دوخيني.. يا لمونة..!

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
لعبة شعبية قديمة كان يقوم بها الأطفال إما بشكل جماعي أو فردي، حيث يقومون بالدوران حول أنفسهم أو من خلال إمساكهم بأيدي بعضهم البعض والاستمرار في الدوران إلى أن يصلوا لمرحلة الشعور بالدوخة، مرددين عبارة (دوخيني يا لمونة.. دوخيني) ثم أصبحت هذه العبارة تعبر عن السعي الحثيث للحصول على مصلحة للشخص ويكون هذا السعي مستمرا وفي الغالب لا يعود على صاحبه بفائدة، تماما كالدوران في تلك اللعبة الشهيرة.

بعد أن وصلنا إلى قمة الخدمات الرقمية الالكترونية، وبعد أن أصبحت هناك شبكة متكاملة مترابطة معلوماتية لكل جوانب حياتنا، إلا أننا ما زلنا نمارس تلك اللعبة حتى نحصل أو لا نحصل على الخدمة التي نسعى لها، سواء كان السبب عائدا لعدم وجود قنوات ربط بين القطاعات.. أو للحرص والحذر من كل جهة في أن تقع عليها المسؤولية منفردة دوناً عن بقية القطاعات في حالة أصدرت قبولا أو موافقة مباشرة لتقديم الخدمة، والمحصلة عدم تقديم الخدمة أو تقديمها في وقت متأخر، وإن كان هذا التأخير مترتبا عليه إعاقة حقيقية للاستفادة من الخدمة.

خلال سعيي للحصول على تصريح ورخصة لعمل محدد الوقت والمكان والآلية للتنفيذ.. اضطررت إلى المرور بأكثر من جهة صاحبة قرار، وللإنصاف لم أجد في طريقي من يجعل من مهمتي أمرا مزعجا في طرق التعامل والتفاعل، على العكس تماما فقد كان هناك تعامل يتسم بالرقي والتفهم لحاجتي من الجميع بلا استثناء، بل إن الأغلب كان يتفاعل معي بوضع مقترحات وحلول لأتمكن من الحصول على ذلك التصريح، إلا أن جميع الزيارات أو أغلبها كانت تنتهي بعبارة (روحي للإدارة الفلانية موضوعك عندهم) لأنتقل للإدارة الفلانية ويعاد شريط الأحداث من جديد وتبتدئ مسيرتي في رحلة الشرح والتوضيح وفتح الملفات التي معي، ويستمر الدعم اللفظي معي وأنتهي بالعبارة السابقة نفسها.

لست من النابغين في معرفة الطرق الالكترونية والحاسوبية في دمج معلومات الأفراد ضمن قاعدة بيانات تخصص لكل فرد من أفراد المجتمع، ولا أدري كيف هي الطريقة إلا أنني متيقنة أن هناك حلا تقنيا يربط بين القطاعات عند الحاجة إلى خدمة عميل ما دون الطلب منه أن يراجع (شباك 10) بطريقة جديدة، خاصة عندما يكون هناك علاقة بين أكثر من جهة لتحقيق هدف واحد يربطهم ببعضهم.

أبشركم.. حصلت على ما أريد أخيرا ولله الحمد مع اختلاف بسيط جدا.. وهو أن التاريخ الذي تم تحديده للحصول على الخدمة مر عليه أكثر من عشرة أيام، وبعد المباركة بالحصول على رخصتي يجب علي أن أعيد صياغة الطلب بالتواريخ الجديدة بعد أن كلفني الأمر خسارة مالية ونفسية وتسويقية مدتها أكثر من عشرة أيام، على أمل أن هذا التعديل لا يكلفني خسارة عشرة أيام أخرى أو أن أفاجأ بصوت الفنان محمد عبده وهو يردد "ومن العايدين ومن الفايزين.. إن شاء الله" معروف.. بعد العيد ما ينفتل كعك.. الله يبارك فيما تبقى من رمضان ونقول "جبرنا".

eman_bajunaid@

أخبار ذات صلة

0 تعليق