إيران: 'عرضنا سخي' وكرة المفاوضات في ملعب أميركا... ولسنا في عجلة!

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
إيران: 'عرضنا سخي' وكرة المفاوضات في ملعب أميركا... ولسنا في عجلة!
play icon

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

عُمان تلعب دوراً محورياً باستئناف المحادثات النووية

طهران، عواصم - وكالات: رغم عدم تلقيها أي ردّ من الولايات المتحدة بشأن التفاوض غير المباشر، أكدت إيران مجدداً استعدادها لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن بوساطة سلطنة عُمان، ونفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس، بدء مفاوضات غير مباشرة بين بلاده والولايات المتحدة، قائلا "لا نقبل اقتراح المفاوضات المباشرة لأسباب تم ذكرها مراراً وتكراراً، لكننا مستعدون للمفاوضات غير المباشرة عبر سلطنة عُمان"، معتبرا أن الكرة الآن في ملعب أميركا للرد على مقترح إيران، قائلا "لسنا في عجلة من أمرنا"، على حد تعبيره، موضحا بشأن بعض الأسماء التي تم ذكرها بشأن المفاوضين، أن كل التكهنات التي تم طرحها غير صحيحة، لكن من المؤكد أن مسؤولية المفاوضات المحتملة مع وزارة الخارجية وإدارتها ستكون على عاتق وزير الخارجية.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن بلاده لم تتلقّ أي ردّ من الولايات المتحدة بشأن التفاوض غير المباشر، إلا أنه اعتبر أن اقتراح بلاده إجراء مفاوضات غير مباشرة، عرض سخي، وفق وصفه، مشيرا إلى أنّ سلطنة عُمان تُعدّ من أبرز الخيارات المطروحة لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، مؤكدا أن عمان كانت دائماً شريكاً فعالاً في تسهيل المفاوضات في الماضي، سواء خلال المفاوضات النووية أو في إطار الجهود الديبلوماسية الأخرى، مضيفا أن دورها كان حاسماً في العديد من الجولات السابقة، وأنها تعد من أبرز المرشحين للقيام بدور الوسيط في حال استئناف المحادثات.

وأشار بقائي إلى أن إيران أبدت استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، بشرط أن تكون عبر القنوات غير المباشرة، التي سبق أن استخدمتها طهران في مفاوضاتها مع القوى الكبرى، لافتا إلى أن سلطنة عمان تتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال، وكان لها دور بارز في التأثير على تسوية القضايا العالقة بين طهران والغرب.

في الوقت ذاته، أكد بقائي أن إيران ستستقبل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في طهران قريباً، حيث سيبحث الجانبان التطورات الأخيرة في البرنامج النووي الإيراني، موضحا أن هذا الاتصال يأتي في إطار التعاون المستمر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنه تم إعطاء الموافقة الأولية على زيارة جروسي إلى طهران، مع تحديد الموعد لاحقاً، مضيفا أن إيران أعربت عن مخاوفها للوكالة من بعض التطورات الأخيرة في البرنامج النووي، مشدداً على أن إيران ستواصل العمل مع الوكالة في إطار القوانين الدولية وأنه يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تدين أي تهديدات موجهة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وفيما يتعلق بالتهديدات الأميركية والإسرائيلية ضد بلاده، قال بقائي: "إيران مستعدة للدفاع عن سيادتها بكل الوسائل الممكنة"، مشيراً إلى أن بلاده لا تحتاج إلى تبرير استعداداتها العسكرية استناداً إلى مصادر مجهولة، مضيفا أن طهران تأخذ تهديدات الدول الأجنبية على محمل الجد، لكنها تؤكد أن أمن جيرانها والمنطقة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني، قائلا "أكدنا مرارا أن أي مفاوضات ستنحصر بالملف النووي الإيراني ولم تشمل أي موضوع آخر وننفي ما ورد في بعض وسائل الإعلام أن رسالة الولايات المتحدة طالبت التفاوض حول ملفات أخرى"، كاشفا أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيكون هناك اجتماع ثلاثي مع روسيا والصين بموسكو لبحث الملف النووي والاتفاق السابق وقرار 2231، معربا عن ثقته بأن الدول المجاورة تدرك محاولات إشعال الفتنة من قبل جهات أخرى، مشددا على أن سياسة حسن الجوار وسياسة تعزيز العلاقات مع دول المنطقة لم تكن يوما ضمن ائتلاف للهجوم على دول المنطقة، ونعتقد أن أمن المنطقة ودولها يرتبط بأمننا الوطني، معلنا أن القوات المسلحة مستعدة لكل الاحتمالات والدفاع عن وحدة الأراضي الإيرانية وسيادة البلاد وتعمل بشكل مستمر على تطوير وتعزيز قدراتها.

على صعيد متصل، وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف أعلن رسميا انسحابه من منصب مساعد الرئيس للشؤون الستراتيجية وأكد عزوفه عن العودة إلى المناصب التنفيذية، إلا أن اسمه لا يزال يتردد بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، كأحد الشخصيات المحورية والمؤثرة في ملف السياسة الخارجية، حيث راجت تكهّنات حول احتمال عودته إلى صدارة المشهد السياسي، لا سيما في سياق ما تردد عن قرب انطلاق مفاوضات بين طهران وواشنطن.

ونقلت صحيفة "شرق" الإيرانية الإصلاحية عن مصادر غير رسمية، أن اجتماعا سريا عُقد صباح الجمعة الماضي، ضم رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس لجنة التخطيط والموازنة حميد رضا حاجي بابائي، مع المرشد علي خامنئي، تم خلاله التوصل إلى تفاهم بشأن إطلاق مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، موضحة أنه اختيار ثلاث شخصيات سياسية لتنفيذ المهمة، هم الرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام وأحد قادة "الحرس الثوري" محمد فروزنده، ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، في حين أشارت التقديرات إلى أن المفاوضات قد تبدأ مطلع يونيو القادم أو منتصفه، بينما نفى مقربون من ظريف في حديث لصحيفة "شرق" صحة ما تردد بشكل قاطع، فيما وفقا لتعبير صحيفة "شرق"، فإن "صمت ظريف هو صمت مسموع"، وهي عبارة قد تُجسد بدقة وضع ديبلوماسي لا يزال يُنظر إليه كخيار جدي في لحظات التحوّل والمواجهة الديبلوماسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق