محليات

26

❖ الدوحة - الشرق

كشفت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، عن موقف مؤثر جمعها بإحدى الطالبات اللاجئات من السودان تدعى «هبة»، وتدرس في الصف الأول الثانوي في قطر، مشيدةً بإيمانها العميق وعزيمتها في طلب العلم والقرآن الكريم، رغم ما مرت به من ظروف قاسية.

وقالت سعادة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، في منشور عبر حسابها على موقع إكس - نشرته مساء ليلة السابع والعشرين من رمضان- إن الطالبة هبة جاءت إليها في منتصف الشهر الكريم، في إحدى المساجد. ظنّت في بادئ الأمر أنها بحاجة إلى مساعدة، لكنها فوجئت بها تقول: «كم تمنيتُ رؤيتكِ لأقدّم مقترحي»، موضحةً أنها حضرت محاضرة نظمتها الوزارة بعنوان «كيف نستثمر القرآن لبناء الوعي» للدكتور نايف بن نهار، وتابعت الطالبة قائلة: «أرجوكم اهتموا بالقرآن الكريم في المناهج».

وأوضحت سعادتها أن هبة وأسرتها تمكنوا من النجاة بأعجوبة من الحرب في السودان، وقضت الطالبة سنتين خارج مقاعد الدراسة، لكن والدتها أصرت على أن تتعلم عن بُعد عبر دروس القرآن الكريم التي كانت تُبث من المدينة المنورة وتركيا، فكان ذلك «بداية الفتح» لها، على حد وصف سعادتها. وأشادت بإصرار هبة على طلب العلم والقرآن رغم المحن، مشيرة إلى أنها لا تعيش كضحية، بل في «جنة خاصة» من الطمأنينة الروحية والسكينة المستمدة من كتاب الله، مضيفة: «ما أتتني هبة بطلب شخصي رغم قسوة الظروف... وإن الله ليرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع آخرين».

ولفتت إلى أن الطالبة رغم انتظامها في الدراسة في قطر، لم تتخلّ عن قيام الليل، حيث تعتكف يوميًا من صلاة التراويح إلى ما بعد صلاة القيام، داعيةً الله أن يثبتها ويحفظها، وأن يكون أبناء المسلمين جميعًا على ما هي عليه من صدق وإخلاص.

وفي ختام حديثها، أثنت سعادتها على أهل السودان، قائلة: «لاحظتُ عموماً أنّ لأهل السودان عنايةً خاصة بالقرآن الكريم رغم كل الظروف... أشهد الله أنني أحب السودان وأهل السودان، رفع الله قدركم وأمّنكم في بلدكم وأعاد الديار إلى أهلها».

وختمت سعادة وزيرة التربية والتعليم منشورها بتساؤل: «ماذا ننتظر كلنا حتى نكون مثل هبة؟ الليلة ليلة ٢٧ «ليلة أمس»، فلنرِ الله سبحانه وبحمده من أنفسنا خيرًا».