لقد صدمنا خبر إلقاء الشرطة القبض على أطفال يمارسون عادة "القرقيعان" في منتصف شهر رمضان المبارك.
هذه العادة الشعبية المحببة للجميع، صغاراً وكباراً، هي إرث شعبي قديم، وعادة حميدة، وهي متنفس للصغار يفرحون بها. وكذلك هي مكافأة لصيام الصغار، وتعويدهم على العبادة منذ نعومة أظافرهم.
إن إلقاء القبض على هؤلاء الأطفال، والزج بهم في السجن هو منقصة لدور وزارة الداخلية، وتنغيص لفرحة الأطفال في رمضان.
لقد كان الجميع محل امتعاض، واستنكار، واستهجان لهذا التصرف من الوزارة، وهذا الأمر أثار فضولي، وحدسي الصحافي للتحري عن الحقيقة، والواقع، لاعتقادي أن رجال "الداخلية" هم من أبناء الوطن، ويعرفون معنى "القرقيعان"، وفرحة الأطفال به.
بعد البحث والتقصي، اتضح لي من مشاهدة العديد من اللقاءات الصحافية المباشرة لبعض المنصات الإعلامية، الخاصة والعامة، أن من ألقى القبض عليهم ليسوا أطفالاً كما أشيع، بل شلة من المراهقين، والشباب في العشرينات من أعمارهم، جاؤوا من مختلف مناطق الكويت، ويقودون سياراتهم وبأعداد كبيرة الى بعض المناطق، بهدف إحداث الفوضى، والمشاكسات، وتنغيص فرحة الأطفال، وإحداث الفوضى، والضجة، والتنمر على من يوزعون "القرقيعان" وإرهابهم، محولين الفرحة الى فوضى وإزعاج، أو ما يسمى باللغة الإنكليزية "فاندالزم"، أي التخريب.
لهذا كان لزاماً على وزارة الداخلية التدخل للحد من هذا العبث والتخريب.
دكتور في القانون ومحام كويتي
0 تعليق