الوقف.. يخلد الأجر والثواب ويعزز التنمية المستدامة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

10 مارس 2025 , 04:30م
alsharq

الإدارة العامة للأوقاف

الدوحة - قنا

 يعد "الوقف" أرضية خصبة لتنمية قدرات المجتمعات وتطويرها، نظرا لما يحققه من أهداف عديدة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والدينية وغيرها، ما يعزز من مسيرة التنمية المستدامة ويسهم في تحقيق متطلباتها.

ويخلد الوقف الذي شرعه الإسلام الأجر والثواب للواقف، بجانب ما يتيحه من فوائد ينتفع بها الفرد والمجتمع، عبر الاستفادة من الأصول والأموال الموقوفة بشكل مستدام، وذلك من خلال استثمارها وانتفاع الأمة بريعها.

وفي قطر، ازدهر الوقف مع نشأة الدولة، إذ حرصت القيادة الحكيمة على نشر العلم ورفعة الدين بشتى الوسائل والسبل المتاحة، وأوقفت العديد من الأوقاف سواء لخدمة المجتمع، أو لبناء المساجد.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور أحمد الفرجابي، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: إن من أهم إبداعات الحضارة الإسلامية أنها جاءت بمسألة الوقف، مضيفا أنه تحبيس للأصل وتسبيل للمنفعة، ما يتيح للمجتمع الاستفادة من موارد الأصول والأموال الموقوفة بشكل مستدام، بحيث يراد لهذا المال أن يستثمر، ومن ريعه تمضي المنافع للأمة".

ولفت إلى أن هناك العديد من الأوقاف التي لا يزال خيرها يمتد ويستمر لسنوات، حتى بعد وفاة الأشخاص الذين أوقفوا هذا المال، إلا أن أجورهم لا زالت تمضي إلى قبورهم.

وأوضح أن وقف الأصل وتسبيل المنفعة يضمن للأوقاف الاستمرار والاستقرار، مبينا أنه لم تعد فكرة الوقف تقتصر على الحضارة الإسلامية، وإنما استفادت منها حضارات أخرى، إذ هناك جامعات كبرى في العالم لها أوقاف ثابتة، تستهدف من خلالها تمويل البحوث العلمية وغيرها من المنافع.

وتابع الدكتور الفرجابي أن الوقف يعتبر سبقا للحضارة الإسلامية، والتي تركت للإنسان وقف هذه الأموال ليبقى ريعها، ويستمر نفعها، وبالتالي استمرار الأجر لأصحابها حتى بعد وفاتهم.

وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة بالإدارة العامة للأوقاف في هذا المجال، منوها بالإبداعات الكبيرة التي تقدمها الإدارة في أنماط الوقف، والتي تستجيب بدورها لرغبات الجمهور، وتستجيب كذلك لمنافع الناس واحتياجاتهم.

ودعا في هذا السياق، الراغبين في وقف أموالهم إلى استغلال الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الأجور، والتوجه لمنصة الإدارة العامة للأوقاف والاطلاع على المنافذ العظيمة التي فتحت في هذا الجانب، لافتا إلى أن هناك العديد من الأوقاف التي تستهدف دعم الأسرة والطفل والفئات الضعيفة وطلبة العلم والمراكز العلمية، بجانب أوقاف تعنى بخدمة القرآن الكريم والدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وغيرها من الأدوار الاجتماعية والتكافلية والاقتصادية.

ونوه الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بأن دولة قطر تعتبر منصة للإبداع في شتى الميادين وليس في مجال الوقف فحسب، قائلا في هذا الصدد: "إن الإدارة العامة للأوقاف تشهد تقدما وتطورا مستمرا في مجالات الوقف وأنماطه، حيث يمكن رصد ذلك من خلال متابعة وسائل الإعلام، والاطلاع على إبداعاتهم المستمرة دوريا".

 

وأشار الدكتور أحمد الفرجابي، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن أبرز الفوائد المتحصلة من الوقف يكمن في استمرار الأجر والثواب، فضلا عن أهميته في تحريك عجلة الاقتصاد، نظرا لما يتيحه الوقف من أعمال وخدمات، وما يوفره من فرص مهنية متعددة.

ولفت أحمد الفرجابي، إلى أن دولة قطر ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تدعم الوقف وترعاه وتحافظ عليها وتصونه وفق قوانين محددة تحكم ذلك، وتراعي كذلك ما يطلبه الواقف، ولا تتصرف في الوقف حتى في الظروف الصعبة، إلا بعد الرجوع لهيئات قضائية، والمضي في إجراءات متعددة.

بدوره، أكد الداعية الدكتور محمد عبداللطيف النعيمي، حرص الشريعة الإسلامية على تعزيز التكاتف والتعاون بين المسلمين، لافتا إلى أن الوقف من المسائل المهمة التي تطرقت إليها الشريعة الإسلامية وجعلته من أبواب الخير الدائمة التي يستمر أجرها حتى بعد وفاة الإنسان.

وقال: "إن الوقف له دور محوري في تحقيق التنمية والتكافل الاجتماعي من خلال العديد من الجوانب، أبرزها التعليم وبناء المدارس، حيث يعد إنشاء وتمويل وبناء المدارس والجامعات والمكتبات من أهم المؤسسات الخيرية، وكذلك الرعاية الصحية، إذ يعد بناء المستشفيات والمراكز الصحية من الأدوار التكافلية المهمة، إلى جانب رعاية الفقراء والمحتاجين، ودعم الأيتام والأرامل، والأشخاص ذوي الإعاقة، فضلا عن دعم البنية التحتية، وتمويل البحث العلمي والابتكارات والعلوم التي تعود بالفائدة على المجتمع".

وبين أن النصوص الشرعية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية قد شجعت على مسألة الوقف في العديد من المواضع باعتباره أحد صور العمل الصالح، لافتا إلى ضرورة نشر الوعي المجتمعي بالوقف وإبراز أهميته بشكل أكبر من خلال وسائل الإعلام.

وأشار الداعية النعيمي إلى أنه يمكن ضمان استدامة الوقف من خلال تشغيل أصول الوقف في مشاريع استثمارية تعود بالنفع المادي على الأوقاف، وإدارة مختلف الأوقاف بصورة احترافية تتماشى مع متطلبات العصر، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في إدارة الأوقاف لتحقيق أعلى كفاءة.

وأوضح أن أبرز الحوافز التي قد تدفع إلى المساهمة في الوقف تكمن في الظفر بالأجر والثواب من الله تعالى، كون الشريعة الإسلامية تعتبر هذا العمل من صور الصدقة الجارية التي لا ينقطع ثوابها، قائلا في هذا الصدد: "إن أبرز ما قد يدفع الناس للمساهمة في الوقف، هو رؤية أثر الوقف على الفئات المحتاجة، وكذلك ترسيخ الذكر الطيب لصاحب الوقف في حياته وحتى بعد مماته، لأن الناس بطبيعتهم يقدرون ويحبون من يساهم في المجتمع".

ولفت الداعية الدكتور محمد عبداللطيف النعيمي، إلى العلاقة بين تقديم المساعدة للآخرين وسعادة النفس، إذ يسهم تخصيص وقف يعود بالنفع على الآخرين ويفرج من كربهم في غرس المحبة والقبول في قلوب الآخرين، منوها بأنه على المسلم أن يسعى لكسب الأجر والثواب، استنادا لقوله تعالى: "وسارعوا إلى? مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين".

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق