أميركا تشكر السعودية وتتعهد مواصلة الجهود لتحقيق تسوية دائمة للصراع... وبريطانيا ترحب بمحادثات الرياض

الرياض، واشنطن، عواصم - وكالات: أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا في السعودية على هدنة في البحر الأسود، ووضع آليات لتنفيذ حظر استهداف البنية التحتية للطاقة، و​أفاد البيت الأبيض في بيانات منفصلة، بأن ثلاثة أيام من المحادثات الفنية في السعودية مع فرق من روسيا وأوكرانيا أسفرت عن اتفاقات لضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، مضيفاً أن الجانبين اتفقا أيضاً على منع استخدام الشحن التجاري لأغراض عسكرية، ووفق البيانات، ستساعد الولايات المتحدة في استعادة روسيا قدرتها على النفاذ إلى السوق العالمية للصادرات الزراعية والأسمدة وخفض تكاليف التأمين البحري وتعزيز الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع لمثل هذه المعاملات، وأشار البيت الأبيض إلى أن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على العمل مع الولايات المتحدة بشأن التدابير اللازمة لعقد هدنة حيال استهداف البنية التحتية للطاقة، قائلا: "نشكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لجهوده في تسهيل المحادثات مع أوكرانيا"، بحسب البيان. وبيّن أن واشنطن وكييف ترحبان بالدور الذي قد تقوم به دول ثالثة للمساهمة في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالطاقة والملاحة البحرية، مشددا على التزام واشنطن بمواصلة الجهود الديبلوماسية لتحقيق تسوية سلمية دائمة للصراع، مؤكدا أن الرئيس الاميركي شدد على ضرورة وقف القتال من جميع الأطراف كخطوة أساسية نحو السلام.

من جانبه، أعلن الكرملين أن وفدي روسيا والولايات المتحدة اتفقا خلال محادثتهما في الرياض على ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وتسهيل وصول روسيا إلى أنظمة الدفع الخاصة بالقطاع الزراعي ورفع القيود عنها في توريد الآلات الزراعية، قائلا في بيان إن الجانبين اتفقا على تنفيذ مبادرة البحر الأسود التي تهدف إلى ضمان سلامة الملاحة ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية، مؤكدين مواصلتهما العمل المشترك لضمان السلام الدائم، وشدد البيان على التزام الجانبين بعدم استهداف منشآت الطاقة لكنه لفت إلى مراجعة هذا البند في حال إخلال أي طرف بالتزاماته، مؤكدا ترحيب موسكو وواشنطن بجهود أي دولة ثالثة تسعى لدعم تنفيذ الاتفاقيات في قطاعي الطاقة والملاحة البحرية وأن الولايات المتحدة ستساهم في تسهيل استعادة وصول الصادرات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية إلى جانب خفض تكاليف التأمين على النقل البحري وتوسيع نطاق الوصول إلى الموانئ، مشيرا إلى أن تنفيذ الاتفاقيات البحرية مشروط برفع القيود المفروضة على بنك روسيلخوز، بالإضافة إلى إزالة العقبات التي تعيق تمويل التجارة الدولية والخدمات اللوجستية للسفن العاملة في تجارة المواد الغذائية، موضحا أن دخول الاتفاقيات حيز التنفيذ سيعتمد على مدى التزام الأطراف برفع العقوبات المفروضة على القطاعات المرتبطة بها. وبينما كان الجانب الروسي قال في وقت سابق إنه لن يكون هناك بيان مشترك عقب المحادثات بسبب موقف أوكرانيا، ولم تقدم موسكو المزيد من التفاصيل، قال المسؤولون الأوكرانيون إنه لن يُسمح للسفن البحرية الروسية بالإبحار إلا في النصف الشرقي من البحر الأسود، وإذا ظهرت السفن الحربية الروسية في النصف الغربي، فإن أوكرانيا ستمارس حقها في الدفاع عن النفس.

بدورها، رحبت بريطانيا بالمحادثات التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، وقالت وزارة الخارجية البريطانية تعليقا على المحادثات "نحن على تواصل وثيق مع الولايات المتحدة وأوكرانيا عقب اختتام المحادثات في الرياض"، مشيرة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثبت بالفعل أن بلاده طرف في السلام باقتراحه وقف إطلاق نار كامل وفوري وغير مشروط، معربة عن الأمل بأن يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ذلك دون مزيد من التأخير، متوجهة بالشكر الى الولايات المتحدة على جهودها، مؤكدة مواصلة العمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين من أجل سلام دائم ومستدام.