ويعزو البعض لجوءهم إلى هذه الطريقة، إلى ضيق الوقت وانشغالهم؛ ممَّا يمنعهم من ممارسة الرياضة، أو اتِّباع نظام غذائيٍّ صحيٍّ.
وأكد أطباء ومتخصِّصُون لـ«المدينة» ضرورة استخدام هذه الإبر، تحت إشرافٍ طبيٍّ مع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ وممارسة التمارين الرياضيَّة لتحقيق نتائج مستدامة.الحقن لعلاج السكَّر والسُّمنة
وصف الدكتور محمد غشيان، طبيب الأسرة، مفهوم حقن التخسيس، أو حقن إنقاص الوزن، بأنَّها علاجات فعَّالة لمشكلة السُّمنة، حيث تحتوي على مواد تُعرف باسم ناهضات مستقبل الببتيد المشابه للجلوكاجون، ويتم إعطاء بعضها يوميًّا، والبعض الآخر أسبوعيًّا.
وأوضح غشيان أنَّ هذه الإبر تعمل بطرق مختلفة، مثل تقليل الشعور بالجوع، وتأخير مرور الطعام في الجهاز الهضميِّ، ومنح الإحساس بالشبع بسرعة.
ومن الآثار الجانبيَّة الشائعة لهذه العلاجات في بعض الحالات، الشعور بالغثيان، أو الإسهال، أو الإمساك، أو فقدان الشهيَّة.
وأشار إلى أنَّ إبر التخسيس هي في الأصل علاجات مخصَّصة لداء السكَّري من النوع الثاني، ولا تزال تستخدم لهذا الغرض، ومع ذلك، يجب استخدام هذه الإبر فقط تحت إشراف طبيبٍ متخصصٍ، كما لا يمكن اعتبارها بديلًا عن الحِمية الغذائيَّة والرياضة.
وخلص إلى أنَّ التخلِّي عن نمط حياةٍ صحيٍّ يتضمَّن نظامًا غذائيًّا متوازنًا، وممارسة الرياضة أثناء استخدام هذه العلاجات، قد يؤدِّي إلى آثار جانبيَّة، مثل فقدان الكتلة العضليَّة، ونقص الفيتامينات والمعادن الضروريَّة.
رغبة في التخسيس السريع
ومن جانبه قال الدكتور بدر الجارالله، استشاري أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الكبد، إنَّ استخدام إبر التخسيس دون إشراف طبيٍّ يمكن أنْ يؤدِّي إلى آثار سلبيَّة، مثل الغثيان المستمر، والإسهال، أو الإمساك، وآلام المعدة، وفقدان الشهيَّة، بالإضافة إلى الارتجاع المريئي (الحموضة).
كما قد تؤثِّر على وظائف الكبد والبنكرياس، نتيجةً للإجهاد الناتج عن عمليَّة التخلُّص من السموم، أو التفاعل مع أدوية أُخْرى.
وأرجع التوسع في استخدام الإبر بدلًا من اتِّباع نظام غذائي متوازن، إلى الرغبة في فقدان الوزن بسرعة، وصعوبة الالتزام بحِمية غذائيَّة، بالإضافة إلى تأثير الدِّعاية والتَّسويق.
ومع ذلك، فإنَّ الاعتماد على هذه الإبر دون تغيير نمط الحياة، يُعتبر غير فعَّال على المدى الطويل.
كما يجب الإشارة إلى أنَّ الإبر قد لا تكون مناسبة لبعض الفئات العمريَّة والأشخاص، مثل الأطفال، والحوامل، والمرضعات، بالإضافة إلى مرضى الكبد، والبنكرياس المزمنين، ومرضى اضطرابات الأكل.
حالة المريض تحدِّد طرق العلاج
من جهتها، أكدت اختصاصية التغذية العلاجيَّة، الدكتورة أمل كنانة، بدء الكثيرين في الاعتماد على إبر التخسيس بدلًا من اتباع الحميات الغذائيَّة.
ومن الضروري أنْ نفهم أنَّ الإبر والحميات تختلفان تمامًا.
فبينما تعمل إبر التخسيس، المرتبطة عادةً بأدوية السكَّري، على التحكم في الشهيَّة، وتقليل الرغبة في تناول الطعام، تمثِّل الحميات الغذائيَّة نمط حياة متكامل.
وأشارت إلى أنَّ الأشخاص الذين استخدموا هذه الإبر، ولم يتبعوا نظامًا غذائيًّا مناسبًا، استعادوا وزنهم السَّابق بعد التوقف عن استخدامها.
وأوضحت أنَّ استخدام الحميات، أو الإبر يعتمد على حالة المريض.
وقد تتطلَّب بعض الحالات استخدام الإبر، إذا وصلت إلى مرحلة مرضيَّة، ولكن يجب أنْ يكون القرار بشأن استخدامها من اختصاص الطبيب، وتلعب التحليلات الدوريَّة دورًا حيويًّا في تحديد، ما إذا كانت هناك مشكلات أو مضاعفات.
ويجب على الشخص الذي يبدأ حِمية أنْ يتعلَّم كيفيَّة إدارة نمط حياته.
ومن المهم أنْ يعرف كيفيَّة التعامل مع الطعام الخارجيِّ، وكيفيَّة التصرُّف في المناسبات الاجتماعيَّة، وكلَّما ساعدنا أنفسنا في تغيير نمط حياتنا، اقتربنا أكثر من تحقيق حياة صحيَّة.
0 تعليق