محليات
0
رؤية تربوية حكيمة تنبض بالإنسانية..
❖ عمرو عبدالرحمن
■ تخفيف الدوام.. قرار بسيط بأثر عظيم لصالح الطلبة والمعلمين
■ «هلُمّوا إلى ظله».. رمضان بمنهج تربوي يعزز القيم
■ إجازة العيد.. لمسة وفاء وتقدير لجهود الطلبة والموظفين
في فسحة من الزمن تتباطأ فيه وتيرة الحياة، ويخفت فيه صخب الأيام أمام سكينة شهر تتنزل فيه الرحمة وتزهر الأرواح بالسكينة، بزغت في سماء التعليم مبادرات تنضح بالحكمة، وتنبض بالإنسانية، قادتها وزيرة آمنت أن التربية ليست حقلًا للمناهج فقط، بل أرضاً للرحمة تُسقى بفكر نيّر، وتُروى بعدل ينبض بوجدان المجتمع. هي سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، التي أعادت في رمضان ترتيب المشهد التربوي، لا بأوامر صارمة، بل بقرارات تُلامس القلب قبل أن تُدوّن في الأوراق.
فبين تخفيف لأعباء الدوام، وإطلاق لحملة تُعيد للمدرسة روحها الإيمانية، ورسالة تخاطب الأرواح لا العقول فحسب، ولفتة كريمة تُهدي العاملين إجازة تليق بعطائهم، رسمت سعادتها لوحة من التوازن الفريد بين العمل والعبادة، وبين التعليم والقيم، لتؤكد أن الوزارة في عهدها ليست مجرد إدارة، بل نبض مجتمع، ومرآة حضارية تعكس وعي القيادة وعمق رسالتها.
- الدوام الرمضاني.. حينما تُجبر الخاطر
منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل، لامس قرار تخفيف ساعات الدوام المدرسي مشاعر الأسر، ووجدان المعلمين والطلبة على حد سواء. فقد أُعلن أن دوام الطلبة سيبدأ من الثامنة والنصف صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا، فيما يمتد دوام الهيئات التدريسية والإدارية حتى الثانية عشرة والنصف.
قرار بسيط في مظهره، عظيم في أثره، انطلقت إثره موجة إشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان بليغ: «لولوة الخاطر جبرت الخاطر». فقد رأى فيه الناس تجسيدًا لإنسانية المنصب، وتعبيرًا صادقًا عن فهم عميق لاحتياجات المجتمع التربوي في شهر الطاعة. فكانت الساعات المخففة بمثابة نسمة لطف في أيام الصيام، تهيئ بيئة أكثر هدوءًا وصفاءً للتعلم والتدريس، وتحفظ التوازن بين التحصيل العلمي والصفاء الروحي.
- «هلُمّوا إلى ظله».. رمضان بمنهج تربوي
وفي بادرة فريدة، أطلقت سعادة الوزيرة حملة رمضانية استثنائية تحت عنوان «هلُمّوا إلى ظله»، لتجعل من هذا الشهر محطة للتزكية لا للراحة فقط، ومحضنًا تربويًا متكاملًا يعزز القيم الروحية في النفوس الصغيرة قبل الكبيرة.
امتدت أنشطة الحملة إلى كل ربوع المؤسسة التعليمية، بالتعاون مع نخبة من الجهات الوطنية الرائدة كوزارة الأوقاف وقطر الخيرية وكتارا، متوجة بمحاضرات نوعية بدأتها بلقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس، أعقبه لقاء إيماني باللغة الإنجليزية مع الدكتورة هيفاء يونس، في تنوع ثقافي يُبرز التعدد والانفتاح داخل المنظومة التربوية. لقد كانت الحملة أكثر من نشاط دعوي؛ كانت دعوة للاستظلال تحت معاني الرحمة، وتعزيز روح الجماعة، وربط العلم بالإيمان، والفكر بالقلب.
- رسالة الوزيرة.. حينما تُصبح القيادة قُدوة
ومع إشراقة أول أيام الشهر الكريم، خاطبت سعادة الوزيرة الميدان التربوي برسالة وجدانية حملت في طياتها نفحات الإيمان، وأعادت تعريف القيادة بأنها ليست سلطة بل قدوة. قالتها بلسان العارف بقيمة رمضان: «إن القيادة تأثير وإلهام»، داعية الجميع إلى استلهام قيم العطاء والتسامح، مستشهدة بحديث المصطفى ﷺ: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس». هكذا أرادت أن يكون كل تربويّ في قطر منار هداية، يزرع بذور الخير في العقول والقلوب. الرسالة لم تكن خطاب تهنئة فحسب، بل كانت خريطة قيم، تبث في نفوس العاملين في الميدان الإصرار على صناعة جيل متعلم، متمسك بهويته، ومستنير بروح رمضان النقية.
- لمسة وفاء للجهود الصادقة قبل العيد
ولم تغفل الوزارة الجانب النفسي والمعنوي في ختام الشهر، حيث أعلنت عن منح إجازة لطلبة وموظفي المدارس الحكومية يومي 26 و27 من رمضان، ليقضوا أيام العيد في دفء أسرهم، شاكرة جهودهم طوال أيام الصيام.
كان القرار بمثابة تتويج لمسيرة التكافل التي أرستها سعادة الوزيرة خلال الشهر المبارك؛ تثمينًا للجهد، واعترافًا بجميل العطاء، ولمسة حانية تُعيد التوازن بين متطلبات الواجب وحقوق الإنسان.
- رؤية قيادية.. تصنع فرقًا
لقد أظهرت هذه المبادرات، بكل ما حملته من إنسانية وحكمة، أن التربية ليست تلقينًا للمعلومات، بل رعاية للنفوس، ومراعاة للظروف، وتنمية للوجدان. لولوة الخاطر، لم تضع فقط جدول رمضان المدرسي، بل وضعت خريطة طريق تربوية جديدة، أساسها الرحمة، وغايتها بناء جيل وطني ناضج، يعرف كيف يوازن بين الروح والعقل، وبين الواجب والوطن، وبين رمضان والتعليم. فهنيئًا للميدان التربوي بقيادةٍ تُحسن السمع لقلب المجتمع، وتبادر بالفعل قبل القول.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق