مختصر مفيد
الرئيس ترامب قرر فرض رسوم جمركية على سلع الدول الأخرى، ظنا منه ان هذا الإجراء سيدر أموالا طائلة على بلاده، لكن دول العالم ستضطر الى فرض رسوم جمركية هي الأخرى على السلع الأميركية.
في هذا الإجراء سيتضررالمستهلك الاميركي، إذ سيدفع تكاليف إضافية تُقدر بنحو 3800 دولار كل سنة، أي ان رسوم ترامب سترتد على مواطنيه، في وقت يشتكي الاميركيون من تراجع قدرتهم الشرائية.
فالولايات المتحدة تستورد الفواكه والخضار من كندا والمكسيك، والقهوة من البرازيل وكولومبيا، وزيت الزيتون من ايطاليا واليونان واسبانيا، والرز من تايلاند، كما سيتأثر قطاع التكنولوجيا أيضا، فمازالت الصين وتايوان تنتجان الجزء الأكبر من هواتف "أبل" النقالة، وبعض الدول الآسيوية تصدر للولايات المتحدة الملابس والنسيج، حيث سيرتفع سعرهما في السوق الأميركي، ويتضرر المستهلك.
ثم ان الدول الأخرى ستفرض ضرائب على السيارات الاميركية، مثلا، وسيرتفع ثمنها، ما يجعل المستهلك الأجنبي يقلل طلبه منها، ويشتري سيارات الدول الأخرى بدلا عنها.
وهكذا ستفرض الدول الأخرى ضرائب على الواردات الأميركية، وسينخفض طلب الشعوب على المنتج الاميركي المستورد.
ستتضرر الأسرة الاميركية بخسارة متوسطة مقدارها 3800 دولار كل سنة، وقد سارع الاميركيون، ونحن نكتب هذه السطور، الى شراء أجهزة التلفزيون المستوردة والأدوات الرياضية، مثلا.
ضرائب ترامب الجمركية ستؤجج حربا تجارية عالمية، وسترفع نسبة التضخم في اميركا والعالم، وتهز الأسواق.
لذا نستغرب ألا يكون لوزير الاقتصاد الاميركي أو وزير الخزانة، أي دور إطلاقاً في قرارات الحكومة، لماذا لم يمنع هذا الوزير الرئيس ترامب من اتخاذ قرار رفع الرسوم الجمركية على الواردات؟
في اميركا لا يوجد منصب رئيس الوزراء، ونحن نعلم أن رئيس الدولة هناك هو رئيس الجيش أو القوات المسلحة، لكن ألا يوجد استاذ في الاقتصاد ينصح الرئيس بالنتائج العكسية السيئة المترتبة على قراره؟
أين هم أصحاب المناصب العليا، حملة الشهادات العالية ممن يتباهون بها لينصحوا زعيمهم؟
أرجو المعذرة، فكثير من القراء همـه متابعة المواقع غير المفيدة والنافعة في مواقع التواصل الاجتماعي، بدلا من متابعة شؤون الحياة، فأمور السياسة والاقتصاد مهمة للغاية في حياة الانسان، فها نحن نرى شعوباً متضررة من أوضاعها الداخلية، أو من البيئة والكوارث، ودول أخرى يحكمها رؤساء مخلصون، أكتب إليكم السطور، آنفة الذكر، لعلها تكون نافعـة.
0 تعليق