صراحة قلم
كلما عصفت بالمنطقة أحداث، يزداد انكشاف تلون "الإخوان المفلسين" للناس، وأنهم جماعة حزبية تتبع أجندات أيديولوجية لتحقيق مصالحها الخاصة، ولو كان ذلك على حساب دمار ودماء المسلمين.
فعندما كان معمر القذافي حاكما لليبيا، كان "الإخوان" يمدحونه ويؤيدونه، كما ظهر ذلك في مقابلات سلمان العودة، ومحمد العريفي، وحاكم المطيري، لكن بعدها انقلبوا عليه، وأيدوا الخروج عليه بالسلاح، وفرحوا باقصائه، وقتله.
وفي مصر كانوا مؤيدين للتظاهرات الشعبية التي خرجت ضد حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، بعد أن أفتوا بجواز الخروج عليه، وقالوا "إنه جهاد"، لكن عندما خرج الشعب المصري في تظاهرات ضد الرئيس الراحل محمد مرسي عارضوا ذلك، وأفتوا بعدم جواز الخروج على الحاكم المسلم، وذلك كونه من جماعتهم.
وفي سورية كانوا يؤيدون الرئيس المخلوع بشار الأسد، ونظامه البعثي الحاكم، ويعتبرونه أحد أركان المقاومة ضد إسرائيل، وكانت "حماس" تمدحه ليل نهار، وتعتبره بطلاً من أبطال العرب، لكنهم كعادتهم انقلبوا على أعقابهم بعدما طرد هذا النظام، وهروب بشار إلى روسيا، فأخذوا يشتمونه، إلا "حماس" التي بقيت تتباكى عليه، وتتحسر على فقدان أحد أركان المقاومة، كما تزعم.
وبعدما قامت "حماس" بحماقتها التي أسمتها "طوفان الأقصى"، وما تسببت فيه من تدمير غزة وقتل عشرات الآلاف من شعبها، وجرح مئات الآلاف، وتشريد من بقي حيا، أيد "الإخوان المفلسين"، وأن ما فعلته "حماس" هو جهاد، وأنه لا يجوز انتقادها، بل يجب دعمها لأنها حرب بين مسلمين ويهود. ومن هؤلاء الذين مدحوهم "الإخوان" ووصفوهم بعلماء الأمة، وأن من يريد أن يأخذ العلم الشرعي، فإنه يجب أخذه منهم، الدكتور عثمان الخميس، الذي طارت تسجيلات دروسه التي أيد فيها "حماس"، جميع أصقاع الارض من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، يحتجون بكلامه ضد من يعارض "حماس"، نعاتين كل من يعارضها بـ"الصهيوني".
ورغم أن العالم يشاهد ارتماء "حماس" في أحضان إيران، وتأييدها للمرشد الأعلى علي خامنئي، وتأبينها لقادة "الحرس الثوري" الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي السني، والشعب السوري، ووصفهم بـ"شهداء القدس"، وتصريح عدد من المسؤولين الإيرانيين أن "طوفان الأقصى"، جاء كرد فعل على اغتيال قاسم سليماني، إلا أن بعض الدعاة، للأسف، كانوا يؤيدون حماقة "حماس" التي لم تجلب للفلسطينيين إلا القتل والدمار، وتسلط وتمدد اليهود الصهاينة في المنطقة، وتسريع تنفيذ صفقة القرن، التي بانت ارهاصاتها بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوجوب تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وإعطائه أرضا بديلة في دول الجوار.
وبعدما انتهت حرب غزة، وذهاب قادة "حماس" إلى إيران وإهدائهم هذا النصر، كما يرونه، إلى خامنئي، ولتأكد تأييدها لحكومة طهران، وتباكيها على بشار الأسد، وحسن نصرالله، انتقد الدكتور عثمان الخميس "حماس"، كونها حزبا سياسيا منحرفا سلك طريقا سيئاً، مرتمياً في أحضان إيران، ففتح على نفسه باباً ليس انتقاداً، بل سباً وقذفاً من قبل "الإخوان المفلسين" الذين انقلبوا عليه، بعدما كانوا يمدحونه، ويتناقلون محاضراته، التي أيد فيها حماقة "حماس" التي أسمتها "طوفان الأقصى".
منهج "الإخوان" قائم على مدح من يناصرهم وايصاله إلى عنان السماء، وقذف وسب من يخالفهم ورميه إلى سابع أرض، وهذا بشهادة منظرهم الأكبر الدكتور يوسف القرضاوي.
فليس غريبا عليهم التلون كالحرباء، والمراوغة كالثعلب، والنعيق كالغراب.
al_sahafi1@
0 تعليق