تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، في حلقة اليوم من برنامج “نور الدين والدنيا” عن قضية الخلق والتسيير والتخيير، وذلك ردًا على سؤال إحدى الفتيات: “لماذا وضعنا الله في اختبار وهو يعلم النتيجة مسبقًا؟”
وأوضح جمعة أن الله خلق الإنسان تكريمًا له، مشيرًا إلى أن لله أكثر من 240 صفة وردت في القرآن والسنة، ومنها الكرم والرحمة والسعة.
وأضاف أن الله جعل الملائكة يسجدون لآدم رغم أنهم “لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”، مما يدل على مكانة الإنسان وتكريمه.
وأكد جمعة أن الله منح البشر حرية الاختيار ليعبدوه ويعمروا الأرض، لكن بعض الناس يرفضون الالتزام بالتكليفات الإلهية مثل الصلاة أو تجنب الظلم والفساد، رغم أن هذه الأحكام تهدف إلى صلاح الإنسان وسعادته.
أخبار تهمك
أحكام زكاة الفطر 2025.. الإفتاء توضح قيمتها وآخر موعد لإخراجها
الكابينت الإسرائيلي يبحث تطورات صفقة التبادل مع حماس وسط خلافات سياسية
وأشار إلى أن الحياة الدنيا قصيرة جدًا مقارنة بالآخرة، مستشهدًا بقوله تعالى: “قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين. قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم.”، لافتًا إلى أن الهدف من الخلق هو تحقيق العبادة، تزكية النفس، وبلوغ الجنة.
كما شدد على أن مفهوم القبر يحمل جانبًا من الرحمة، حيث يكون “روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار”، إلا أن الناس يركزون فقط على الجانب المخيف ويتناسون الرحمة الإلهية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن السعادة الحقيقية تكمن في طاعة الله وذكره، مستشهدًا بقوله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب.”، موضحًا أن الله خلق الإنسان ليكرمه، وليجري عليه صفاته من رحمة وعفو وصفح، لكنه في الوقت ذاته شديد العقاب لمن يفسدون في الأرض ويفتكّون بالعباد.
0 تعليق