مسجد السويحلية.. صرح يعكس تاريخ وهوية قطر

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

04 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

مسجد السويحلية

❖ محمد العقيدي

أولت دولة قطر اهتمامًا كبيرًا بالمساجد منذ القدم، ولا سيما المساجد التراثية التي تعود إلى القرون الماضية. فقد أدركت القيادة الرشيدة أهمية هذه الصروح الإسلامية كمراكز دينية وثقافية تعكس هوية البلاد وتراثها العريق. من هذا المنطلق، تبنت الدولة مشاريع متعددة لإعادة ترميم وصيانة هذه المساجد، ليس فقط للحفاظ عليها كمواقع للعبادة، بل أيضًا لجعلها وجهات سياحية بارزة تعكس أصالة العمارة الإسلامية التقليدية التي ازدهرت في المنطقة.وفي إطار هذا الاهتمام، تم تنفيذ مشاريع ترميمية تهدف إلى إحياء المساجد القديمة باستخدام تصاميم تعكس حياة الأجداد الذين أسهموا في بنائها وأدوا فيها الصلوات لقرون مضت.

وقد تم الحفاظ على الطابع التقليدي لهذه المساجد من خلال استخدام المواد المحلية في الترميم، مثل الحجر الجيري والطين، إلى جانب استخدام الزخارف الإسلامية التي تضيف طابعًا جماليًا ينسجم مع الهوية القطرية والإسلامية.

مسجد السويحلية.. شاهد على التاريخ

يعد مسجد السويحلية، الواقع في منطقة «السويحلية»، أحد المساجد القديمة في قطر، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يأخذ شكلًا شبه منحرف. يتميز هذا المسجد بطرازه التراثي التقليدي الذي يعكس العمارة الإسلامية المحلية، وقد صُمم بطريقة تتناسب مع الظروف البيئية والمناخية للمنطقة.

   - تصميم المسجد ومعالمه المعمارية

يمكن الوصول إلى فناء المسجد عبر مدخلين رئيسيين، أحدهما يقع على الجدار الشمالي والآخر على الجدار الجنوبي، ما يعكس اهتمام المصممين القدامى بسهولة الوصول إلى المسجد من مختلف الاتجاهات. أما قاعة الصلاة الخارجية فهي مفتوحة على الفناء عبر خمس فتحات عالية ومزخرفة تمت إضافتها لاحقًا خلال عمليات الترميم الحديثة.

وتتكون قاعة الصلاة الداخلية من ثلاثة أبواب تؤدي إليها، ويعلوها سقف مرتفع مشيد بطريقة تقليدية باستخدام الأخشاب المحلية وأحجار البحر والطين، وهي المواد التي كانت تُستخدم على نطاق واسع في بناء المساجد القديمة في المنطقة. يتخذ المحراب داخل المسجد شكلاً شبه دائري، وتعلوه قبة مخروطية الشكل، مما يضفي عليه طابعًا إسلاميًا فريدًا.

وفي الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد يقع بيت الإمام، والذي تعلوه مئذنة مستديرة الشكل ومسطحة من الجهة المطلة على الفناء. وقد تميزت هذه المئذنة بتصميمها الفريد الذي يعكس الطراز القطري التقليدي للمآذن، إذ يأخذ الجزء العلوي منها شكلًا مستديرًا غير منتظم، مما يجعلها إحدى السمات المعمارية الفريدة لهذا المسجد العريق.

   - أهمية الحفاظ على المساجد التراثية

إن الاهتمام بالمساجد التراثية لا يقتصر فقط على الحفاظ على الطابع المعماري لها، بل يتعدى ذلك ليشمل دورها في ترسيخ القيم الإسلامية والهوية الوطنية. كما تساهم هذه المساجد في تعزيز السياحة الثقافية، حيث تجذب الزوار للتعرف على التاريخ الإسلامي للمنطقة، وكيف تأثرت العمارة الإسلامية بالعوامل البيئية والجغرافية لقطر.

ومن هذا المنطلق، تعمل الدولة على تطوير مشاريع للحفاظ على هذه المساجد وفق أحدث المعايير، من خلال التعاون بين الجهات المعنية، مثل متاحف قطر ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لضمان تنفيذ أعمال الترميم بأسلوب يحافظ على هوية المساجد ولا يخلّ بتراثها العريق.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق