غداة إعلان طهران أنها ردت رسمياً على رسالة الرئيس الأميركي التي دعا فيها إلى إجراء مفاوضات، كشفت مصادر إيرانية عن المضمون.
فقد نشر مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر حسابه بمنصة إكس، اليوم السبت.
نص الرسالةوجاء نص الرسالة: "جناب آية الله خامنئي.. مع الاحترام لمكانة قيادتكم ولشعب إيران، أكتب لكم هذه الرسالة بهدف فتح آفاق جديدة لعلاقاتنا، بعيدًا عن سنوات النزاع وسوء التفاهم والمواجهات غير الضرورية التي شهدناها في العقود الماضية. لقد حان الوقت لنترك وراءنا العداء ونفتح صفحة جديدة من التعاون والاحترام المتبادل. اليوم أيضا، هناك فرصة تاريخية أمامنا.
الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادتي مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام ورفع التوتر. نستطيع معا إزالة العقوبات، وتمكين الاقتصاد الإيراني، وفتح أبواب التعاون بين بلدينا، ليس فقط لمصلحة شعبينا، بل لمصلحة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
لكنني أحذّركم، إذا رفضتم هذه اليد الممدودة، وإذا اختار النظام الإيراني مسار التصعيد، والدعم المستمر للتنظيمات الإرهابية، والمغامرات العسكرية، فإن الرد سيكون حاسما وسريعا. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات نظامكم لشعبنا أو لحلفائنا.
السلام ليس ضعفا، وإنما هو خيار الأقوياء. والشعب الإيراني شعب عظيم يستحق مستقبلا أفضل، بعيدا عن العزلة والفقر والمعاناة.
إذا كنتم مستعدين للتفاوض، فنحن مستعدون أيضًا. لكن إذا استمررتم في تجاهل مطالب العالم، فسيسجل التاريخ أنكم فوّتم فرصة عظيمة".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد الجمعة أن «أموراً سيئة» ستحصل لإيران إذا أخفقت في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي.
وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي: «أفضل إلى حد بعيد أن نتوصل لحل مع إيران.. لكن إن لم نتوصل إلى حل، فإن أموراً سيئة ستحصل لإيران»، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
تأتي تلك التصريحات فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الخميس، أن طهران أرسلت رداً عبر سلطنة عمان على رسالة ترامب التي حثها فيها على إبرام اتفاق نووي جديد.
وأضاف أن «سياستنا لا تزال تتمثل في عدم الدخول بمفاوضات مباشرة في ظل أقصى الضغوط والتهديدات العسكرية، ومع ذلك، كما كانت الحال في الماضي، يمكن مواصلة المفاوضات غير المباشرة»، حسب رويترز.
كذلك أردف: «يتضمن ردنا رسالة فصلنا فيها وجهات نظرنا حول الوضع الحالي ورسالة السيد ترامب».
ثم جدد الجمعة التأكيد على عدم التفاوض تحت التهديد والوعيد.
وكشف لأول مرة خلال تصريحات للصحافيين، على هامش إحياء «يوم القدس» أن رسالة ترامب حملت في بعض أجزائها تهديدات.
إلا أنه أكد أنه «لا يمكن التحدث مع الشعب الإيراني بلغة التهديد».
في الوقت عينه، أوضح أن بلاده سلمت ردها على الرسالة بعد دراسة دقيقة ومتأنية.
وقال: «درسنا الرسالة بدقة، وناقشنا أبعادها المختلفة، وتم نقل الرد عليها إلى الجانب الأميركي بالشكل المناسب».
0 تعليق