حديث الأفق
- قيصر الروم أمر بإحضار أسير مسلم
- رفض نصف مُلك القيصر وإشراكه في الحكم
- قالت الحسناء: لا أدري أهو بشر أم حجر؟!
- أُعجب الرومي بذكاء عبدالله وفطنته وقوة إيمانه
- كاد يموت من الجوع ولم يأكل لحم خنزير
- غَضِبَ قيصر منه وأمر بإلقائه في الزيت المغلي
أرسل الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) جيشاً للحرب مع الروم، وكان من بينهم شاب من الصحابة، هو عبدالله بن حذافة (رضي الله عنه)، وطال القتال بين المسلمين والروم، فتعجب القيصر من ثبات المؤمنين، وجرأتهم على الموت، فأمر بإحضار أسير من المسلمين بين يديه.
فجاؤوا بعبدالله بن حذافة يجرونه، والأغلال في يديه وقدميه، تحدث معه قيصر فأعجب بذكائه وفطنته، فقال له تنصّر: (أي يدعوه إلى ترك الإسلام واعتناق النصرانية)، وأنا أطلق سراحك من الأسر.
فقال عبدالله: لا!
قال له: تنصّر وأعطيك نصف مُلكي.
فقال: لا!
فقال قيصر: تنصّر وأعطيك نصف ملكي وأشركك في الحكم معي، فقال عبدالله (رضي الله عنه): لا، والله لو أعطيتني ملكك، وملك آبائك، وملك العرب والعجم، على أن أرجع عن ديني طرفة عين ما فعلت.
فغضب قيصر، وقال: إذن، أقتلك!
فقال: اقتلني.
فأمر به، فسُحب وعُلق على خشبة، وأمر الرماة أن يرموا السهام حوله، وقيصر يعرض عليه النصرانية، وهو يأبى، وينتظر الموت.
فأمر بمنعه من الطعام والشراب حتى كاد يموت من الظمأ والجوع، ثم أحضروا له خمراً ولحم خنزير، فلما رآهما عبدالله، قال: والله إني لأعلم أني مضطر، وأن ذلك يحلني في ديني، لكن لا أريد أن يشمت به الكفار.
فلم يقرب الطعام، فأُخبر قيصر بذلك، فأمر له بطعام حسن، ثم أمر بإدخال امرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة، فأدخلت عليه أجمل النساء، لكنه لم يلتفت إليها، فلما رأت ذلك خرجت غاضبة، وقالت: لقد أدخلتموني على رجل لا أدري أهو بشر أم حجر، والله إنه لا يدري عني هل أنا أنثى أم ذكر!
فلما يئس منه قيصر، أمر بقدر من النحاس، ثم أمر بغلي الزيت، وأوقف عبدالله أمام القدر، وأحضر أحد أسرى المسلمين موثقاً بالقيود، وألقاه في الزيت المغلي، فصرخ صرخة ومات، وطفت عظامه فوق الزيت، وعبدالله ينظر إلى العظام، فالتفت إليه قيصر وعرض عليه النصرانية، فأبى، فاشتد غضب قيصر، وأمر بإلقائه في القدر، فلما جروه وشعر بحرارة النار، بكى ودمعت عيناه، ففرح قيصر، فقال له: تتنصّر وأعطيك وأمنحك؟
قال: لا.
سأله: إذن، ما الذي أبكاك؟
فقال: أبكي والله لأنه ليس لي ألا نفس واحدة تُلقى في هذا القدر، وودت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس تموت كلها في سبيل الله.
فقال له قيصر بعد أن يئس منه: قبّل رأسي وأُخلي عنك، فقال عبدالله، وعن جميع أسرى المسلمين عندك، فقال قيصر: أجل.
فقبّل عبدالله رأسه، ثم أطلقه مع باقي الأسرى، فلما قدم بهم على الخليفة عمر (رضي الله عنه) أخبره بما حدث، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبدالله بن حذافة، وأنا أبدأ، فقام (رضي الله عنه) وقبّل رأسه.
نكشات
- علمتنا الحياة أن أنواع الناس ثلاثة، أناس كالهواء لا يمكن الاستغناء عنهم أبداً، وأناس كالدواء تحتاج إليهم أحياناً، وأناس كالداء لا نرغب في وجودهم أبداً، نسأل الله السلامة منهم ومن أذاهم.
- قال برنارد شو: المرأة ظل الرجل عليها أن تتبعه لا أن تقوده. أما الفيلسوف كبركي غارد فقال: تزوج وستندم، ولا تتزوج وستندم أيضاً. ويقول تولستوي: لا تتزوج أبداً يا صديقي، حتى تكون قد هدأت ثورة حبك للمرأة، فيمكنك رؤيتها على حقيقتها.
- فعلاً رمضان يجمعنا، في كل الديانات الأخرى ليس هناك شهر مثل رمضان، شهر تطيب فيه الأنفس، وترتاح فيه الخواطر.
- موائد الرحمن ما لها لازمة، خصّصوا الأموال التي تُنفق عليها للغارمين الذين في السجون، هؤلاء بحاجة إلى المال والزكاة، خصوصاً غارمي الشيكات بلا رصيد القابعين في السجون، حتى أصبحت الدولة كأنها مُحصِّل للتجار، الإسلام يقول الغرم على المفرط.
0 تعليق