مساحة للوقت
بلا شك ستبقى هذه الأحداث خالدة في الذاكرة، ويسجلها التاريخ بأسطر من نور.
قبل 34عاماً استذكرت رحلة مغامرة بدأت من بيروت في شتاء قارس، وانتهت في القاهرة مروراً بطرابلس الغرب ثم تونس فالجزائر ثم المغرب، وبلادي الكويت الغالية تحت الاحتلال الغادر والغاشم، فكانت رحلة تضحية، آنذاك، من أجل قضيتنا الوطنية العادلة، نقيس ونرصد فيها المواقف، السياسية والشعبية، لهذه الدول بتكليف من حكومتنا التي كانت بالمنفى.
كان الوفد يتكون من اربعة أشخاص، كبيرنا وأمير رحلتنا تلك استاذنا القدير وقدوتنا في النضال المهني المربي الفاضل جمعة ياسين، حفظه الله، والزملاء فهد العدواني وبدر بورحمة وأنا رابعهم.
بينما كان في الجانب الاخر زملاؤنا الخمسة ضمن الوفد المكمل للمهمة يرأسه المربي القدير المرحوم عبدالله الجاسم، ويضم الزملاء الاخيار عبدالرحمن بوزبر ويوسف عبدالرحمن وفيصل العبدالجادر وسالم المهنا، وكانت مهمتهم في المشرق العربي لرصد المواقف تجاه قضيتنا العادلة.
بعد لقائنا الاول بالقاهرة مع معالي الدكتور المرحوم عبدالرحمن العوضي، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ومعالي الدكتور عبدالله الغنيم وزير التربية، آنذاك، تم إيضاح الرسالة التي يجب علينا حملها للأشقاء من خلال مهمتنا الوطنية هذه، ونقل وجهة نظرهم الصريحة وموقفهم من مؤتمر المعلمين الذي سيعقد في شهر يناير 1991 في مدينة صنعاء، والتي كانت في موقف الطرف الآخر من مسألة الغزو العراقي الغاشم.
ورغم مواقف البعض في اتحاد المعلمين العرب، آنذاك، إلا اننا قد اقتنصنا مواقف دول، عربية وخليجية، داعمة ومساندة للحق الكويتي، فقد اعلنت تأييد مداخلاتنا السياسية استناداً لمواثيق وحقوق اعضاء الاتحاد، وكذلك لمواثيق الأمم المتحدة والجامعة العربية، ومنظمة العمل للدول الاسلامية وميثاق "الفيز" الاتحاد الدولي للنقابات العمالية والمهنية.
لقد حصدت مشاركتنا، وبحمد الله، وحققت الرسالة التي حضرنا من أجلها وأثبتنا تواجدنا، وحقنا في المشاركة، وبدعم الأشقاء الذين تضامنوا معنا لإنجاح مهمتنا الوطنية تلك.
وبالتأكيد تلقينا الدعم والمساندة من قيادتنا الرشيدة، ووصلتنا في لقائنا الثاني مع الوزراء والمسؤولين في القاهرة رسالة سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح، الذي اشاد بموقفنا الصلب والرافض للابتزاز، واثبات وجودنا، وتحدي الغدر وكل من كان بصفه.
لذلك ستبقى هذه الذكرى نبراساً في ذاكرتي، ولن أنسى تلك الرحلة الصعبة، والمباركة والوطنية في الوقت نفسه، اللهم احفظ وطننا الكويت من كل غدر وسوء، ومكروه، وعجل يا رب بكشف مصير رفات أسرنا الشهداء حتى يعودوا لحضن تراب الوطن الحبيب ويضمهم ثراه الطاهر.. اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين.
كاتب كويتي
0 تعليق