حوارات
يشير الشغف إلى الولع، والحب الشديد، والرغبة الشخصية الجامحة.
وأغرب ما في هذه المشاعر البشرية الطبيعية، هي شغف إنسان ما لمعرفة الشؤون الخاصة بالآخرين، لا سيما إذا لم يكن بينه وبينهم علاقة دم.
ومن بعض أسباب نشأة الشغف المرضيّ الحشريّ للتعرّف على أسرار الناس، وشؤونهم وأمورهم الخاصّة، نذكر ما يلي:
-المقارنة مع الآخرين: يشيع بين كثير من الناس سلوكيّات المقارنة مع الأفراد الآخرين، وبخاصّة بين الأقرباء والمعارف والأصدقاء والجيران.
ويتمحور الشغف المرضي لمعرفة شؤون الناس وأسرارهم، في كونها مقارنة سلبية، يسعى فيها المرء الى تطمين نفسه إلى ما يبدو أنّه ليس أسوأ حالاً من الآخرين.
وبسبب ترسّخ الرغبة في التنافس النرجسي المرضي في عقل، وقلب الانسان، حتى أنه يرى أنّ كون الآخر افضل منه قليلاً يمثّل سبباً لإصابته بالاكتئاب، وسوداوية التفكير وبجلد الذّات، وكراهية النفس.
-التعويض النفسيّ عن الشعور بالنّقص: يولع بعض الأفراد، الذين يعانون من عقد نقص مزمنة، بمعرفة أسرار وشؤون الناس الآخرين، بهدف التنفيس عما يعانونه من اضطرابات، فكريّة ونفسيّة، لأسباب مختلفة، فيسعى البعض الى حشر أنفه والتجسّس، سرّاً أو علناً، على الآخرين بقصد تحقيق تعويض نفسيّ عن عقد النقص والدونيّة.
-الجهل وبساطة التفكير: يشغل الجاهل- ومن يعاني من مرض بساطة التفكير- أنفسهم في التعرّف على الشؤون الخاصة للناس الآخرين، وذلك لأنّ الجهل الاختياري يعطّل القدرة على تحديد الأولويات، والأهداف الشخصية، فيهتم الفرد الجاهل بشؤون الناس بدلاً من تركيزه على أولوياته الحقيقية (عيش حياة متكاملة)، ويميل بعض الجهلاء الى تضييع وقتهم، وجهودهم، وطاقاتهم الشخصية في متابعة شؤون غيرهم.
-قلّة الحياء: يقلّ حياء الانسان، فيميل إلى عدم الاكتراث، ويحشر أنفه الفضولي في شؤون الناس، لا سيما تلك المواضيع والأسرار، والأمور الشخصية الخاصّة جدّاً، ولا يستحي قليل الحياء من سؤال الآخر عن راتبه، أو وظائف أولاده، أو حالته الماديّة، مع أنه لا دخل له بهذه الأمور الشخصية الخاصة، وأفضل طريقة للتعامل مع حشريّة قليل الحياء هي ردعه لفظياً أو الامتناع عن الإجابة عن أسئلته الحشريّة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق