المحامية فاطمة النعيمي لـ الشرق: الوازع الديني والنشاط الخيري وراء انخفاض معدلات الجريمة 

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

08 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

وفاء زايد

قالت المحامية فاطمة راشد النعيمي: يُعتبر شهر رمضان زمنًا للعبادة والتقوى، وتغلب روحانية الشهر على السلوكيات العامة للأفراد، مما يؤدي إلى تحولات ملحوظة في أنماط الحياة والعلاقات الاجتماعية، فالشهر ليس كغيره من الشهور، فهو زمن التعبد والتسامح والالتزام بالقيم الروحية التي تهذب النفوس وتعدل السلوكيات، ويُطرح تساؤل حول تأثير هذا الشهر الفضيل على معدلات الجريمة، وما إذا كانت هناك جرائم تتزايد أو تتراجع خلاله، وكيف تتعامل القوانين مع المخالفات التي قد تسيء لقدسية رمضان.

وأضافت أنّ الارتباط الروحي بشهر رمضان يؤدي إلى تهذيب السلوك العام وتقليل النزاعات والجرائم، إذ تفرض الأجواء الدينية حالة من الانضباط الذاتي، ويزداد الوازع الديني لدى الأفراد، مما يسهم في انخفاض واضح في معدلات الجريمة.

وأوضحت أن هناك أسبابا لانخفاض معدلات الجريمة خلال رمضان حسب ما تشير إليه الإحصاءات والتقارير الأمنية في قطر منها: الوازع الديني القوي: حيث يحرص كثير من الأفراد على التقرب إلى الله، ما يحد من السلوكيات الإجرامية، وزيادة الأنشطة الخيرية والتكافل الاجتماعي: مما يقلل من الجرائم المرتبطة بالفقر والحاجة، وتغير أنماط الحياة: فمع الصيام وتعديل أوقات العمل والنوم، تقل فرص ارتكاب بعض الجرائم التي تعتمد على الأنشطة الليلية أو الأماكن العامة.

وأكدت أنّ المشرع القطري يولي أهمية كبيرة لحماية الشعائر الدينية وصون فرائض الإسلام، وذلك بفرض عقوبات رادعة تحفظ للمجتمع حقه الديني والأدبي والمعنوي، هذا النهج يعكس التزام الدولة بتطبيق القوانين التي تحترم القيم الدينية وتحافظ على النظام العام خلال الشهر الفضيل.

وتحرص دولة قطر على احترام قدسية هذا الشهر وحماية مشاعر الصائمين، وذلك من خلال تطبيق قوانين صارمة تجاه بعض السلوكيات التي تُعد انتهاكًا لحرمة هذا الشهر، من أبرز هذه السلوكيات المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان دون عذر شرعي، وفقًا للمادة (267) من قانون العقوبات القطري، يُعاقَب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر، وبالغرامة التي لا تزيد على ثلاثة آلاف ريال قطري، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من جاهر في مكان عام بتناول الأطعمة أو المشروبات أو غير ذلك من المواد المفطرة في نهار رمضان.

وقد لوحظ انخفاض في الجرائم العنيفة مثل القتل العمد والاعتداءات الجسدية، إضافة إلى السرقات الكبرى، حيث يتراجع النشاط الإجرامي في هذا النوع من الجرائم مقارنة بباقي شهور السنة.

وذكرت أنه تظهر بعض الجرائم مثل ظاهرة التسول، حيث يستغل البعض هذا الشهر لممارسة التسول غير المشروع، مما يستدعي تدخل السلطات لمكافحة هذه الظاهرة، والغش التجاري والاحتكار: حيث يزداد الطلب على السلع الأساسية، ما يدفع بعض التجار إلى التلاعب بالأسعار أو بيع منتجات غير مطابقة للمواصفات، والسرقات البسيطة: خاصة في الأسواق والمجمعات التجارية التي تشهد ازدحامًا شديدًا خلال الشهر الفضيل.

تدابير خاصة

وأكدت أنّ الجهات الأمنية تحرص على اتخاذ تدابير خاصة خلال الشهر منها: تكثيف الرقابة في الأماكن العامة لضبط المخالفات المتعلقة بالمجاهرة بالإفطار أو التسول، وتشديد الرقابة على الأسواق لمنع الغش التجاري واحتكار السلع، وتفعيل دوريات أمنية إضافية للحد من السرقات والمخالفات العامة، وتعزيز دور لجان الصلح في حل النزاعات الأسرية وتقليل اللجوء إلى المحاكم.

وقالت: يبقى شهر رمضان فرصة للتهذيب والإصلاح، حيث تنخفض بعض الجرائم بفعل الأجواء الإيمانية، لكن لا يخلو الأمر من مخالفات تحتاج إلى رقابة مستمرة، ومع التزام الدولة بتطبيق القوانين بصرامة، يبقى احترام حرمته مسؤولية فردية ومجتمعية، لضمان أن يبقى رمضان شهر الرحمة والتسامح، وليس شهر التجاوزات والمخالفات.

وتسهم الأجواء الروحانية والالتزام الديني في تقليل معدلات الجريمة وتعزيز القيم الأخلاقية.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق