مختصر مفيد
عانى اليمن من حروبٍ أهلية متواصلة، ففي شمال البلاد حين كان التيار الديني مسيطراً، وفي الجنوب كان النظام علمانيا ماركسيا، واصطدم الجانبان فاندلعت حروب أهلية في 1972 و1979.
ثم ظهرت سلسلة من الحكومات اليمنية الفاشلة في السبعينيات والثمانينيات، ودخلت البلاد في حرب أهلية خلال سنوات التسعينيات، وفي الشمال شعرت جماعة الحوثيين (نسبة لزعيمهم حسين الحوثي، وهم من طائفة الزيديين، وعددهم أقل من نصف سكان اليمن)، أن حكومتهم لا تكترث لأحوالهم وجعلتهم على الهامش.
ولما ظهر ما يُسمى "الربيع العربي" عام 2011 تشجع الحوثيون فأقاموا دويلة خاصة بهم في صعدة بشمال اليمن لها أجهزة تنفيذية، ومدارس وشرطة خاصة، بل تمادوا وطالبوا بتغييرالحكومة اليمنية، ولم يكترثوا للخسائر البشرية والمادية المترتبة على تصرفهم الخطير، فيما اقترحت عليهم الحكومة إقامة نظام فيدرالي، لكن الحوثيين رفضوه، لأن النظام سيمنحهم منطقة مواردها قليلة، ولا منفذ لهم على البحر، كما يحرمهم من مناصب حكومية.
حمل الحوثيون السلاح وأطاحوا حكومة اليمن الشرعية، التي انتقلت الى عدن، واحتلوا صنعاء، والوزارات ومباني رسمية والمطار والقواعد العسكرية، وسيطروا على ثلاث مدن في غرب اليمن هي صعدة في الشمال، وصنعاء في الوسط، وتعز في الجنوب، وامتدت سيطرتهم الى ساحل البحر الأحمر، فاحتلوا ميناء الحديدة، واستخدموه لتهريب الأسلحة المرسلة إليهم من إيران، وهم لا يملكون خطة لحكم اليمن ولا أجندة سياسية.
حكومة اليمن الشرعية طلبت مساعدة دول الجوار، فشكلت السعودية تحالفاً في مارس 2015 ضم قوات عربية اشتركت في معارك ضد الحوثيين، ثم أخذ الحوثيون يهاجمون سفن التحالف في البحر الأحمر بصواريخ إيرانية الصنع، وأطلقوا صواريخ باتجاه مدن سعودية، خلال فترات زمنية متتالية، كما رفضوا وساطة الأمم المتحدة لتحقيق السلام في المنطقة.
في 9 أبريل 2020، تقدمت السعودية بمبادرة لوقف إطلاق النار، لكن الحوثيين ما انفكوا يستخدمون طائرات الـ"درون" لقصف بعض المدن السعودية في المنطقة الشرقية والرياض، وفي 22 مارس 2021 تقدمت السعودية بمبادرة سلام لوقف الحرب في اليمن، حظيت بترحيب عالمي، فالسعودية دولة محبة للسلام، لكن الحوثيين لم يكترثوا لذلك، وقصفوا أبوظبي يوم 17 يناير 2022 ما أسفرعن وقوع قتلى وجرحى. وعندما شنت "حماس" هجوما ضد اسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، دمرت اسرائيل قطاع غزة وقتلت الآلاف من الفلسطينيين، فأخذ الحوثيون يهاجمون السفن الاسرائيلية والاميركية بطائرات "درون"، وخشيت السفن الأجنبية من القتال في باب المندب للعبور منه الى قناة السويس، واختارت الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا، وهنا تضررت مصر بشدة، فخسرت نحو 800 مليون دولار كل شهر، كانت تدر على مصر من عبور السفن قناة السويس، وبالأمس أمر الرئيس الأميركي ترامب بقصف معاقل الحوثيين.
الحوثيون عصابة جهلة، وحمقى، دمروا بلادهم، أما كان الأجدر ان يفكروا في إعادة بناء بلدهم بأموال خليجية؟
إلى هذه الدرجة هم أتباع لإيران، التي أضاعت هي الأخرى فرصة تنمية وضعها الداخلي باستثمارات من دول الخليج واميركا وأوروبا، أفضل من تبني أفكار العصور الوسطى المتخلفة؟
0 تعليق