«وآمنهم من خوف» يتناول سبل مكافحة الإسلاموفوبيا

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اختتمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء أول أمس، جلسات برنامج «وآمنهم من خوف»، والتي استضافها جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، بمشاركة نخبة من علماء الأمة، حيث تطرقت الجلسة الرابعة والأخيرة إلى «موجات معاداة الإسلام والمسلمين وسبل مكافحتها». شارك في الجلسة فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وفضيلة الشيخ الدكتور بلال بارودي، شيخ قراء طرابلس وأمين الفتوى بها – لبنان، وفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم عبدالله الأنصاري، عميد كلية الشريعة – جامعة قطر، وفضيلة الشيخ الدكتور عصام البشير، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

20250312_1741810341-66.jpg?1741810341

د. القره داغي: لا بد من تقديم صورة حقيقية عن الإسلام

قال الدكتور علي القره داغي، إن جذور قضية الإسلاموفوبيا تعود إلى أسباب دينية، وتوسعية، واقتصادية، واجتماعية، وفكرية، لافتاً إلى أن فكرة الخوف من الإسلام بدأت أول مرة من قريش، مستشهداً بقوله تعالى: «وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون».وأضاف : أن قاموس أكسفورد فسر مصطلح الإسلاموفوبيا بمعنى رُهاب الإسلام، أي الخوف من الإسلام وكراهيته. وجرت صياغة المصطلح بناءً على افتراءات غير صحيحة، ومنها أن الاسلام لا يرتقي لأن يكون ديناً للعالم الغربي، وأنه غير قائم على التعايش أو السلام، وهذه ادعاءات لا أساس لها من الواقع.
وأضاف: أن هناك سبعة أسباب رئيسية لقضية الإسلاموفوبيا، أبرزها ما ينبع من الداخل الإسلامي، إلى جانب عدة اتهامات وُجّهت إلى الإسلام، منها التقصير في حقوق المرأة وحقوق الأقليات، وعدم التعايش، بالإضافة إلى الجوانب العلمية والحضارية، داعياً المؤسسات والجمعيات ووزارات الأوقاف إلى تقديم الدعوة القولية، وقبلها الفعلية. وأشار إلى أهمية تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام، لافتاً إلى أن الحرب الأخيرة على غزة قطعت خطوات بالغة الأهمية في التصدي لمصطلح الإسلاموفوبيا، وكان من أبرزها مشاهدتنا لمقاطع يظهر فيها الأسرى وهم يقبّلون آسريهم، وهي مشاهد لم تحدث في التاريخ، معتبراً أن هذه الواقعة تجسد إحدى الصور الحقيقية لرحمة الإسلام.

 د. إبراهيم الأنصاري: الصهيونية العالمية تستثمر في العداء

قال الدكتور إبراهيم الأنصاري، إن «الإسلاموفوبيا» نشأت في الغرب، وهو مصطلح يعبر عما يتعرض له المسلمون والعالم الإسلامي حاليًا من ممارسات تمييزية في الغرب. وأضاف أن هناك تصويرًا خاطئًا للعالم الإسلامي على أنه عالم متوحش وجاهل ومتخلف، معتبرًا أن هذه الصورة هي إسقاطات من شمال أوروبا على الإسلام، نابعة من شعورهم بعقدة النقص تجاه العالم الإسلامي الذي كان في الماضي رمزًا للحضارة.
وأكد أن الصهيونية العالمية استثمرت في الإسلاموفوبيا من خلال إنشاء الكيان الصهيوني، وعبر اللوبيات الصهيونية في أوروبا وأمريكا ووسائل الإعلام المدعومة برأس المال الصهيوني.
وأكد الدكتور الأنصاري أن ما حدث في غزة في 7 أكتوبر 2023 تحت مسمى «طوفان الأقصى» قد هز هذه المنظومة التي تستفيد من الإسلاموفوبيا وتستثمر فيها.
وأشار إلى أن هناك تحولات حقيقية تجسدت في مواقف العديد من الدول تجاه القضية الفلسطينية، مثل جنوب أفريقيا، وكذلك في قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي تجرم رموز الكيان الصهيوني. كما لاحظ تغيرًا في المزاج العام للمواطنين في أوروبا تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.وحث الدكتور الأنصاري على ضرورة التركيز على ملفات إسلامية لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، والبحث في جذور ظاهرة الكراهية وأسبابها. كما دعا إلى إعداد دراسات مشتركة مع جامعات مرموقة في الغرب تركز على قضايا تفصيلية تتعلق بالإسلاموفوبيا

د. عصام البشير: توجد انتقائية غربية في التعامل مع الدين

قال الدكتور عصام البشير إن الصورة التي قدمها الغرب كأداة للتنوير المعرفي والقيمي قد انحسرت ويظهر ذلك في عدة مظاهر، وأن المظهر الأول يتجسد في انهيار القيم وانتقائية التعامل مع الدين، وأشار إلى أن من فجر أوكلاهوما لم ينسب فعله للمسيحية، والذي قتل رابين كان يهوديا ولم ينسب فعله إلى الدين اليهودي، ولكن الفعل الذي ينسب إلى بعض من ينتسب إلى الإسلام ينكره المسلمون عامتهم وخاصتهم وينسب إلى الدين في أصله ونصه، وأن هذا السلوك يبين انتقائية التعامل مع الدين والأشياء.
ولفت إلى أن هذه الانتقائية كشفت سوءة الحضارة الغربية، والغرب الذي ساند الدول التي تقمع شعوبها، وهذا أمر الحديث فيه يطول، لافتاً إلى أن الفكر الاستشراقي شوه الإسلام ولعب دورا سلبياً في تنامي «الإسلاموفوبيا».
وتابع: إذا نظرنا إلى الغرب كمفاهيم وحضارة وصناعة وابتكارات يمكن أن نستفيد منها، وتناول قضايا المسلمين الذين توجهوا وسكنوا الغرب، وإنهم انتموا إلى الغرب من زاويتين الأولى زاوية الدين والثانية زاوية المواطنة مبينا أنه لا تعارض بين النظرتين.

د. بلال بارودي: «طوفان الأقصى» يعرف العالم بقيم التضحية

أكد فضيلة الدكتور بلال بارودي – شيخ قراء طرابلس وأمين الفتوى بها – لبنان – أن الاسلاموفوبيا ليس ناشئة اليوم أو الغرب، وإنه ناشئة فرعون، وأنه الأساس والنموذج الأكبر في الصد عن سبيل الله، وهو الذي أطلق الاخافة من الحق عندما قال كما جاء في القرآن الكريم «وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ».
ونوه بأن «طوفان الأقصى» أقعد العالم كله على مقاعد الدراسة من جديد، ليتعلم من هؤلاء الأطفال قيمة الحب والمشاعر والصبر والمجاهدة والتضحية والاستشهاد في سبيل الله، وأعاد البشرية إلى هيئتها وفطرتها، وأنهم مهما حاولوا فالأحداث ستأتي دائماً على عكس ما يريدون.
ولفت إلى أن حذر الطغاة بأن يعلم الناس الحق، وديدنهم بأن يبعدوا الناس عنه، وأن هدف العلماء في مؤسساتهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ. وأن هدف المؤسسات العلمية الأساسية أن تجعل للإسلام بريقه الأول، بمحو كل تأويل جاهل يشوش الإسلام في نفوس سامعيه، لأن من مقاصد الدين أن يسمع الناس الحق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق