لست هنا لأقرر مسألة فقهية، لكن لأقرر مسألة أمنية، ذات بعد عقائدي، لذلك سأطرح هذا السؤال: لماذا يمتنع بعض أئمة المساجد عن الدعاء لولي الأمر، ولماذا يعتذر بعض أئمة المساجد عن خطبة الجمعة، إذا كانت تحض على طاعة ولي الأمر؟
ولماذا لا نسمع في دروس المساجد الحض على السمع والطاعة لولي الأمر (إلا نادراً وعلى استحياء)، أليس في صلاح ولي الأمر صلاحاً للأمة؟
لنفترض أن حاكماً ما جائر، فهل من الحكمة أن نبتهل إلى الله أن يلهمه الرشد، أم ندعو عليه ليزداد جوراً، فيلحق الشعب جراء ذلك عنت ومشقة؟
إن العقل الصحيح، بل والنص الصحيح يقول إن الدعاء بالخير والهداية يجوز حتى للكافر المشرك. فقد "قَدِمَ طُفَيْلُ بنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وأَصْحَابُهُ علَى النبيِّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ دَوْساً عَصَتْ وأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا. فقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ. قالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً وأْتِ بهِمْ". (الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري".
ففي هذا الحديث الصحيح نجد أن النبي صلوات ربي وسلامه عليه دعا بالهداية لقبيلة دوس التي لم تسلم بعد.
فهذا واضح لمن يحفل ويعمل بأحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكذلك ما نقل عن أئمة السلف، كأحمد بن حنبل والفضيل بن عياض (رضي الله عنهم) في الدعاء لولي الأمر بالصلاح.
ولكن لماذا يمتنع بعض أئمة المساجد عن هذه الفضيلة، وفي الوقت نفسه يروجون للأفكار الانقلابية، ويسممون أفكار الشبيبة ضد دولهم وحكوماتهم؟
نحن بحاجة إلى أمن فكري وقائي يقوم على منع ذوي الأفكار الانقلابية من بث سمومهم، لكن لكي نعالج الموضوع من جذوره علينا أن نتساءل، من يعين هؤلاء مروجي الافكار الانقلابية في هذه الوظائف الموجهة لأفكار الشباب، ومن يحميهم ويتستر عليهم؟ رغم الشكاوى المتكررة؟
من المستفيد من هذه الأبواق التي تزرع الفتنة والضغينة، أليس هنالك حل جذري لذلك؟
ارحمونا يا مسؤولين من مروجي الفتن ومسممي الأفكار.
هذا ما يتمناه كل كويتي غيور على أمن واستقرار الكويت.
كاتب كويتي
0 تعليق