أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن برامج المعافاة يعد إحدى الركائز الأساسية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض في المجتمع، حيث تهدف إلى تمكين الأفراد من تبني أنماط حياة صحية وتحقيق توازن بدني، نفسي، وعاطفي. من خلال مزيج متكامل من التدخلات السريرية والمجتمعية، توفر هذه البرامج خدمات مصممة خصيصًا لدعم الأفراد في رحلتهم نحو حياة أكثر صحة وإيجابية.
ونوهت المؤسسة أنه انطلاقًا التزاماً منها بتحقيق أعلى معايير الجودة في الخدمات الوقائية، شهد عام 2024 تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ مبادرات نوعية عززت من أثر برامج المعافاة على مستوى الأفراد والمجتمع ككل.
وأكدت المؤسسة زيادة عدد عيادات الإقلاع عن التدخين لتصبح متاحة في 17 مركزًا صحيًا مختلفًا، وشهدت زيادة في عدد المواعيد المطلوبة، مما يعكس التفاعل المجتمعي الكبير ومعرفة الأفراد المتزايدة بالخدمة المقدمة.
 لافتة إلي أن برنامج «الاقلاع عن التدخين « يخطط لإطلاق تطبيق على الهواتف الذكية ويهدف لمساعدة المرضى في متابعة خطة العلاج والحصول على استشارة عاجلة عند الحاجة، ويُطلق على التطبيق اسم «TASMU للإقلاع عن التدخين» وهو في مراحله النهائية من التطوير.

وأكدت الدكتورة وضحى الباكر، مدير إدارة برامج المعافاة واستشاري أول في طب المجتمع، في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن النجاحات التي تحققت خلال العام الماضي ثمرة جهود جماعية تهدف إلى تعزيز جودة الحياة لأفراد المجتمع.
وأضافت أن رؤية برامج المعافاة لا تقتصر على تقديم الخدمات الصحية فحسب، بل تمتد إلى بناء ثقافة مستدامة تدعم العادات الصحية وتمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مدروسة تعزز رفاهيتهم على المدى الطويل، وأوضحت أن التدخلات السريرية والمجتمعية لعبت دورًا محوريًا في تحقيق هذا الهدف، حيث تم التركيز على توسيع نطاق الخدمات وتحسين جودتها لضمان الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.

د. حصة المريخي: 17 عيادة إقلاع عن التدخين».. وتطور كبير في «المعافاة»

أكدت الدكتورة حصة المريخي، رئيسة برنامج المعافاة للتدخل السريري واستشاري أول في طب المجتمع، أن عام 2024 شهد تطورًا كبيرًا في برنامج المعافاة للتدخلات السريرية، حيث تم تحقيق العديد من الإنجازات التي أسهمت في تحسين جودة الخدمات الصحية وزيادة الوصول إليها. وأوضحت أن الجهود تركزت على توسيع نطاق الخدمات، تعزيز التكنولوجيا الصحية، وتطوير برامج مبتكرة تدعم أنماط الحياة الصحية، مما انعكس إيجابيًا على صحة الأفراد في المجتمع.
وقالت د. حصة المريخي: امتدت عيادات الإقلاع عن التدخين لتصبح متاحة في 17 مركزًا صحيًا مختلفًا، وشهدت زيادة في عدد المواعيد المطلوبة، مما يعكس التفاعل المجتمعي الكبير ومعرفة الأفراد المتزايدة بالخدمة المقدمة. وفي عام 2024، زاد عدد العيادات بافتتاح عيادات جديدة في المزيد من المراكز الصحية وإضافة فترات عمل مسائية للعيادات ذات الطلب المرتفع. كما شهدت عيادات الإقلاع عن التدخين زيادة ملحوظة في الإقبال، حيث استقبلت 1986 مريضًا جديدًا، وبلغ إجمالي عدد الزيارات 4518 زيارة.
وأضافت: يخطط البرنامج لإطلاق تطبيق الإقلاع عن التدخين على الهواتف الذكية، والذي سيساعد المرضى في متابعة خطة العلاج والحصول على استشارة عاجلة عند الحاجة، ويُطلق على التطبيق اسم «TASMU للإقلاع عن التدخين» وهو في مراحله النهائية من التطوير.
وتابعت: تتوفر عيادات نمط الحياة الصحية في 7 مراكز صحية تغطي المناطق الرئيسية في قطر، مع 30 عيادة مدرب صحي تعمل في الفترتين الصباحية والمسائية، مما يمنح المرضى مرونة في الوصول إلى الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، قدم برنامج المعافاة خدمات جديدة لدعم صحة ورفاهية المرضى بشكل أكبر. وكشفت عن إطلاق فصول جماعية لإدارة التوتر، حيث توفر للمشاركين استراتيجيات للتعامل مع التوتر وتحسين الصحة النفسية. كما تم إدخال دروس لياقة بدنية جماعية تشمل تمارين البيلاتس والتمارين الإيقاعية، مما يوفر بيئة محفزة للأفراد لممارسة النشاط البدني بطرق ممتعة.
وأوضحت أن عام 2024 شهد الموافقة على إطلاق برنامج رعاية صحة المرأة بعد الولادة، والذي يهدف إلى تقديم الدعم الجسدي والنفسي للأمهات الجدد، ومن المقرر تنفيذه في عام 2025 لضمان حصول الأمهات على الرعاية الصحية المناسبة خلال فترة التعافي بعد الولادة.
برامج تدريبية للأطباء
وقالت د. المريخي: تم توفير برامج تدريبية متخصصة للأطباء ضمن برنامج المعافاة للتدخلات السريرية، شملت تدريبًا شاملاً على إدارة السمنة لضمان استخدام أحدث الاستراتيجيات في مكافحة هذه المشكلة الصحية المتزايدة. كما تم تقديم تدريب سريري لمتدربي طب المجتمع والطب الوقائي بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، مما يعكس التزام البرنامج بتأهيل الجيل القادم من المتخصصين في الرعاية الصحية. كما واصل برنامج المعافاة التزامه بالتعليم الطبي من خلال تقديم تدريب سريري لمتدربي طب المجتمع والطب الوقائي بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية.
وأضافت: تماشيًا مع التزامه بتقديم خدمات عالية الجودة، أجرى البرنامج عمليات تدقيق منتظمة ومشاريع تحسين الجودة لضمان تقديم خدمات بأعلى المعايير. ومن بين التحسينات التي تم تنفيذها إضافة نماذج جديدة تُستخدم أثناء الاستشارات الطبية لتقييم عوامل مثل جودة النوم ومستويات التوتر واستعداد الفرد للتغيير.
وتابعت: ومن التطورات المثيرة في عام 2024 كان تنفيذ تجربة تجريبية للعلاج بالحجامة في مركز أم صلال الصحي، حيث لقيت استحسانًا كبيرًا من قبل المرضى، وبناءً على نجاحها، يخطط البرنامج لتوسيع توفرها في مراكز أخرى في عام 2025.

