتمال الإيمان بالصلاة والصيام معًا. وفي أول يوم لم أستطع إكمال الصيام سوى نصف يوم، وقدمت لي جدتي رحمها الله بعض الطعام البسيط ولكن عزمت في اليوم التالي أن أكون مثل الكبار، أصررت على الصيام الكامل، خوفًا من أن يعرف جدي أنني لم أتمكن من الصيام طوال اليوم».
وأضاف أن جده كان يحفزه بالمكافآت في العيد، حيث كان يخصص “عيدية” أكبر لمن أتم صيامه، كما كان يأخذني معه إلى المجالس العائلية التي لم يكن يصطحب إليها الأطفال الأصغر سنًا، مما منحني شعورًا بالفخر والانتماء. وأوضح أن هذا التقليد استمر مع أشقائه فيما بعد حيث كان يشجعهم على الصيام بنفس الطريقة، مما خلق روح التنافس بينهم.
وعن دوره اليوم كجد، قال إنه يحرص على تكرار هذه التجربة مع أحفاده، حيث يمنح مكافآت خاصة لمن يتمكن من الصيام، مثل دعوتهم للعشاء في المطاعم أو منحهم عيديات أكبر. وأوضح أن بعض الأحفاد يحاولون إخفاء إفطارهم خوفًا من فقدان المكافآت، لكنه يحرص على التعامل معهم بحكمة، مشجعًا إياهم على المحاولة مجددًا دون إشعارهم بالذنب..

ذكريات رمضان في الماضي
وتحدث المخرج سعد بورشيد عن أجواء رمضان في الوكرة قديمًا، مشيرًا إلى أنها كانت ثاني أكبر مدينة في قطر بعد الدوحة، وكانت تشهد تواصلًا اجتماعيًا قويًا بين العائلات، وزيارات متبادلة، ومجالس مفتوحة.
 وأضاف: “المجتمع كان مترابطًا جدًا، وكنا نحرص على زيارة المرضى والتواصل المستمر بين الأسر، كما كان هناك اهتمام كبير بممارسة الطقوس الرمضانية مثل القرنقعوه في منتصف الشهر حيث كنا نتسابق على الحلوى والمكسرات من كافة البيوت حيث كان الجميع يعرفنا وكان هناك تقارب كبير جدا في المجتمع الوكراوي”.
وتطرق أيضًا إلى تقاليد السحور، حيث كان “المسحر” يجوب الأحياء بطبوله لإيقاظ الناس، وكان الأطفال والشباب يلاحقونه حتى وقت الإمساك، وهي إحدى الذكريات التي لا تزال محفورة في أذهان الكثيرين.
 
الدراما والتراث
وعند سؤاله عن كيفية تقديم الدراما لهذه الأجواء، أبدى أسفه لغياب التركيز على التراث في الأعمال القطرية الحديثة، معبرًا عن أمله في أن تستعيد الدراما القطرية مكانتها السابقة، حين كانت تسلط الضوء على الثقافة والتاريخ المحلي، وتنافس بقوة على المستوى العربي والدولي..
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية نقل القيم والتقاليد الرمضانية إلى الأجيال الجديدة، معتبرًا أن الصيام ليس مجرد عبادة، بل تجربة تبني المسؤولية وتعزز الترابط الاجتماعي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق