
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مرحباً بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عقب قمتهم الثلاثية بشأن غزة في القاهرة أمس (وكالات)
السيسي وماكرون وملك الأردن دعوا في قمة ثلاثية بالقاهرة للعودة الفورية لاتفاق وقف القتال والسماح بإدخال المساعدات
القاهرة، عواصم - وكالات: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، واتفقوا على رفض تهجير الفلسطينيين من القطاع، وشدد القادة في القمة التي دعا إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالقاهرة على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالدفع باتجاه وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، والعودة الفورية لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه، واستئناف وصول المساعدات الإنسانية الكافية للحد من الأزمة المتفاقمة التي يواجهها أهالي القطاع.
وتم التأكيد من قبل القادة على رفض تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية والاستيلاء على الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وأهمية استئناف وصول المساعدات الإنسانية، ودعوا إلى إيجاد مسار سياسي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى سلام دائم في المنطقة، وتجنب تصعيد الصراع، وضمان أمن الدول.
وكان الرئيس الفرنسي وصل إلى مصر أول من أمس، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، تشمل زيارة مدينة العريش المصرية الواقعة على بعد 50 كيلومترا من قطاع غزة وتعد نقطة لتجميع المساعدات الإنسانية للقطاع، وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي جلسة محادثات ثنائية شاملة، توجت بإعلان تاريخي برفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى الشراكة الستراتيجية"، كما ناقش القائدان أبرز الملفات الإقليمية والدولية، وقال ماكرون في مؤتمر صحافي سبق القمة الثلاثية إن فرنسا تدين استئناف الضربات الإسرائيلية لغزة، معربا عن دعم بلاده للخطة العربية لإعادة إعمار القطاع، وقال "نوجه نداء للعودة فورا لاحترام وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة... المفاوضات يجب أن تُستأنف دون تأخير وبطريقة بناءة"، مضيفا "نعترض بشدة على الترحيل القسري للسكان وضم غزة والضفة الغربية، لأن هذا سيكون انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا على أمن المنطقة بما في ذلك أمن إسرائيل".
من جانبه، قال السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون عقب توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي واتفاقية تعزيز العلاقات الديبلوماسية إلى مستوى العلاقات الستراتيجية، إنه بحث مع الرئيس الفرنسي بشكل عميق جميع التطورات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية وعلى رأسها الوضع المأساوي في قطاع غزة والتوافق على رفض أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مضيفا أنه تم استعراض الخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة والتوافق على تنسيق الجهود المشتركة بشأن مؤتمر إعمار غزة الذي تعتزم مصر استضافته بمجرد وقف الأعمال العدائية في القطاع، مجددا التأكيد أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في الشرق الأوسط يظل أمرا بعيد المنال طالما ظلت القضية الفلسطينية دون تسوية عادلة وطالما ظل الشعب الفلسطيني يواجه ويلات حروب طاحنة تدمر مقوماته وتحرم أجياله القادمة من حقها حتى في الأمل في مستقبل أكثر أمنا واستقراراً.
وأوضح الرئيس المصري ان المحادثات تركزت أيضا على التطورات التي تشهدها سورية ولبنان والاتفاق على أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها وضرورة اتسام العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية بالعمومية وبمشاركة مكونات الشعب السوري كافة، وانه تم التشديد في هذا الصدد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية، مؤكدا دعم مصر للرئيس اللبناني الجديد والحكومة اللبنانية في جهودهما لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعب اللبناني مع أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق ايقاف الأعمال العدائية ومحورية الامتثال الكامل للقرار الأممي (1701) وتطبيقه دون انتقائية.
وأشار إلى تأكيد حرص مصر وفرنسا على استعادة المعدلات الطبيعية لحركة مرور السفن في قناة السويس المصرية وتفادي اضطرار السفن التجارية إلى اتباع مسارات بحرية بديلة أطول مسافة وأكثر كلفة نتيجة الهجمات التي استهدفت بعضا منها في مضيق باب المندب، موضحا أن هذا الوضع أسفر عن خسارة مصر نحو سبعة مليارات دولار خلال عام 2024 من إيرادات قناة السويس إلى جانب تأثيره السلبي المباشر على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية.
السيسي وماكرون يتناولان العشاء في خان الخليلي على أنغام "حلوة يابلدي"
القاهرة، عواصم - وكالات: اصطحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتناول العشاء في سوق خان الخليلي التاريخي وتجولا وسط الحشود، وظهر السيسي وماكرون في لقطات نشرها الرئيس الفرنسي على حسابه بمنصة "إكس"، ومعها صوت أغنية شهيرة للمطربة الفرنسية من أصول مصرية الراحلة داليدا بعنوان "حلوة يا بلدي"، وكتب ماكرون في رسالة على "إكس": "شكرا لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري على الاستقبال الحار. هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي: تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا".
وأضاف أنه وصل إلى القاهرة بمواكبة طائرات رافال المصرية التي وصفها بأنها "رمز قوي لتعاوننا الستراتيجي"، واستهل ماكرون زيارته مصر بجولة خاصة في المتحف المصري الكبير الذي سيفتتح رسميا في يوليو المقبل، بعد عقدين على بدء العمل فيه، ويضم المتحف المطل على أهرامات الجيزة نحو مئة ألف قطعة أثرية مصرية، بينها مجموعة توت عنخ آمون الذهبية، بينما ينتصب عند مدخله التمثال العملاق للملك رمسيس الثاني.
وتضمن برنامج الزيارة جولة في جامعة القاهرة وفي خط مترو الأنفاق الذي تشغله الشركة الفرنسية "آر غيه تي بي" كما شارك ماكرون والسيسي في جلسة لمنتدى الأعمال المصري-الفرنسي، وشهد ماكرون عرضا حول مشروع الحرم الجديد للجامعة الفرنسية في مصر، وأعلن الرئيس الفرنسي نية بلاده زيادة استثماراتها في السوق المصري، خاصة في مشروعات الطاقة المتجددة والنقل، معرباً عن تقديره للدور المصري الإقليمي في تعزيز الاستقرار، بينما أعلن الرئيس المصري عن خطة لعقد مؤتمر دولي بالتعاون مع فرنسا لإعادة إعمار قطاع غزة، وهي خطوة دعمها ماكرون.
0 تعليق