د. الخنجي: تنفيذ مبادرات لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض

أكد الدكتور عبد الحميد الخنجي، رئيس برنامج المعافاة للتدخل المجتمعي واستشاري أول في طب المجتمع، أن العام 2024 شهد توسعًا كبيرًا في برنامج المعافاة للتدخلات المجتمعية، حيث تم تنفيذ العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض على مستوى المجتمع. وقد ركز البرنامج على الوصول إلى الفئات المختلفة، بدءًا من الأطفال والمراهقين وصولًا إلى كبار السن، بالإضافة إلى تقديم برامج متخصصة لدعم صحة المرأة والمجتمع الأكاديمي.
وقال د. الخنجي: استمر برنامج مدارس المعافاة للعام الثالث على التوالي، وتوسع ليشمل أكثر من 40 مدرسة، مع التركيز على تعزيز الوعي بنمط الحياة الصحي لدى الأطفال والمراهقين، ويهدف البرنامج إلى تعليم الطلاب أهمية التغذية السليمة، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين، وتحسين جودة النوم، والاهتمام بالصحة النفسية، كما تم إشراك أولياء الأمور في التوعية الصحية لضمان تعزيز أنماط الحياة الصحية داخل الأسرة.
وأضاف: في إطار دعم الصحة في مؤسسات التعليم العالي، تم إطلاق مبادرة «ركن نمط الحياة الصحي» في الجامعات، بالتعاون مع كلية المجتمع في قطر، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا (كلية علوم الصحة)، وبرنامج الجسر الأكاديمي بمؤسسة قطر، وتهدف هذه المبادرة إلى توفير موارد ومعلومات تفاعلية حول أنماط الحياة الصحية للطلاب، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات صحية مستدامة خلال مسيرتهم الأكاديمية.
وأردف: ضمن برنامج المعافاة للمرأة، يجرى حالياً تنفيذ مبادرتين فرعيتين، الأولى هي برنامج نمط الحياة الصحي للمرأة بالتعاون مع مركز المجادلة في مؤسسة قطر، والذي يغطي جوانب التوعية والتطبيق العملي لتعزيز الصحة النسائية، والثانية هي برنامج التدخل المجتمعي بعد الولادة، الذي يركز على تقييم احتياجات النساء بعد الولادة وتنفيذ برامج جماعية للمشي بهدف تحسين الصحة الجسدية والنفسية للأمهات الجدد.
وأشار إلى استمرار توسع برنامج المعافاة لكبار السن، بالتعاون مع مركز إحسان، حيث تمت زيارات شهرية من قبل مدربي اللياقة البدنية لتقديم جلسات تمارين رياضية مخصصة للمسنين، بالإضافة إلى محاضرات توعوية حول أنماط الحياة الصحية.
وشدد على حرص فريق برنامج المعافاة للتدخلات المجتمعية على تعزيز التوعية الصحية من خلال خطة إعلامية سنوية شملت إنتاج مقالات صحية تعليمية نُشرت في الصحف المحلية بشكل دوري، إلى جانب مبادرة ركن المعافاة، والتي تتيح للزوار في مراكز الرعاية الصحية الأولية الوصول إلى محتوى صحي رقمي عبر رمز الاستجابة السريعة، باللغتين العربية والإنجليزية، وأن المبادرة توسعت لتشمل 11 مركزًا صحيًا بنهاية عام 2024.
ولفت إلى أن فريق المعافاة يواصل التعاون مع الشركاء المجتمعيين لدعم الحملات الصحية والمشاركة في الفعاليات الكبرى مثل فعاليات اتحاد الرياضة للجميع وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة.
وأوضح أنه في إطار تعزيز التفاعل الرقمي والتواصل مع المجتمع، تم إطلاق جلسات تمارين رياضية مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، مما ساعد في تشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة من المنزل، منوهاً إلى دعم الفريق مبادرة صحة وعافية موظفي القطاع الصحي من خلال جلسات توعوية افتراضية وحضورية، لتعزيز صحة الموظفين وتشجيعهم على اتباع أنماط حياة أكثر نشاطًا.