أشعلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرباً تجارية عالمية حيث أبدت العديد من الدول بينها حلفاء للولايات المتحدة اعتراضهم على القرار الذي اعتبروه ضربة كبرى للاقتصاد والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
وتعهّد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الردّ على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء على واردات بلاده من دول العالم معتبرا أنها «ستغيّر جذرياً» التجارة الدولية.
وقال كارني في أوتاوا «سنتصدى لهذه الرسوم الجمركية بإجراءات مضادة»، معتبرا أن الرسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات «ستؤثر مباشرة على ملايين الكنديين».
«هجوم على نظام التجارة العالمي»
من جهته، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الخميس سياسة الرسوم الأمريكية الجديدة بـأنها «هجوم» على نظام التجارة العالمي.
وقال شولتس بعد لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني في برلين «الاقتصاد العالمي بأكمله سيعاني من هذه القرارات التي لم يتم دراستها بصورة جيدة- الشركات و المستهلكون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة».
وتأتي تصريحات شولتس بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، على أن ترتفع النسبة لبعض الدول. ويواجه الاتحاد الأوروبي رسوما بنسبة 20%.
وأضاف شولتس أن الاتحاد الأوروبي مازال مستعدا للتفاوض مع واشنطن لتجنب الرسوم. وقال «نحن نركز على التعاون وليس المواجهة».
وأضاف أنه في حال دخلت الرسوم حيز التنفيذ، «سوف تتحرك أوروبا بصورة متحدة وقوية وملائمة إزاء القرار الأمريكي».
«إجراء سيّئ»
وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنّ رسوم ترامب «إجراء سيّئ»، محذّرة من أنّ اندلاع حرب تجارية لن يؤدّي إلا إلى إضعاف الغرب.
وقالت ميلوني في بيان إنّ «فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي إجراء أعتبره خاطئا ولا يصبّ في مصلحة أيّ من الطرفين. سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية ستؤدّي حتما لإضعاف الغرب لصالح جهات فاعلة عالمية أخرى».
«رد هادئ ومتزن»
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لقادة الأعمال أنه «من الواضح سيكون هناك أثر اقتصادي» جراء الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن الحكومة سوف ترد بـ«عقول هادئة ومتزنة»، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا).
وفرض ترامب رسوما جمركية بقيمة 10 % على الواردات الأمريكية من السلع البريطانية،مؤكدا فرض رسوم شاملة على الواردات من الدول عبر العالم، مشيدا بـ«إعلان الاستقلال الاقتصادي».
وقال ستارمر لقادة الأعمال في مقره بداونينج ستريت إن الرئيس الأمريكي «تصرف من أجل بلاده وهذا تفويضه. واليوم سوف أتصرف في صالح بريطانيا بتفويضي».
وأضاف أن المملكة البريطانية «مستعدة» وأن «أحد أكبر نقاط قوة هذه الأمة هو قدرتنا على الحفاظ على هدوئنا».
وقال وزير التجارة جوناثان رينولدز إن الرسوم على المملكة المتحدة «مخيبة للآمال» وبمثابة «تحد» ولكن المملكة المتحدة في «مكانة أفضل من دول أخرى إزاء ما جرى الإعلان عنه الليلة الماضية، ولكن مازلت أشعر بخيبة الأمل».
«غير مبرّرة بتاتاً»
هذا وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أنّ رسوم ترامب «غير مبرّرة بتاتاً» ومن شأنها أن تغيّر علاقة بلاده بالولايات المتّحدة.
وبعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية بنسب مختلفة على سائر شركاء بلاده التجاريين، ومن بينها أستراليا التي بلغت نسبة الرسوم على صادراتها إلى الولايات المتحدة 10%، قال ألبانيزي إنّ «هذه الرسوم ليست غير متوقعة، لكن دعونا نكون واضحين: إنّها غير مبررة بتاتا»، مشدّدا على أنّ هذه الرسوم «ستكون لها عواقب على نظرة الأستراليين لهذه العلاقة».
«المصالح الاقتصادية الطويلة الأمد.. أولوية»
وأكدت الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر التي فرض ترامب على بلادها رسوماً جمركية بنسبة 31% أنّ «المصالح الاقتصادية الطويلة الأمد للبلاد تشكّل الأولوية».
