يقول الرِّوائيُّ والسِّينمائيُّ والمخرجُ إبراهيم عباس: الحقبة التي تمرُّ بها المملكة حاليًّا ذهبيَّة بجميع المقاييس، بداية من عهد خادم الحرمَين الشَّريفين الملك سلمان، وسمو ولي العهد الذي قاد تغييرًا كبيرًا، وحِراكًا نهضويًّا عملاقًا ليس فقط في المملكة، وإنَّما امتدَّ في جميع أنحاء العالم، ونوَّه بالتَّمكين والتَّهيئة لجميع طوائف وشرائح المجتمع؛ كي يُخرج أروع ما لديه، لاكتشاف مواهب سعوديَّة كانت مختفية».
وأضاف: «هذا التَّغيير الذي قاده سموُّ ولي العهد أثبت أنَّ المجتمع السعوديَّ لديه الشَّغف، فهو عاشق للفن، ورأينا حِراكًا فرديًّا ومجتمعيًّا ومؤسَّسيًّا، أدَّى إلى النهوض بالفن في المملكة، إلى جانب المشروعات والمؤسَّسات العملاقة التي قامت الدولة بإنشائها، ويشهد بها العالم كله.وأكَّد أنَّ المملكة -اليوم- أصبحت قِبلةَ العالم ثقافيًّا وفنيًّا وإبداعيًّا وإلهاميًّا؛ ممَّا يشعرنا بالفخر والتَّحفيز داخل المملكة وخارجها.
واستعرض عباس تجربته الشخصيَّة بهذا الشأن قائلًا: «هناك فرق هائل بين ما قبل عهدنا الحالي الزَّاهر، وما بعده وتجربتي «حوجن» خير مثال، ففي عام 2013 قامت مجموعة محدودة بمهاجمتي، رغم أنَّ روايتي كانت مفسوحةً، وقد حصلت على كلِّ الدعم والتَّشجيع، إلى أنْ تحوَّلت تلك الرواية من مصدر للهجوم إلى علامة وطنيَّة فارقة في الحِراك الثقافيِّ والفنيِّ كأوَّل فيلم فانتازيٍّ سعوديٍّ، لاقى صدى وترحابًا كبيرين، وتم اختياره الفيلم الافتتاحي لمهرجان البحر الأحمر»، واختتم قائلًا: «إنَّ الأصوات التي كانت تزايد على المبدعين، وتصادر فكرهم قد خفتت، بل لم يعد لها وجود، وذلك بفضل رؤية سمو ولي العهد».

النهوض بالأدب
وأوضحت الشَّاعرة الدكتورة هند المطيري الأستاذةُ في جامعة الملك سعود قائلةً: «يتمتَّع الأديبُ والمثقفُ السعوديُّ -اليوم- بكثيرٍ من المزايا التي حقَّقتها له رُؤية المملكة 2030، فبعد إنشاء الهيئات، ومنها هيئة الأدب والنشر والترجمة»، تم استحداث البرامج الفاعلة لخدمة الأدباء والمثقفين، كما حرصت على وضع التَّنظيمات والتَّشريعات لحفظ النتاج الأدبيِّ، واستحداث التَّصنيفات المهنيَّة للأدباء بحسب مواهبهم، فضلًا عن رصد الجوائز التشجيعيَّة.
وبيَّنت دور سموِّ وليِّ العهدِ الأمير محمد بن سلمان في الارتقاء بالأدبِ قائلةً: «ليسَ غريبًا أنْ يرتقي الأدبُ السعوديُّ إلى مصافِّ الآدابِ العالميَّةِ، ما دام عرَّابُ الرُّؤيةِ الطَّموح الأمير محمد بن سلمان، هو مَن يرعى كلَّ تلك البرامج الثقافيَّة، والعطاءات الوطنيَّة، وهو المثقَّف ابن المثقَّف، وهنا تُؤتي الثقافة ثمارها، وينال الأدب والأدباء ما يستحقُّونه من مكانة بين الأمم».
