محليات

0

د. عايش القحطاني

❖ محمد الجعبري

أكد الداعية الشيخ عايش القحطاني أن العمل الخيري في الإسلام ليس مجرد فعل اختياري، بل هو ركن أساسي من أركان الإيمان ووسيلة لتقوية العلاقة بين العبد وربه، لافتاً إلى أن الإسلام يعتبر العمل الخيري من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.

جاء ذلك خلال محاضرته بمجمع «حياة بلازا»، ضمن فعاليات ليالي الخير التي تقيمها قطر الخيرية خلال شهر رمضان الكريم، بالتعاون مع حياة بلازا، حيث تناول الدكتور عايش القحطاني قيمة العمل الخيري وأنواعه، كما قام بشرح آثاره الدينية والنفسية والاجتماعية على فاعل الخير، مستدلا في جميع حديثه بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية المطهرة. وأشار خلال المحاضرة إلى أن العمل الخيري غير مقتصر على العطاء المادي فقط، بل يمتد ليشمل كل فعل يسهم في تحقيق الخير للآخرين، سواء كان ذلك بالكلمة الطيبة، أو الفعل الحسن، أو تقديم المساعدة المادية، أو المعنوية، مشيراً إلى قول النبي ﷺ: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» (رواه الترمذي)، ليؤكد أن الخير قد يكون في أبسط الأفعال.

وأضاف: إن العمل الخيري ليس مجرد فعل عابر، بل هو قيمة إنسانية نبيلة، وجوهر أساسي في بناء المجتمعات المتماسكة، كما أنه تعبير صادق عن التراحم والتكافل، ووسيلة فعالة لتحقيق العدالة الاجتماعية. و أوضح الداعية الإسلامي أن القرآن الكريم قد حث على العمل الخيري في آيات عديدة، مؤكدًا على أهميته وفضله، ذاكراً فضل الإنفاق في سبيل الله: . كما بين الشيخ أن إطعام الطعام يعتبر من أحسن أعمال الخير، حيث قال تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا» (الإنسان: 8-9)، لافتاً إلى أن هذا العمل يشمل أيضاً الصدقة، حيث قال تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (التوبة: 103).

    - العمل الخيري في السنة النبوية

وعن السنة النبوية المطهرة وحضها على العمل الخيري، أكد القحطاني أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حث على العمل الخيري في أحاديث كثيرة، مبينًا فضله وأجره، ومنه التصدق والذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (صحيح مسلم).

ولفت إلى أن العمل الخيري يشمل إغاثة الملهوف، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» (صحيح مسلم). وذكر خلال المحاضرة أن أنواع العمل الخيري تشمل السعي على الأرملة والمسكين، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر» (صحيح البخاري).

    - تأثير العمل الخيري

وتناول فضيلته جانبا مهما من جوانب العمل الخيري وهو تأثير العمل الخيري على الفاعل، مشيراً إلى أن تأثير العمل الخيري يشمل أربعة جوانب، وهي: الجانب الديني، مشيراً إلى أن العمل الخيري عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله، ويحظى بثوابه العظيم، . وذكر د. القحطاني أن الجانب الثالث من تأثير العمل الخيري هو الجانب الاجتماعي، حيث يعزز العمل الخيري التكافل الاجتماعي، ويساهم في حل المشكلات الاجتماعية، ويقوي الروابط بين أفراد المجتمع، كما انتهى الشيخ إلى الجانب الأخير من تأثير العمل الخيري، ألا وهو الجانب الاقتصادي، حيث يساهم هذا العمل في تحسين الظروف الاقتصادية للمحتاجين، ويدعم التنمية المستدامة.