وإذ أشارت الرئيسة إلى أنّ «احترام القانون الدولي والتجارة الحرة أمران أساسيان»، لفتت إلى أنّ برن «ستحدّد بسرعة ما سيأتي بعد ذلك».
«تدابير مضادة»
وكانت الصين قد أعلنت الخميس أنها «تعارض بشدة» الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على صادراتها، متعهدة اتخاذ «تدابير مضادة لحماية حقوقها ومصالحها».
وقالت وزارة التجارة في بكين في بيان إن الرسوم الجمركية الأميركية «لا تتوافق مع قواعد التجارة الدولية وتضر بشكل خطير بحقوق الأطراف المعنيين وبمصالحهم المشروعة».
«إجراء مؤسف جداً»
وحذّرت اليابان الخميس من أنّ الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب قد تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية والمعاهدة التجارية المبرمة بين البلدين.
وأعلن وزير التجارة والصناعة الياباني يوجي موتو الخميس أنّ طوكيو أبلغت واشنطن بأنّ الرسوم الجمركية هي إجراء «مؤسف جداً».
«خطة قوية»
أما رئيس الوزراء التايلاندي بايتونغتارن شيناواترا فقد أعلن الخميس أنّ بلاده لديها «خطة قوية» للتعامل مع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على صادراتها إلى الولايات المتّحدة، مؤكدا أنّ بانكوك تأمل بأن تنجح عبر التفاوض في خفض هذه التعرفات الباهظة البالغة نسبتها 36%.
«ضربة كبرى للأعمال والمستهلكين»
وقالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الخميس إن الاتحاد الأوروبي يستعد لاتخاذ إجراءات مضادة رداً على الرسوم الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكنه مازال منفتحاً على المفاوضات.
ووصفت فون دير لاين خطوة ترامب أثناء حديثها على هامش قمة قادة وسط آسيا في أوزبكستان بأنها «ضربة كبرى للأعمال والمستهلكين في أنحاء العالم»، مضيفة أن أوروبا على استعداد للرد وحماية مصالحها.
وأضافت أن الرسوم ستؤدي لارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والأدوية والنقل بالنسبة للملايين من المواطنين، في حين سوف يرتفع التضخم ويضر بالمواطنين الأكثر ضعفا.
وأوضحت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يقوم حاليا بالفعل بوضع الصيغة النهائية لأول حزمة إجراءات انتقامية، كما أنه يعد الآن إجراءات إضافية لحماية شركاته في حال أخفقت المباحثات مع الولايات لمتحدة.
«كارثة لأوروبا والولايات المتحدة»
وأكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو اليوم الخميس أن الرسوم الجمركية الجديدة التي قررها الرئيس الامريكي دونالد ترامب تشكل «كارثة» بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة.
ونقلت محطة (بي اف ام) الاخبارية عن بايرو القول على هامش مؤتمر في مجلس الشيوخ ان «هذا القرار كارثة على العالم الاقتصادي. إنه تحد هائل لأوروبا وأعتقد أنه كارثة أيضا على الولايات المتحدة والمواطنين الأمريكيين».
وأضاف أن «فكرة أن كل منطقة من مناطق العالم الرئيسية ستنغلق على نفسها وأن الحروب التجارية ستصبح هي القاعدة الآن.. تشكل مخاطر للأسف بمرور الوقت».
واتهم رئيس الوزراء الفرنسي «حكومة الدولة الأكثر أهمية على هذا الكوكب» الولايات المتحدة ب «التحول ضد حلفائها» و«عدم التضامن معهم بعد الآن» من خلال «هذه الحرب التجارية».
«تحذير أميركي»
من جانبه، حذّر وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت دول العالم أجمع من الردّ على رسوم ترامب، وذلك تحت طائلة حدوث «تصعيد».
وقال الوزير مخاطباً قادة هذه الدول «استرخوا، تحمّلوا الضربة، وانتظروا لمشاهدة كيف سيتطوّر الوضع، لأنّه إذا ردّيتم سيكون هناك تصعيد».
0 تعليق