إستراتيجيَّات رُؤية المملكة
من جانبه، قال المستشار الثقافي والإعلامي بوزارة الثقافة الشَّاعر محمد عابس: السعوديَّة شهدت نهضةً كُبْرى، وانطلاقةً عظيمةً، وتوجُّهًا سديدًا نحو التَّجديد والتَّطور والتَّحديث، وقراءة الواقع، والتغلُّب على التحدِّيات، والذهاب بكفاءة عالية نحو المستقبل، وتمثَّل ذلك في مضامين رُؤية السعوديَّة 2030، وعرَّابها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان».
كما تحدَّث عابس عن أهداف وإستراتيجيَّات رُؤية المملكة 2030، وقال: إنَّ إنشاءَ وزارةٍ مستقلَّةٍ للثقافةِ أسهمَ في تكريسِ الدعمِ وإعطائه أبعادًا كبيرةً من خلال ثلاث عشرة هيئةً يقوم كلٌّ منها بأدوارِه، بجانب مجمع الملك سلمان للُّغة العربيَّة، ومؤسَّسة مسك، ومكتبة الملك فهد الوطنيَّة، وقد رأينا وتابعنا السنوات القليلة الماضية عشرات المهرجانات، والمؤتمرات، والمعارض الدوليَّة، والنَّدوات، والفعاليَّات المتنوِّعة في مواسم المملكة، وعلى مدار العام كمهرجان البحر الأحمر للسينما، ومهرجان المسرح، وجائزة وزارة الثقافة، ومهرجان الأفلام، والقناة الثقافيَّة، وملتقى الأدباء، ومهرجانات الشعر، والأسابيع الثقافيَّة الدوليَّة، ومعارض الكتب، كما تمَّ توسيع دوائر الانتشار والتأثير بالوصول إلى تجمُّعات النَّاس في السَّاحات العامَّة والمقاهي، ونوَّه بإنشاء صندوق خاص لدعم المشروعات الثقافيَّة، والابتعاث الثقافيِّ، والمسارح والسينما، وبيوت الثقافة، والمتاحف، والفرق الفلكلوريَّة والمسرحيَّة والموسيقيَّة، وفي مقدِّمتها الأوركسترا السعوديَّة، وصالات الفنون التشكيليَّة، كما تم الاهتمام بما يعزِّز الرُّؤية البصريَّة ضمن برنامج نور الرياض وغيرها.
وكل ذلك يصبُّ في أحد جوانب الرُّؤية وأعني جودة الحياة؛ ليجد الإنسان المواطن والمقيم والزَّائر احتياجاته الأدبيَّة والثقافيَّة والفنيَّة، ونوَّه بالمشروعات الجاري العمل عليها حاليًّا، ومنها دار الأوبرا، والمعهد الملكي للفنون.
صاحب الأثر الاستثنائي
وفي ذات الشأن، تحدَّث المخرج والممثِّل مالك نجر قائلًا:» لا يخفَى على أحدٍ أنَّ الأميرَ محمد بن سلمان غيَّر المشهدَ الثقافيَّ والفنيَّ بشكلٍ جذريٍّ، بفضل رُؤيته الطَّموحة 2030، ولعلَّ أكثرَ شيء لافت للانتباه، هو قفزةُ السينما، التي كانت غائبةً تمامًا، وصارت -اليوم- تشارك في المهرجانات العالميَّة، وتفتح فرصًا كبيرةً للشَّباب في الإخراج، والإنتاج، والتَّمثيل، ليس هذا فحسب، بل صارت السينما مصدرَ دخلٍ اقتصاديًّا مهمًّا، إلى جانب دورها في نشر ثقافتنا للعالم، وأضاف: «هذا كلُّه بفضل الأمير محمد بن سلمان مهندس فكرة إنشاء وزارة الثَّقافة، وأعتقدُ أنَّها خيرُ شاهدٍ على كونه سيظلُّ صاحب الأثر الاستثنائيِّ في مسيرة الثقافة السعوديَّة».
واختتم المخرج مالك نجر كلامه -متحدِّثًا عن دعم الدولة للمرأة-: «لقيت المرأة السعوديَّة دعمًا كبيرًا، فأصبح لديها فرصة تعبِّر بها عن نفسها في المجال الثقافيِّ والفنيِّ؛ ممَّا أدَّى إلى تشجيع مجموعة من المواهب النسائيَّة التي بدأت تبرز محليًّا وعالميًّا؛ ممَّا يعكس هويَّتنا الوطنيَّة بشكل جميلٍ ومؤثِّرٍ.
0 تعليق