غزة في العيد بين الحصار والدمار..بلا فرحة ولا لبس عيد

الفيروز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في كل عام، يترقب الأطفال في شتى أنحاء العالم قدوم العيد بفرحة كبيرة، يزينون بيوتهم ويلبسون أجمل الثياب، ويخرجون للعب والاحتفال. لكن في غزة، تبدو الصورة مختلفة تمامًا. هنا، لا تصدح أغاني العيد في الأحياء ولا تملأ المحلات بالأضواء الزاهية. غزة في العيد، بلا فسح ولا لبس عيد، غزة بلا عيد.

الظروف الاقتصادية

أزمات اقتصادية متلاحقة تتراكم على غزة، حيث يعاني أكثر من 2 مليون فلسطيني من الحصار المفروض منذ أكثر من 15 عامًا. يعيش الكثيرون تحت خط الفقر، وتزداد معاناتهم في العيد بسبب ارتفاع الأسعار، حيث لا يستطيع معظم الأسر توفير المال لشراء الملابس الجديدة أو حتى شراء مستلزمات العيد الأساسية مثل الحلويات أو الأطعمة.

غزة في العيد بين الحصار والدمار..بلا فرحة ولا لبس عيد - 5 - سيناء الإخبارية

أخبار تهمك

تقارير أمريكية: واشنطن تسعى للسيطرة على اقتصاد أوكرانيا مقابل المساعدات العسكرية - 1 - سيناء الإخبارية

تقارير أمريكية: واشنطن تسعى للسيطرة على اقتصاد أوكرانيا مقابل المساعدات العسكرية

جهود مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة قبيل عيد الفطر.. هل تثمر المفاوضات؟ - 3 - سيناء الإخبارية

جهود مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة قبيل عيد الفطر.. هل تثمر المفاوضات؟

“كل عام نأمل أن يكون العيد أفضل من الذي قبله، ولكن في كل مرة نجد أنفسنا نواجه نفس الظروف، الفقر، الحصار، والدمار”، تقول أم محمد، وهي سيدة خمسينية من سكان مدينة غزة، بينما تتحدث عن حالتها خلال العيد. “أطفالي يتمنون لو يرتدون ملابس جديدة، لكن للأسف لا أستطيع توفيرها لهم”.

الدمار المستمر

بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية، يعاني سكان غزة من الدمار الذي خلفته الحروب المتكررة. العديد من البيوت والمرافق العامة تضررت بشكل كبير، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية. حتى في الأعياد، لا يجد سكان غزة ملاذًا للترفيه أو للتسلية.

تقول سارة، إحدى الشابات التي تعيش في مخيم جباليا للاجئين: “في الأعياد السابقة، كان لدينا أمل أن نذهب إلى البحر أو نلتقي بالأصدقاء، لكن اليوم لا أستطيع حتى التفكير في ذلك. البحر بعيد، والشوارع مليئة بالخراب. لا يوجد شيء للاحتفال به.”

غزة في العيد بلا فرحة ولا لبس عيد

غزة في العيد بين الحصار والدمار..بلا فرحة ولا لبس عيد - 7 - سيناء الإخبارية

ومع أن العيد هو وقت الفرح، إلا أن هذه الفرحة تغيب عن معظم العائلات الغزية بسبب أولويات الحياة الأساسية التي تسيطر على تفكيرهم. تقول أم يوسف، وهي أم لأربعة أطفال: “في العيد، نحن بحاجة إلى أشياء أكثر أهمية من الملابس الجديدة. نحتاج إلى الغذاء، وأدوية، وأحيانًا حتى الكهرباء التي لا تأتي إلا لبضع ساعات في اليوم. العيد بالنسبة لنا أصبح يومًا عاديًا.”

تستمر الأسعار في الارتفاع بشكل غير مسبوق، إذ تسجل أسعار الملابس والأحذية الجديدة زيادات كبيرة، ويظل العديد من الأسر عاجزًا عن شراء مستلزمات العيد. في وقت تشهد فيه الأسواق المحلية ركودًا غير مسبوق، لا يجد المواطنون في غزة من يخفف عنهم عبء التكاليف.

الروح المجتمعية والأمل

غزة في العيد بين الحصار والدمار..بلا فرحة ولا لبس عيد - 9 - سيناء الإخبارية

على الرغم من كل التحديات، يظهر الجانب المشرق في غزة من خلال التضامن المجتمعي الذي يظهر في العيد. يتعاون الناس في تقديم مساعدات لبعضهم البعض، حيث يقوم البعض بتوزيع الطعام والملابس على الأسر المحتاجة. وفي بعض الأماكن، تُنظم جمعيات خيرية فعاليات بسيطة للأطفال، مثل توزيع الهدايا أو تنظيم حفلات صغيرة في المخيمات.

ويقول أبو أحمد، وهو موظف في إحدى الجمعيات الخيرية في غزة: “رغم كل شيء، يحاول الناس في غزة إظهار فرحة العيد. نوزع الهدايا والملابس على الأطفال الذين لا يستطيعون شراءها. نحاول أن نزرع فيهم الأمل، رغم أن الواقع صعب”.

إغلاق المعابر

غزة في العيد بين الحصار والدمار..بلا فرحة ولا لبس عيد - 11 - سيناء الإخبارية

مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، بات سكان القطاع يواجهون أزمة إنسانية خانقة، حيث حوّل الحصار الفرحة إلى مجاعة، وأصبحت أبسط مقومات الحياة حلماً بعيد المنال.

ففي المخيمات التي باتت ملجأً مؤقتًا لعشرات الآلاف من الأسر، تغيب بهجة العيد، فلا زينة تضيء الشوارع، ولا ضحكات الأطفال تُسمع وسط الركام، فيما تظل حرية النازحين رهينة الاحتلال، محاصرين بين مخالب التشريد وأسلاك الاحتلال الشائكة.

وفي بيوت الشهداء، تحل ذكريات الفقد مكان التهاني، فلا مجال للفرح في ظل استمرار آلة الحرب في حصد الأرواح وتدمير الأحلام. تحول العيد في غزة إلى حداد طويل، تكتسي فيه الشوارع بلون الحداد، وتُرفع أكف الدعاء لمن رحلوا تاركين وراءهم قلوبًا مكلومة وأوطانًا مجروحة.

غزة في العيد بين الحصار والدمار..بلا فرحة ولا لبس عيد - 13 - سيناء الإخبارية

في غزة، العيد بلا فرحة، لكنه يظل رمزًا للصمود في وجه الاحتلال، وإصرارًا على البقاء رغم الجراح.

ويبقى السؤال: هل ستظل غزة بلا عيد؟ وهل سيستمر الحصار والمشاكل الاقتصادية في حرمان أبناء غزة من فرحة العيد؟ الإجابة ليست سهلة، ولكن ما هو مؤكد أن أمل الفلسطينيين في غزة لا يموت. يظل الناس هناك رغم كل شيء متمسكين بحلمهم في حياة أفضل.

في النهاية، تبقى غزة في العيد صورة مؤلمة لما يمكن أن يصبح عليه الفرح حين يغيب الأمل. لكن رغم التحديات، يبقى لأهل غزة صوتهم الخاص في إظهار الإرادة والصمود. غزة قد تكون بلا فرحة، ولكنها لا تزال حية بأمل مستمر.

غزة في العيد بين الحصار والدمار..بلا فرحة ولا لبس عيد - 15 - سيناء الإخبارية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق